أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - السيستاني يطيح بالإسلام السياسي ورجالاته في العراق















المزيد.....

السيستاني يطيح بالإسلام السياسي ورجالاته في العراق


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 01:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للوهلة الأولى قد يبدو العنوان غريبا ولكن بمراجعة بسيطة لما تؤمن به مرجعية السيستاني من مبدأ" ألمفتي لايفتي حتى يستفتى" يتضح ان السيستاني يفضّل حكومة تستشيره وتعود اليه بكل شاردة وواردة حتى لو كانت من الأحزاب السياسية غير الاسلامية
الأحزاب التي تقود العملية السياسية في العراق منذ عام ألفين وثلاثة لم تلتزم بخط مرجعية السيستاني وتتعامل مع الرجل بانتقائية لفك حصاراتها والتخلص من الضاغطين عليها وكلٌ يدفع بأعدائه من منافسيه من خلال الاتكاء على عصا السيستاني والتلميح بأنهم تحت عباءته
فالتيار الصدري مثلا لا يلتزم بفتاوى السيستاني وكان مرجعهم الاول محمد صادق الصدر اول من تحدث جهارا بعدم أهلية السيستاني لزعامة الحوزة العلمية في النجف وعلى هداه سار ابنه مقتدى وكل التيارات التي أنتجها وضع مابعد احتلال العراق مثل حزب الفضيلة الذي يتزعمه الشيخ محمد اليعقوبي والذي أعلن انه قادر على استنباط الحكم الشرعي ودعا العامة لتقليده ليحتاز على مقاليد السياسة والدين ويكون رقما بين أرقامها ، وكذلك المنفصمون عن مقتدى الصدر من عصائب أهل الحق ايضا يلتزمون مرجعية علي الخامنئي وينتهجون نهج محمد صادق الصدر

اما حزب الدعوة فانه لم يلتزم بخطى مرجعية النجف منذ تاسيسه ولحد الان فقد تأسس الحزب في ستينيات القرن الماضي وكان هدفه الاسمى ان يأخذ دور قيادة الشيعة في العراق والعالم من زعامات الحوزة العلمية على مر تاريخها من محسن الحكيم الى السيستاني مرورا بزعامات الخوئي والسبزواري والبروجردي والغروي ، وكان حزب الدعوة ينتهج مبدأ "مرجع من الدعوة وليس مرجعا للدعوة" وهو المبدأ الذي تحججوا فيه على روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران حينما دعاهم للالتزام بالدعوة الى الجهاد ضد نظام صدام حسين وانخراطهم مع حشد المتطوعين الإيرانيين إبان الحرب العراقية الإيرانية ففضلوا ان يعطوا المرجعية الى رجل من حزبهم وهو "كاظم الحائري" ومن ثم خلعوه بقرار شهير في تاريخ الحزب أسموه حينذاك "قرار الحذف" وبموجبه قرروا فصل الحائري من منصبه كمرجع لحزب الدعوة واكتفوا بالمكتب السياسي للحزب حتى استقرت امورهم بعد ذاك بالاتفاق على "محمد حسين فضل الله" كمرجع للدعوة على اعتبار ان فضل الله كان من المساهمين في تأسيس الحزب إبان فترة إقامته في مدينة النجف طلبا لإكمال دراسته الدينية ، وان له علاقة حسنة مع ما يعتبرونه مؤسس الحزب محمد باقر الصدر وحين توفي فضل الله التزموا مرجعية محمود الهاشمي الشهرودي وهو الان رئيس السلطة القضائية الايرانية
اما المجلس الأعلى فقد ادرك العلاقة ما بين الصدريين والدعوة من جهة وزعيم الحوزة العلمية من جهة اخرى فقرروا ان تكون مرجعيتهم تابعة للسيستاني ، الامر الذي كلفهم الكثير بعد اتهامهم من قبل الإيرانيين بعدم الالتزام باوامر إيرانية قضت بتولي المالكي لدورة ثانية لرئسة الوزراء وتفتت شملهم حيث خرجت منظمة بدر من عبائتهم ولحقها حزب الله العراق الذَين التزما بعلي الخامنئي كمرجع لهما ، وما زال المجلس الاسلامي يدفع ضريبة خروجه عما سمي وقتها بشق عصا الشيعة والتمرد على مصالح المذهب
اما الاسلام السياسي السني المتمثل بالحزب الاسلامي وبقية التيارات الاسلامية معه فقد أخذ التعامل مع مرجعية السيستاني صورة الحذر وبالنتيجة فإنها - اي القوى السنية - تتعامل مع السيستاني كشباك شكاوى مما صابهم من حيف واقصاء وتهميش من قبل القوى السياسية الشيعية
وما زالت هذه القوى الاسلامية - الشيعية بالأخص - تتحدى السيستاني الذي دعا في الانتخابات الاخيرة مقلديه وكافة طوائف العراق لعدم " ترشيح المجرب" من الذين فشلوا في إدارة البلاد منذ احتلالها ولحد الان الا ان الشعب خذل مرجعيته بفضل تمكن رجالات العملية السياسية وسيطرتهم على المال العام واستحواذهم على مفاصل الدولة بقوتها وقدرتهم على استدراج المواطنين اليهم لإعادة ترشحهم خارج إطار الدين حيث تعاملت الأحزاب مع قضية الانتخابات الاخيرة بذهنية الانتهازي غير المتدين الامر الذي جعل السيستاني يأخذ زمام المبادرة مثلا لإحراج سلطة نوري المالكي وهي اكبر سلطة متمردة على مرجعية السيستاني بعد سلطة مقتدى الصدر ، أخذ السيستاني زمام المبادرة للتصدي للفتوى الشهيرة بوجوب " الجهاد الكفائي" وهنا ايضا جاء دور الأحزاب لتسيير مقتضيات الفتوى كما هو طريق مصالحهم حيث سخروا كل إمكانات المؤمنين بالفتوى لخدمة مصالح احزابهم وشكلوا مليشيات جديدة ومتعددة واستدرجوا المتطوعين لمليشيات احزابهم ، وكانت الفتوى صريحة في ضرورة ان يتطوع من يجد بنفسه الكفاءة للجهاد ضد داعش للالتحاق في الأجهزة الأمنية العراقية ، ليدخل العراق نفقا جديدا للفساد من خلال تحويل مضمون فتوى السيستاني الى قدرة تعبوية حزبية هائلة قضت على خزائن الدولة ورصيدها الاقتصادي ، بل وجعل هذا التحويل من قبل الأحزاب السياسية الاسلامية - الشيعية حصرا- الى إقواء أذرعها في تشكيلات السلطة والمال ومفاصل الدولة وتأسيس مرحلة جديدة من الفساد - الشرعي- من خلال إيهام الشعب بالعمل بأولويات الصراع مع داعش
نستنتج من كل ذلك ان السيستاني ضاق ذرعا بهذه التشكيلات التي جعلته امام مسؤولية مضاعفة تتأرجح ما بين السياسة والدين ، لكنها في الحقيقة جعلت من مرجعيته مفتاحا سحريا لفك الازمات في وقت فقد فيه العراقيون قدسية قادتهم وباتوا ينتظرون الحلول من المرجعية فقط وهذا ما حصل في بيان المرجعية الأخير للقضاء على الأحزاب السياسية الاسلامية حيث ان السيستاني يدرك تماما بان المتظاهرين في كل العراق هم ليسوا من حزب الدعوة ولا من المجلس الأعلى ولا من التيار الصدري ولا من عصائب أهل الحق ولا من منظمة بدر ولا من حزب الله العراق ، وهؤلاء وفق وجهة نظر السيستاني جميعا قد فشلوا في إدارة دفة البلاد الى المحجة البيضاء التي كانوا يعدون الشعب بها
ورب سائل يقول : لماذا لا يصرح السيستاني بكل ما ورد في مقالنا اذا كان يؤمن ان إسلاميي السلطة يشوهون سلطته ويطيحون بالبلاد؟ . الجراب هو ان السيستاني باعتباره مرجعا دينيا يتعامل مع مقتضيات السياسة من خلال الدين وعدم الاحتكاك الشخصي بذلك فهو يرسل الرسائل ولو الاخرى بضرورة تقليم الاظافر ومن ثم الانقضاض على المتمردين على سلطة الدين ومنهجه وهم المنافقون الذين يدعون انهم نتاج الدين الا انهم ينفذون اجندة لاتتسق مع مقتضيات الفقه بشيء ولا مع منهج الدين بصلة



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة أي كهربا تكهربي
- لماذا مشعان الجبوري يا بغدادية؟
- دويد وفطيم ... حكاية عراقية من سجون الأسر الإيرانية
- إنحناءات المهنة
- العراق ... بين اذارين
- عن رفيق اسمه منقذ الشريدة
- البغدادية عودة بطعم العتب
- البعث العراقي. اثبات وجود ام تزلف؟
- جهاد التخريب
- فأراد معرفة اليقين فذاقه
- داعش العراق وحرب الفتاوى
- البطاقة التموينية بين السيستاني والمالكي ومحمد مهدي صالح
- اللاعب الثالث في سوريا
- السعودية والبحرين , اعلان موت اتحاد
- شكسبير يدعو العراقيين للمحبة
- دمشق ... اخر العواصم
- القرضاوي وصناعة الفتوى
- لحية جيفارا ولحية الاخوان
- هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة
- جمهوريات الاخوان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - السيستاني يطيح بالإسلام السياسي ورجالاته في العراق