|
الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
جمال الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 1348 - 2005 / 10 / 15 - 08:16
المحور:
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
أقامة الانظمة الديمقراطية ومكافحة الفساد واجراء الاصلاحات السياسية . هذه المطالب لم تقفز الى مرحلة الصدارة في العالم العربي الا بعد احداث 11 سبتمبر . وعلى ضوء ماجرى وما اجرته وكالة المخابرات المركزية من تقييم لاعمالها القذرة ، من خلق بؤر للشر في العالم للتصدي واغتيال للحركات اليسارية والديمقراطية في العالم بدء في افغانستان اثناء وجود القطبين مرورا" بالبوسنة والصومال والشيشان ، وبعد ان انقلب السحر على الساحر وتمرد اغلب عملائها من الارهابيين وليس أسامة بن لادن أولهم فأغلب قادة وزعماء العالم العربي والعالم الثالث هم ابناء المدرسة الامريكية التي درسوا فيها تعاليم مارشال ، وهنري كيسنجر ومحاضرات بريجنسكي والسير بمخططات وضعت لاحتواء كل حركات التحرراليسارية عربيا" وعالميا" وكبح جماحها بتكوين وخلق زعماء حكومات ذات صبغة وطنية ديمقراطية زائفة نفذت الحروب والمجازر تحت ذريعة ( الوطنية ) التي انطوت تحت شعارات قومية شوفينية ، اثنية وطائفية ونزاعات عشائرية كما حدث في العراق و لبنان والصومال والسودان ويوغسلافيا السابقة والشيشان وجمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا" وسري لانكا . بعد هذه المقدمة التي لابد منها لكي أقول أولا" . ان الضغوط الخارجية غير قادرة على اقامة انظمة ديمقراطية في العالم العربي . والمشروع الامريكي في العراق ليس من دعائم الانظمة الديمقراطية . خصوصا" ان الديكتاتور السابق جزء من اللعبة الامريكية الكبرى على مستوى ستراتيجيتها لقرن قادم . لتكوين معادلة سياسية ترفع قناع الشر الامبريالي ووضع قناع الديمقراطية والليبرالية الزائفة . وعلى مبدأ الخطوة خطوة للالفية الثالثة . جاء المشروع الامريكي للعراق ولا يهمها ان يكون نظام الحكم ديني ( طائفي ) أو علماني بقدر ما يهمها قوة أرتباط النظام بما يلائم سياستها الاقتصادية والخارجية . وعلى أولوياتها هو الجانب الأمني . هذه الانظمة الثيوقراطية وان تعهدت لامريكا بموضوعة الحريات والصحافة وتوفير فرص العمل وحماية الانسان والارتقاء به بما يحلم بدولة الرفاهية والسعادة بما يتلائم مع الشروط الامريكية واهمها الدخول في سياسة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد والتجارة الحرة والدخول بعقود مع الشركات العابرة للقارات وخصخصة القطاع العام وعدم دخول الصناعة الوطنية كمنافس للسلع الامريكية حتى على مستوى القطاع الزراعي . مع ملاحظة ان اغلب الحركات السياسية وان تلونت بالديمقراطية والعلمانية ، يستثنى منها قوى اليسار لاتملك برنامج سياسي واضح وخصوصا" الوثيقة الاقتصادية . عدم الوضوح في هذا الجانب الذي لايعد غير ديباجة أنشاء . وان اغلب الحركات الاسلامية برنامجها هو ضمن الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع لبرنامجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبمعنى أدق بدون برنامج كوثيقة أساسية لخطابها الجماهيري . ثانيا" وهنا نقف عند موضوعة قوى اليسار والتحرر مع الانظمة الحاكمة مع دعوات التغيير والاصلاح . وهو على قوى اليسار الضغط بقوة من خلال برنامج عملها الوطني وبعد ان تعرت اغلب انظمة الحكم امام جماهير الشعب بعجزها على تلبية ابسط مقومات الحياة بدء من رغيف الخبز والخروقات تجاه القوانين الضامنة للحريات العامة وتفشي الفساد والبطالة وغض النظر عن الممارسات الطائفية المقيتة ووضع حرية الرأي والصحافة في اطار مقيد لها من القوانين التي تحد من ايصال الحقيقة وفضح زيف وكذب الطغمة الحاكمة التي تلوذ بتأجيج الصراعات والفتن الطائفية في الازمات السياسية التي تعصف بها . كل هذا مع الوضع المخزي للحياة الاجتماعية جراء السياسة الاقتصادية المرتبطة بالبنك الدولي وصندوق النقد الذي أخل بالموازنة الاقتصادية وخصوصا" في التجارة الخارجية والداخلية والتي تركت أثارا" مدمرة على بنية مجتمعاتها في الريف والمدينة كما يحدث الان في مصروتونس والسودان ولبنان واليمن والاردن والمغرب والجزائروالبحرين . ثالثا". وجود الانظمة الديمقراطية يمكن ان يحدث تغيرات عميقة في بنية التخلف الاجتماعي والثقافي والسياسي . ولنقف عند السياسي الذي يرفع هويته الوطنية . وهذا الموضوع له ارتباط كبير بالبرنامج الاقتصادي ذو الخصوصية المختلفة من بلد لأخر في العالم العربي وبالمقدمة يأتي البترول وتطوير صناعته كصناعة وطنية وثروة للشعب من أجل تطوير الحياة اجتماعيا" وثقافيا" . بعدها تطوير الصناعات الوطنية الاخرى فلنأخذ العراق نموذجا" كتطوير الصناعة والصناعة النفطية والزراعة والتي لها ركائز وبنى وطنية سابقة وتطوير الصناعة الوطنية في القطاع العام والخاص وهي ( معامل البتروكيمياويات والاسمدة والصناعات الورقية ومعامل النسيج ، الصناعات الكهربائية ، معامل الصناعات الدوائية ، معامل الالبسة الجاهزة ، معامل الاحذية في القطاع العام والخاص معامل الزجاج والسيراميك ومعامل الكاشي والموزائيك ، معامل الصناعات الخفيفة ، المراوح اجهزة التبريد والتكييف والاجهزة المنزلية ، معامل الزيوت النباتية ، معامل الصناعات الطبية ، معامل الاصباغ ، معامل السيارات ، معامل الالمنيوم ، معامل صناعة السكر ، معامل الطابوق والجص والاسمنت ومعها الاف من المعامل والورش التي تمثل الصناعة الوطنية للقطاع الخاص ) هذا مع خلق موازنة مع القطاع الزراعي والاهتمام بتطويره من خلال توفير البذور ذات الجودة العالية والاسمدة وتطوير وتحسيين اجهزة الري والمبيدات والمكننة والاهتمام بالقطاع الحيواني من تربية المواشي الى اعطاء فرص لانشاء حقول دواجن للحم وبيض المائدة وتطوير ثروتنا السمكية وتطوير المحميات للمراعي الطبيعية . كل هذا من اجل خلق دولة الرفاهية والديمقراطية لتأتي العولمة تحت شعارات التجارة الحرة والدعوة الى الانفتاح على السوق النقدي العالمي والتعامل مع صندوق النقد الدولي مع شعارات خصخصة القطاع العام ونسف الصناعة الوطنية لتطيح بدولة العدالة الاجتماعية والرفاهية . مالم يكن هناك ائتلاف ديمقراطي يساري وطني قادر للدفاع عن بناء وطن وان يدخل في هذا التحالف كل فصيل وطني يضع قضية العراق اولا" واهمها الاستقرار السياسي والجانب الامني المهم بعيدا" عن الطائفية وتدخل دول الجوار قادر على بناء الانسان والوطن وان يضع بعد ذلك تحالف وطنيا" موحدا" لاخراج المحتل بجدولة سريعة تعيد للعراق روحه الوطنية بعيدا" عن أي اجندة او وصايا خارجية . رابعا" . التيارات الاسلامية تصل الى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع وبمعنى ادق في ظل تجربة ديمقراطية اوصلتها الى الحكم . . ترى هل تتعامل هذه التيارات مع ابناء الشعب وفق مفهوم المواطنة والانتماء الوطني ، والعمل على برنامج اقتصادي سياسي وطني يضمن العدالة الاجتماعية والحريات العامة هنا أقف قليلا" لنفرق بين الحركات الاسلامية كالأخوان المسلمين والحركات السلفية في مصر وفلسطين وسوريا والجزائر ودول الخليج وبين الحركات الشيعية في العراق ولبنان والبحرين وهذا ينقلنا الى موضوعة خامسا" وهي خصوصية كل بلد .في مصر يشكل الاخوان على مراحل نظام الحكم في مصر منذ نشوء الجماعة على يد حسن البنا مرورا" بالهضيبي وسيد قطب وعمر التلمساني حتى اللحظة الراهنة . كانوا منذ النشأة هم أداة من ادوات السلطة الحاكمة في العمل السياسي مع القصر ضد حكومة مصطفى النحاس الوطنية ومع العسكر في أزمة 1954 ضد الشيوعيين في احداث كفر الدوار ومع انور السادات ضد حزب التجمع والشيوعيين منذ 1972 الى زيارته اسرائيل واليوم أضفوا الشرعية على انتخاب حسني مبارك وطعنوا الحركة الوطنية في ظل شعارات المشاركة مع القوى السياسية للخروج بالبلد من حكم السلطة المستبدة . اما كيف يكون منطق تفكيرهم وسياستهم اذا استلموا الحكم وهم خرجوا بحياتهم السياسية من المصحف الى الديناميت ومارسوا الاغتيال السياسي والتحريض عليه طيلة حياتهم السياسية . اما باقي الدول فالاغلبية هم مع حوارات الدم بين السلطة والجماعات ضحيتها ابناء الشعب وحصة الموت الكبرى للمفكرين والادباء والصحفيين تستثنى منها الجماعات الفلسطينية حماس والجهاد التي لها اهدافها وقضيتها وترابها وهويتها الوطنية تجاه وطنهم ودولتهم فلسطين .. والاستثناء الاكبر دول الخليج وتعتبر التجربة الكويتية الاكثر تطورا" لما لها من تجربة برلمانية عريقة قدر لها ان تتجه نحو الافضل والى الامام ومانتج عنها من مشاركة للمرأة الكويتية في الحياة السياسية وهذا ناتج عن قوة وهوية التيار الديمقراطي الوطني التقدمي في الكويت والتجربة الديمقراطية وتمسك الحكومة الكويتية بالعملية السياسية الديمقراطية وعدم وجود قيادات دينية متشددة من الشيعة والسنة داخل البلد. وعليه نقول تبقى الخصوصية للبلدان المتطورة اقتصاديا" وهي في اغلبها بلدان بترولية . اما البلدان العربية الاخرى فلها قواسمها المشتركة والكبيرة في الاستبداد والفساد ومصادرة الحريات وتأجيج الصراعات والفتن الطائفية يضاف لها انظمة الحزب القائد والرئيس القائد التي لاتدين العنف والارهاب في العراق الذي طال المدنيين ومؤسسات الدولة بل تتدخل في شؤون كل دول الجوار فالامر متروك لفصائلها الوطنية والقومية للخروج بها بحل امثل لايكون مثل كارثة العراق . اما في العراق فالعملية السياسية مرتبطة باللاعب الكبير الذي أحدث التغيير في 9 نيسان 2003 وهو الذي يقرر لكل الاطراف اسلامية ام ليبرالية ام دعاة الديمقراطية السياسة الخارجية والداخلية بانتظار ما تفرزه الايام القادمة لنا وانها لحبلى بالاحداث .
#جمال_الهاشمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعم لدستورنا الانتخابي ياقائمة 169
-
مؤتمر الوحدة الوطنية العراقية وبعض التحفظات
-
وزارة اللطميات
-
لم يصدر زلزال الدكتور النابلسي لكن انه الرعد آت
-
(هلا بيه هلا بالدستور هلا)
-
ديمقراطي ، ديمقراطيون نحو الديمقراطية
-
دستور العراق : حداثوي بنيوي تفكيكي غنوصي غرائبي
-
راحل لم يرحل .. ملف الكاتب والفنان المسرحي كريم جثير
-
نبوءة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم
-
ملف الشهيد الشاعر احمد ادم
-
وقفة حول موضوع تحالف القوى الديمقراطية
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
الديمقراطية وألأصلاح ألسياسي في العالم العربي
/ علي عبد الواحد محمد
-
-الديمقراطية بين الادعاءات والوقائع
/ منصور حكمت
-
الديموقراطية و الإصلاح السياسي في العالم العربي
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|