" من هوان الدنيا على الله ، أن يهدى رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام لبغي من بغايا بني إسرائيل " . هذا الكلام ليس لي ، إنما هو لسيد الساجدين وزين العابدين ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ الإمام علي بن الحسين بن أبي طالب عليهم السلام …
ومن هوان الكتابة والصحافة على الزمن ، أن تغلق الأبواب الأولى ، في وجوه أبناء العراق من حملة الأقلام والأرواح على الأكف ، والأخشاب على الظهور انتظارا لمن يصلبهم عليها ، اثنين وعشرين عاما ، وبعضهم أكثر ، ثم تدور دورة الزمن الغادر إياه ، فيجدوا الأبواب الأخرى ، قاطبة ، موصدة في وجوههم ، إلا أبواب المومياءات ، التي ينفض عنها غبار التاريخ ، لتؤهل ، وتجمل ، وتسوق ، عناوين لغد يدعون أنه مشرق ، بعد أن امتلأت آذاننا حكايات من الآباء والأمهات عن مظالم ماضيهم ، الذي كنا خلاله ، أشباحا تدب في عالم الذر ، فحرمنا من " بركاته " بحمد الله ومنه !
يسوقون لنا أجانب لا ينطقون العراقية إلا بشق الأنفس ، وبكاريكاتورية مخجلة ، أباطرة للغد وأشرافا لليوم ، ثم يستكثرون علينا اعترافا بوطنية المستشهد وفي جيبه أربعة دراهم !
نشرتم أو لم تنشروا ، فنحن – العراقيين المنصهرين باسم العراق الأشرف ، المتحررين من كل وليجة سواه - أهل الفضل على من سوانا ، وسنواصل الطرق على الحديد حتى يلين ، صانعين فجرا لا وجود فيه لأجنبي على رأس العراق ، مهما كانت ملته ونحلته .
العراق للعراقيين فقط ، لا للجميع ، والعراق ، جمهورية خالدة ، وسيبني العراقيون ضريحا كبيرا في قلوبهم ، شئتم أم أبيتم ، للمقتول ظلما ولا حساب مصرفيا لديه !
إستفتوهم .. وسترون النتيجة .