ابراهيم الحريري
الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 22:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيناريوهات محتملة
----------------------
لن تقف القوى المعادية للتغيير مكتوفة الأيدي , و لن تعدم وسيلة لأجهاض حركة الأحتجاج العادلة السلمية المتصاعدة . و من بين السيناريوهات التي قد تلجأ اليها.
1 - اشعال فتنة طائفية عن طريق نسف مرقد مقدّس او اغتيال شخصية دينية رفيعة , ما يؤجج الأحتقان الطائفي و يعيد الأصطفاف الذي بدا يتكون و يتطور على اساس مطلبي و طني شامل الى الأصطفاف الطائفي القديم . و لن يردع القوى المعادية احتمال ان يتطور الأمر الى حرب اهلية مدمرة.
ثمة امثلة مشابهة فعندما تطور الحراك المطلبي الوطني في لبنان و تعززت مواقع الحركة الديمقراطية اليسارية عمدت الطغمة المتحكمة هناك الى اشعال فتيل حرب اهلية دامت حوالي سبعة عشر عاما . كل هذا من اجل ان تحافظ الطغمة المالية على مواقعها.
2 - و من بين السناريوهات التي قد تلجا اليها القوى المعادية للتغيير دفع عصابات الشقاة المأجورة المرتبطة بها , الى مهاجمة المواقع الحكومية و المحلات و الأسواق التجارية و اشاعة اجواء النهب ما يبرر تشكيل حكومة تعلن الطوارئ تتصدي للحراك الشعبي بدعوى التصدي للفوضى و اعمال التخريب.
و ثمة مثل مشابه حدث في مصر عام 952 . فعندما تصاعد الحراك الشعبي ضد الأحتلال البريطاني و فساد القصر الملكي , اقدمت عصابات الحرس الحديدي المرتبطة بالقصر على حرق القاهرة , ما أرغم حكومة الوفد الوطنية التي كان يراسها النحاس على الأستقالة , و من ثم تشكيل حكومة برئاسة علي ماهر المقرب من القصر الملكي , اعلنت الطوارئ و حلت الأحزاب و زجت بمئات الناشطين في المعتقلات.
و قد تكرر الأمر عام 977 عنما تصاعد الحراك الشعبي في مصر الى مستوى الأنتفاضة , فلجأ السادات عضور عصابات الحرس الحديدي ايام فاروق الى الأسلوب القديم نفسه و دفع الشقاة المرتبطين بالأجهزة الى اعمال تخريب مشابهة , ما اتاح له زج مئات الناشطين في المعتقلات و اطلق على الآنتفاضة الشعبية اسم "انتفاضة الحرامية".
و لن تعدم القوى المعادية للتغيير لدينا اللجوء الى وسائل اخرى لا تقل عداءً للحراك الشعبي , فما يهمها هو وقف تطور هذا الحراك و اجهاضه باي وسيلة . و ينبغي التحسّب لذلك و مواجهته عن طريق تصعيد الحراك و الحفاظ على طابعه السلمي و عدم الأنجرار وراء الأستفزازات , و التعاون مع قوى الأمن , مادامت تحترم حق المواطنين في التظاهر , كما حدث في المرة السابقة , للتصدي لأعمال التخريب.
السبيل الوحيد لمجابهة نوايا اعداء التغيير الشرّيرة , هو اتساع الحراك , و تطويره و العناية بتنظيمه من اجل تحقيق مطالبه المشروعة .. و بامكان الناس و قوى التغيير تحقيق ذلك.
ابراهيم الحرير
كندا - هاملتون
6 - 8 - 2015
#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟