|
فجوة كراهية الغرب للمسلمين تتسع
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 19:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد سئما سماع صوت الاسطوانه المشروخه ان الغرب يكره الاسلام والمسلمين و سماع تواشيح تهميش المسلمين بالغرب ولم نعد نستغرب صعود الاحزاب اليمنيه الى تطلب برفض هجرة المسلمين الى بلادهم وطردهم منها. لم يعد يكفي ادعاء وقول بعض المسلمين ان هؤلاء لا يمثلون الاسلام اذ ان المسلمين انفسهم لا يجرؤن على التجزئه والغربله في المفاهيم الدينيه . واذا اخذنا الاساس والمفهوم الديني الرافض للاصلاح والتحديث والغربله ورفض بعض الايات والاحاديث عندها نجد ان الاخر المختلف(ان كان غربيا او شرقيا) معه حق لكره الاسلام والمسلمين. صعود اليمين الفاشي بالغرب له اسباب عديده ولكن هجرة الغرباء والمسلمين هي احداها.فالعرق الاري الاروبي يعتبر نفسه الانقى والافضل وصولا الى الفاشيه واعتبار الغرباء والوافدين اقل منزله هذا لا ننكره.واليمين يريد المحافظه على نقاء عرقه.لكن زيادة معدلات الجريمه والاغتصاب والتحايل والنصب مع بروز الفاشيه الدينيه لبعض المسلمين سارعت في ارتفاع نسبة الكراهيه ايضا. بداية اقتناع المسليمين ان الله اعتبرهم خير امة انزلت للناس في الوقت الذي يعترف به القرأن بالمسيحين واليهود. مرورا بعدم استطاعة اي مسلم ان يقبل بالتنازل عن فكرة الجهاد بتاتا واعتبارها غير صالحه لهذا الزمان وحتى مستقبلا. هل يستطيع اي مسلم ان يجاهر بعدم جواز فكرة عودة الخلافه واخضاع كل شعوب المعموره للاسلام. هل سيقبل المسلم تقبل فكرة الارتداد عن الدين وهل سيقبل بأن تكون المرأه كاملة العقل والدين وليست عوره وانها بنفس درجة الرجل لا اقل منه. عزيزي القارئ قد تتسأل ما دخل هذا بكراهية الغرب للمسلمين؟ الاجابه ان لذلك صله كبيره فالمسلم او المسلمين يحملون نزعة الانا ونحن في الغرب( ان كان من الجيل الاول وصولا الى الجيل الثالث اليوم) اي نحن الافضل ونحن الاخير. فالنرجسيه وحب الذات تسيطر على الوعي والعقول وتستحوذهم فكرة الاستعلاء والتعالي.فالمسلمين لا يفصلون بين العام والخاص في الدين وحتى حياتهم الاجتماعيه فالدين يدخل في كل مفاصل حياتهم. عندما يحمل المسلمين مثل هذا الموروث الديني المتشدد والمتعصب والرافض لتقبل الاخر وهو لا يعي انه انتقل الى مجتمع غربي يطبق فعلا لا لفظ مقولة لا اكراه في الدين وان كل مواطن له الحق في ان يتبنى ما يشاء من عقائد واديان وعندما يرفض الاندماج ويتقوع على نفسه او يبدء بالهجوم على مجتمعه الجديد عندها تبدء المشاكل. تبدء المشاكل عندما يرفض المسلم احترام قوانين البلد المضيف الا وهي مواثيق حقوق الانسان ويجيرها لصالحه وفي خدمة تطرفه وكراهيته لمجتمعه الجديد. هل نستغرب الكراهيه للمسلمين في ظل وجود الكثير من الجوامع التي هي بؤر لنشرالكراهيه و التشجيع على الارهاب والتطرف والتي هي ايضا مركز لتجميع وتسريب الاموال للتنظيمات الارهابيه.. فها هو جامع لندن الاشهر فيتسبري الذي يعج بالمتطرفين ومركز لتجميع الاموال لدعم الاهاربين تحاول السلطات البريطانيه اغلاقه او اغلق فعلا بعد ان سجل بالصوت والصوره مواعظ وخطب اشهر داعيه اسلامي في بريطانيا انجم تشدوري تحث على الكراهيه وتناصر وتأيد تنظيم داعش والتي ادت لاعتقاله. هذا الجامع منذ اكثر من 15 عام هومنطلق للخطب التكفريه والعدائيه المتشدده للغرب ومنه انطلق الكثير من الدعاة المتطرفين امثال الداعيه الاشهر في زمانه ابو حمزه المصري الذي ايد ضرب مراكز التجاره في نيويورك والتي راح ضحيتها ما يقارب الثلاث الاف انسان.وحكم عليه في بداية هذا العام بالمؤبد بعد قضية تسليمه للولايات المتحده والتي شغلت الرأي العام البريطاني لاعوام. لقد استغل الكثير من الدعاه والخطباء ورجال الدين قوانين حقوق الانسان في بريطانيا والغرب عامة بحرية الفكر والدين وبثوا الكراهيه ودعوات اقصاء الاخر المختلف ومحاربة الغرب الكافر في عقر دارهم .لكن ذلك اليوم وبعد مصائب الارهاب المتأسلم من القاعده وصولا الى داعش واخواتها عدلت الكثير من القوانين ودخلت مثل هذه الخطب والمحاضرات التي تحث على الكراهيه والتعصب واقصاء الاخر بنود الجنح والجرائم التي يحاسب عليها القانون. نحن نرى ان مثل هؤلاء الدعاه والخطباء الداعين الى التطرف والقتل ومؤيدي الارهاب يجب ان يحاكموا ويسجنوا وعند انتهاء فترة عقوابتهم ترحيلهم الى بلادهم الاصليه وسحب جنسياتهم المكتسبه تحت بند الخيانه العظمى. لان من يدعم ويناصر ويحمل الفكر الفاشي الداعي الى الابادات الجماعيه والقتل والاغتصاب باسم الدين يستحق اكثر من ذلك. لو تركنا الخطب والمواعظ ومحاضرات التحريض ووجدنا ان اكثر من 700 شاب بريطاني مسلم انخرطوا تحت لواء داعش واخواتها و1400 او اكثر شاب مسلم من فرنسا و650 شاب مسلم من المانيا و و ووالاف من مسلمي الغرب. وهؤلاء جميعا اصبحوا قتله سادين ومغتصبين فعدا عنما اقترفت ايادهم من قتل وجرائم واغتصاب. اليوم يهددون الغرب بالانتقام والقتل ونشر الارهاب بكافة اشكاله. قبل شهور في مقطع على اليوتيوب جلس اربع مجرمين وقتله وسفاحين لا جهادين كما يحلو للبعض تسميتهم من اصول مغاربيه من مسلمي فرنسا بتوجهه شتائم وتهديدات للفرنسين بالفرنسيه شعبا وحكومتة بالانتقام والقتل والتفجير. قبل اسبوع مقطع ثاني على اليوتيوب اثنان من قتلة داعش يوجهون كلمتهم بالالمانيه تهديد وانتقام ويطالبون من الشباب المسلم في المانيا بالانتقام والقتل الفردي هنا وهناك. محمد جون دباح داعش الكويتي الاصل بريطاني الجنسيه الذي ذبح الصحافيين الامريكيين واليبانيين. هناك مئات من المقاطع ....هل مثل هذه المقاطع وهذه الاعداد من القتله الذين لربما يرجع او يتسلل الى بلاده الغربيه التي منحته شرف المواطنه تطمئن الغربين وتجعلهم ينامون مرتاحي البال في مثل الاحداث. لقد وافق الاتحاد الاوروبي على قبول 40 الف لاجئ سوري.كحكومات ولجان حقوق الانسان واحزاب اليسار فهذا موقف انساني نحن معه لكن اليمين الغربي يتوجس فهو يرفض هؤلاء من منطلق الخوف مستقبلا من الاسلام.رغم معارضتي لليمين الاوروبي لاني لست منهم فانا كاتبه عربيه مع حقوق الانسان لكني قد اتفهم موقف اليمين من منطلق الاشرار ما خلو للاخيار مطرح. بالمقابل لم ارى موقف سعودي يقبل استضافة 50 الف لاجئ سوري.اوقطري يقبل استضافة 100 لاجئ سوري.. اي انه ولا دوله خليجيه استعدت لقبول واستضافة اخوتنا من مشردي الحرب ولاجئي سوريا في الوقت ان دعم التنظيمات الارهابيه كان منهم. سوريا والسورين الذين احتضنوا كل الوافدين وطالبي اللجؤ العرب اليها قبل النزاع والحرب والدمار اليوم يبحث لاجئيها ومشرديها عن وطن بديل. ان كراهية الغرب للمسلمين ليست نابعه فقط من الشق السياسي الديني رغم انه سبب جدا مقنع لذلك.وليس بالامكان تحييد ما يجري بالشرق الاوسط خصوصا في سوريا والعراق ويطال دولا اخرى فهذا ليس بمنئ عن الغرب. لقد طال الارهاب المتأسلم العديد من الاجانب وليس الغرب وحده فاليابانين ليسو غربيين.والمواطن الكرواتي المحتجز جاء لعمل اغاثي تطوعي. وقتل واباده الازيدين والمسيحين والاكراد وغيرهم من الاقليات تصل اصدائه الى كل قريه في الغرب. لكن الشق الاقتصادي الاجتماعي له دور موازي اذا لم يكن اكبر.فالمواطن الغربي دافع الضرائب والمتعلم والعامل والمنتج والذي يبحث عن رفاهيته وسعادته يرفض تمويل قطاعات واسعه من مواطنيه الذين نعموا بشرف المواطنه والانتماء والتجنس ان يكونا عالة عليه. فهناك الاف من المسلمين العاطلين عن العمل الذين بامكانهم العمل يتقاضون رواتب وهم يجلسون على مؤخراتهم في بيوتهم لانهم يرفضون العمل.كما وان الحكومات توفر لهؤلاء الضمان الصحي والعمل اللائق والضمان الاجتماعي والتعليمي ومع ذلك فهم قطاعات غير منتجه كسوله وتنشط في الاحتجاجات والتخريب والازعاج. ليس صحيحا ان هناك تهميش لان الحكومات فتحت لهم الابواب بالقدوم عن رضا خاطر ولم يجبرها احد. قررت الحكومه الكنديه عدم اعطاء اي ضمان دخل لاي رجل متزوج من امرأه ثانيه وقوانين عدم السماح بتعدد الزوجات وصولا الى رفض اعطائهم الجنسيه الكنديه للمخالفين.كما وقررت الحكومه الكنديه توقيع بعض مواطنيها من المسلمين على وثائق بعدم ارتكاب جرائم بما يعرف بجرائم الشرف.وهذا عن تجربة عندما حصلت بعض حالات القتل ووقف المجرمين في اقفاص الاتهام يدعون بان هذه الجرائم مشروعه وعقوباتها هي الاخف.لذا فان كل موقع فيما لو قام بمثل هذه الجرائم ينال اشد العقوبات واعتبار جريمته بالعمد والترصد لا بادعاء الانفعال والعصبيه والشرف والدين. دكتور مرزوق اولاد مغربي الاصل رئيس الجاليه الاسلاميه في هولندا يعترف بان الحكومه هناك الاكثر تسامحا دينيا وهناك اليوم مئات من المساجد وان المسلمين هناك ينعمون بكل وسائل الراحه والخدمات والضمانات .وان من مشاكل المسلمين هناك مثلا طلاق المسلمين من زوجاتهم على الورق فقط وفي الحقيقه يمارسون حياتهم الجنسيه والزوجيه بشكل عادي ..و ذالك لاجل الاحتيال على الحكومه. لان المطلقه لها معاش محترم من الدوله.وهكذا فالزوج يحصل على معاش والزوجه المطلقه صوريا معاش. لازالت هولندا تدعم المتزوج من امرأتين. مواضيع الاحتيال وبوليص التامين وادعاء المرض هم من وسائل الاحتيال التي تمارس من قبل المسلمين بالغرب. وحتى لا يفهم من المقال ان المسلمين فقط هم من يتحيالون لكنهم مع الاسف الشريحه الاكبر والمقال مخصص لذلك. ختاما اعتذر على الاطاله واترك للقراء التعليق او الاكتفاء بقرأة المقال.واتسأل هل بالفعل يتحامل الغرب على المسلمين وماذا لو كان المسلم مكان الغربي وعكسنا الايه هل سيكون متسامحا ومحبا ومتقبلا للاخر المختلف.قطعا لا. اذن ما هو وجه الغرابه بكره الغرب للاسلام.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعبع والارهاب باق باق وراء الابواب
-
اسلمة وسائل الاتصال الاجتماعي...فيس مسلم
-
الارهاب المتأسلم يعود علينا بصكوك الغفران
-
الغرب وعدم مراعاة احاسيس ومشاعر المسلمين
-
رسالة الى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز
-
لا حجاب ولا مجتمع متدين يمنع التحرش
-
النرجسيه والارهاب تقضي على الوجه الانساني للاسلام
-
مجتمع تهيجه تنوره وتقوده غرائزه
-
خيانة الرجل حلال وخيانة المرأه حر ام
-
المرأه وزمن الكوليرا الداعشي
-
الارهاب وترسيخ مفهوم الاسلاموفوبيا
-
ما نفع الاديان اذا ماتت صفة الانسان
-
تعدد الزوجات يخلف ارقى المجتمعات
-
ماذا لو تولت قيادة اوطننا امرأه
-
انت طالق
-
النساء بجنة السماء وجحيم الارض سواء
-
شيوخ الافتاء والافتنان بقضايا النساء
-
المرأه بين العلمانيه والاسلام السياسي
-
الحجاب اولا
-
الاصلاح الديني لا يلغي الثوابت ايها المسلمون
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|