أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - حكاية الحجل الكوردي.. ملعوناً..؟!!















المزيد.....

حكاية الحجل الكوردي.. ملعوناً..؟!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 15:20
المحور: القضية الكردية
    


...في علاقة الآخر معه وجوداً وحضارةً وتاريخاً.

تقول ويكيبيديا في تعريف اللعنة التالي: (اللعنة هي أن الرغبة يتم الإعراب عنها لجعل المحن أو أي شكل من أشكال سوء الحظ تصيب أو تتعلق على كيان ما، سواء كان شخصا أو مكانا أو كائن. على وجه الخصوص، قد تشير "اللعنة" إلى الرغبة بإلحاق الضرر من قبل أي قوى خارقة للطبيعة، كالصلاة أو السحر أو الإله أو قوى الطبيعة أو الأرواح..). وتضيف (في الدين البركة نقيض اللعنة وتتخذ اللعنة في النص الديني شكل رغبة لمنع الخير أو البركة عن الشيء أو الشخص الملعون ولكن مع ذكر اسم الله فيها فيقال :" لعنة الله عليه أو لعنه الله "..) ومن أشهر لعنات التاريخ هي لعنة "إبليس الشيطان" حيث يقول المصدر السابق في ذلك: (من الثابت أن الشيطان ملعون من الله كما ورد في القرآن الكريم في سورة النساء (117-118) :" إن يتبعون إلا شيطاناً مريداً لعنه الله "..). وبهذا الخصوص فإن معجم المعاني الجامع تقول في اللعنة لغةً ما يلي: ((لَعنة: (اسم) الجمع: لَعَنات ولَعْنات ولِعان اسم مرَّة من لعَنَ سَبَّة. لَعْنَةُ اللهِ: عذابُه، والطّرد من رحمته وخيره {أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}. اللَّعْنَةُ: العذاب)).

وتاريخاً فهناك حكاية الكورد ولعنة رسول المسلمين حيث يكتب الأستاذ حنا سوريشو في مقالٍ له بعنوان: (الدولة الكردية.. حقيقة أم يوتوبيا) ما يلي: ((وهناك روايات كثيرة قيلت في عدم وفاق الكرد وتوحدهم وإبقاء الفتنة والقتال بينهم وصلت غرابة بعضها إلى حدود الأساطير. وأغربها قصة لعنة رسول الإسلام النبي محمد على الكرد والتي أوردها كاتب كردي مشهور أسمه البدليسي في كتابه المعروف (شرفنامه) الذي كتبه في القرن السادس عشر، وهو أول كتاب كردي يبحث في تاريخهم، حيث ورد فيه بأن في بداية الرسالة الإسلامية أرسل (أغورخان – ملك تركستان) وفداً إلى رسول الإسلام برئاسة شخص يدعى (بغدور) وكان من أمراء الكرد وكان هذا كريه المنظر، فظاً غليظاً شديد المراس، فلما وقع نظر النبي على هذا الشخص الكريه المنظر والضخم الجسم، فزع ونفر منه نفوراً شديداً. وعندما سأل عن أصله وجنسه قيل بأنه من الطائفة الكردية وعندئذ دعا النبي قائلاً "لا وفق الله تعالى هذه الطائفة إلى الوفاق والإتحاد" . أورده. وعلى الرغم من أن بعض الكتاب ينفون هذه القصة في لعنة الرسول للكرد ويكذبونها لأن الرسالة الإسلامية لم يكن خبرها قد وصل في عهد الرسول إلى بلاد التركستان، إلا أن مع هذا يعطون أهمية لها لكونها قد أوردها كاتب كردي في القرن السادس عشر الميلادي كان له دراية ومعرفة في عدم وفاق الكرد وتوحدهم)).

وهكذا فلم يكن ينقصنا إلا تلك اللعنة.. ولكن وبعيداً عن اللعنات المحمدية والأسطورية فإنه وبالعودة إلى تاريخ الدولة الإسلامية وتعاملها مع المسلمين من غير العرب "الموالي" سوف نجد تجسد تلك اللعنة في سلوك الدولة الإسلامية وقياداتها مع كل المكونات الغير العربية والمشمولة تحت مسمى "الموالي".. حيث تقول ويكيبيديا فيهم بأن: ((الموالي جمع مولى، وهم الخدم والحلفاء في لغة العرب تم استخدامه بكثرة في زمن الخلافة للإشارة إلى المسلمين من غير العرب (سكان البلاد المفتوحة خارج الجزيرة العربية) [1] وإزدادت حدة التفرقة حتى وصول السلطة إلى يد الموالي أنفسهم، وفي ظل حكم الموالي، قاموا بإعادة الاعتبار للموالي أياً كانت جنسيتهم كما قضوا على التفرقة بين الأجناس ولكن أيضا انتقموا لأنفسهم من العرب)). إذاً جذور المشكلة تضرب في العمق التاريخي وليس هي وليدة اليوم حيث الآخر ملعوناً منبوذاً ومطروداً من جنات عدن والإسلام.. وهو _أي الآخر_ ليس إلا خادماً مطيعاً للسيد العربي _مسلماً_ إياه قيادته ومكرساً حياته لخدمته وفي أحسن الأحوال حليفاً ومؤازراً ضعيفاً، بل تابعاً له يطيع ما يؤمر به من خدمات للسيد الآمر والقائد ومالك المشروع الحضاري (الديني) وما الموالي والعبيد إلا خدم وأتباع و"وقود الثورة" والخلافة وجنود الصفوف الأمامية في معاركهم وغزواتهم وفتوحات البلدان والأمصار وبهدف المزيد من الموالي والغنائم والجواري.. وآخراً نشر العقيدة وفي أغلب الأحيان الاكتفاء بالغنائم ومن دون العقائد ونشر الدين الجديد وذلك في تلك الأمصار والبلدان.

أحقاب وعصور تمضي.. ولتحل أيديولوجيات ومشاريع جديدة؛ قومية عرقية وذلك بدل تلك التي كانت قائمة على الخلافة والعقيدة الإسلامية وذلك مع انهيار الدولة العثمانية وبروز وصعود الحركات القومية وتقسيم تركة المملكة "الرجل المريض" وفق معاهدات واتفاقيات دولية من قبيل سايكس بيكو وغيرها وتنبثق جغرافيات سياسية جديدة على أساس الأيدلوجيا القومية والقادمة مع الاستعمار الغربي للمنطقة وبالتالي نشوء عدد من الدول العربية وتركيا نفسها كدولة قومية عنصرية بامتياز وغيرها من الجغرافيات والكانتونات السياسية.. ولكن لعنة الكوردي تبقى ملاصقة له؛ حيث يحرم من نصيبه في كعكة الكيانات السياسية الجديدة وليعامل من جديد على أساس التابع والملحق والهامشي وهكذا يبقى _الكوردي_ منبوذاً ملعوناً عند المراكز السياسية الناشئة في هذه الجغرافيات الغاصبة له أرضاً وشعباً وثقافةً وحضارة ولتحاكمها هي الأخرى على تهمة "أنت الآخر"؛ المدان دائماً بـ"الخيانة" والذي عليه أن يقدم فروض الطاعة لسيد الأمر والقرار.. وما يكشف اليوم من إشكالية العلاقة بين الإقليم (إقليم كوردستان) وبغداد _كمركز من تلك المراكز_ إلا النموذج عن تلك العلاقة واللعنة التي تلاحق الكوردي.

وأخيراً نود أن نقول لذاك الآخر؛ "السيد المطاع": بأن مشكلتنا معكم في هذا الشرق المطعون ثقافياً وأخلاقياً ليس ناتجة ومتعلقة بنظام سياسي أو شخصيات محددة بل إنها نابعة من العقلية السياسية وجذورها الفكرية والثقافية؛ إسلامياً وقومياً حيث الآخر دائماً هو "التابع والموالي والملحق.. ويبقى إنه الآخر دائماً" وهو من الأقليات؛ ليس فقط بالمعنى الإحصائي العددي ولكن _وللأسف_ حتى على المستوى الأخلاقي والحقوقي.. ولكن يمكن التعامل مع كل تلك اللعنات وذلك عندما لا تكون ملعوناً من ذاتك وكينونتك؛ حيث لعنة الكوردي للكوردي هي من أسوأ اللعنات وسبباً ومقدمةً بل ومدخلاً _الخاصرة الرخوة_ لكل تلك اللعنات التي تحل بنا من الخارج "الآخر" الذي يعاملنا على إننا "الآخر الملعون".. فهل سنتمكن من معالجة لعنة الكوردي للكوردي لنعالج لعنات الآخرين لنا وبالتالي ننهي حكاية الحجل الكوردي.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب.. أم حروب في سوريا..؟!!
- ثقافة القطيع..؟!! ...الخلاف على الكرسياتية وليس الكوردياتية.
- ثقافة التصحر ..!! ..ليس فكراً ضد العرب.
- الكورد.. ضحايا شعارات وبرامج الآخرين..؟!!
- الزعيم..؟!! ...ديكتاتور أم رمز وطني وقومي.
- أبو مازن.. على الخط السوري؟!!
- ثقافة الخوف .. وإمبراطورية الدم. (الحلقة الأولى).
- المغترب والتطرف الديني.؟!!
- إبراهيم محمود.. يستحق أكثر من (راتب تافه)!!.
- تركيا .. والمنطقة العازلة!!
- حل المسألة الكوردية ..يعني إستقرار منطقة الشرق الأوسط!!.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثانية عشر والأخيرة: إكتمال دائر ...
- مفاهيم وقضايا (5) الإسلام .. والمرأة.
- مفاهيم وقضايا (4) الإسلام .. والإرهاب.
- نهاية حقبة الديكتاتوريات
- مفاهيم وقضايا (3) الإسلام.. والمقدس!!
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الحادية عشر: تتمة الدخول إلى مرحل ...
- مفاهيم وقضايا (2) الإسلام.. واللغة.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة العاشرة: الدخول إلى مرحلة العنف.
- مفاهيم وقضايا/ الله؛ هو وحده.!!


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - حكاية الحجل الكوردي.. ملعوناً..؟!!