أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - أيها العرب؛ ألا تخجلون !














المزيد.....

أيها العرب؛ ألا تخجلون !


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 02:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إدانات عبر الأبواق الحنجورية للتفجير الإنتحاري لمسجد الطوارئ لجنود أبها بالسعودية، ولم نسمع نفس الإستنكارات للتفجيرين السابقين لمسجدي القديح والعنود الشيعية ، رغم أنهم من المفترض شعباً واحداً. بل الأدهى أنهم أنفسهم دول العرب خصوصاً قطر من إستنكروا ونددوا وشجبوا بيان نبيل العربي الذي إستنكر فيه القصف التركي لمناطق شمال العراق وسقوط قتلى مدنيين من الأكراد، فالقاتل هذه المرة دولة إسلامية صديقة ! إنه العقل العربي المضمحل حيث شراسة ثقافة بدو الجزيرة فيكيلون بمكيالين !!

تركيا سحلت الأكراد ونكلت بجثثهم بعد قتلهم، تركيا مغفور لها إرهابها المقدس تماما كالسعودية لأنهما دول مؤمنة، دول الشرع والشريعة. وممارساتها ضد الأكراد جهاد مقدس بمكيال عروبتهم الفجة و نفاق وهابيتهم.
أين تنديدات العرب و أين أبواقهم، أين ملايكة الرحمة من أصحاب القلوب الرهيِّفة التي أصبحت تحتمل مشهد القتل اليومي ؟!

خادم الحرمين كل يوم يقتل العشرات من أطفال اليمن وشعب أعزل تحت حصار الجحيم. وكان سبب مباشر في قتله لمئات أطفال سوريا والعراق، أين تنديدكم أيها العرب و فين قناتكم النفطية ؟! لو كان خادم الحرمين هو من قتل الطفل الفلسطيني الدوابشة كما قتل ألف طفل يمني في عاصفة الحزم لصار الأمر مختلفاً تماماً. و لكننا لم نسمع نواحهم، تواطئت أفواههم مع جرائم السعودية لقتلها أطفال اليمن وسوريا والعراق !

إسرائيل قتلت الطفل على الدوابشة، قامت القيامة ولم تقعد لأن القاتل هذه المرة من خارج مستنقعهم العفن، رغم أن الدم المستباح أمام الله واحد والأرواح واحدة ومتساوية أمام خالقها ! والأدهى فعلا مطالبة حماس من مصر الثأر للطفل إللي قتلته الصهاينة، طيب مش هي دي حماس إللي بتهاجم وتهدد وتقتل في جنودنا وأولادنا المجندين بالقوات المسلحة، وصوبت بنادقها في صدور المصريين؟! حقيقي إللي إختشوا ماتوا . فين خالد مشعل ، فين إسماعيل هنية ؟!

نفس الجريمة ضد الطفل البائس على الدوابشة إللي مات حرقاً إثر قنبلة حارقة، قام بها إرهابي فلسطيني سنة 2011 ويدعى ( أمجد محمد عوض)،ولكن هذه المرة ذبحاً مقدساً إفتخر ببشاعة جريمته - مع سبق الإصرار- ضد طفل يهودي (3 أشهر) و ذبحه لإخوته و والديه ، يعني ذبح عائلة يهودية بأكملها، ومع هذا لم نجد إعتذار من الرئيس الفلسطيني ولا قياداتهم ولا تنديد من أجلاف العرب، بل سمعنا تهليل وتكبير لأنهم تربوا على أن إرهابهم هو ذبح مقدس وجهاد تكفيري. هذا هو الفرق أن ما تعتبره الإنسانية جريمة يعتبره الكائن العربي ذبح جهادي مقدس لتطبيق شرع الله! إنه القتل الشرعي الذي يجوز لهم غض الطرف عنه!

نفس ملائكة الرحمة المنددة من أصحاب القلوب الضعيفة لم نسمع لهم نواحاً ولا صوتاً للمذابح اليومية التي يمارسها العرب بكل وحشية وبشاعة فمارسوا ما لم تستطع شعوب العالم ممارسته في أطفالهم أولاً قبل ممارساتهم ضد شعوب الأقليات بالمنطقة في سنجار ضد الأزيديين وضد المسيحيين في سوريا والعراق ومصر، وضد الأكراد وضد ميزابيين الجزائر وضد الأمازيغ عامة ببلاد المغرب . وضد حرقهم لبيوت البهائيين وقتلهم لعائلة شيعية مصرية من أربعة أفراد. العرب فخخووا أطفالهم بأحزمة ناسفة، علموهم مسك السلاح جعلوهم دروع بشرية تحمل أكفانها ولفوا المتفجرات حول أجسادهم.

قتل الإخوان المسلمين للأطفال المصريين بلا رحمة وآخرهم بنت الضابط جاسي شريف سامي( 3 سنوات) وهي في حضن أبوها بسيارته لا لشيء سوى لأنها إبنة ضابط. طب فين تنديدات رعاة الحرية والتسامح والإنسانية، بمن فيهم تنديدات قناة جزيرة جرابيع العرب، إللي كل همها تشويه سمعة مصر دولياً !

يتاجرون بموت أصبح عارياً من حرمته، يبيعون الدماء للقتلة بحسب هويتهم الدينية والعِرقية. فإن كان القاتل منا وعلينا فهو قتل شرعي. إنما لو القاتل يهودي نصرخ بعلو حناجرنا ! من هنا تبدأ كوارث دولنا أننا متناقضين في أحكامنا ندين القتل و نستبيحه من منظور واحد كل مرة!!

متى يتعلمون التسامح بلا ضغائن ولا صغائر مع شعوبهم وشعوب العالم على أساس إنسانيتهم لا بحسب أديانهم ولا أعراقهم. متى يتصالحون مع التاريخ الذي أصبح يعج بخزيهم و وحشية دمويتهم. متى يصبح مكيالهم مكيالاً واحداً ليصيروا بني آدمين في نظر أنفسهم و في نظر العالم؟! معنى أنهم كائنات همجية يكيلوا بمكيالين، معنى أنهم شركاء في الجريمة اليومية المقدسة ويديهم الدنسة تعودت سفك دماء قرابينهم الحيّة ! الصهاينة قتلوا طفلاً حرقاً، والعرب بيحرقوا و يقتلوا شعوبهم وشعوب العالم كل يوم صمتاً وخزياً ! و مازالت قصة الدماء ومسلسل الرعب اليومي مستمرة.
و لم تنتهي بعد !



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تترك مؤسسات الدولة معاملة الأقباط بمنهج القبلية؟!
- واسينيات؛ قراءات من «إِمرأة سَريعة العَطَب» (2)
- واسينيات؛ قراءات في «إِمرأة سَريعة العَطَب» (1)
- الطلاق؛ و الزواج الثاني« زواج الشهر العقاري»
- حَجَر «رؤية جبرائيل»، و موت و قيامة المسيح في الفكر اليهودي
- الحرب المذهبية المُقبِلة على الجزيرة
- لماذا تغطي المرأة رأسها أثناء الصلاة داخل الكنيسة ؟
- و ناسِبنا الحكومة و صَبَحنا حبايب !
- تذكار عيد الصعود المجيد
- أنتم الأعلون، و إحنا الناس الكُخّة الدون !
- جورج البهجوري، بيكاسو مصر العالمي الذي لم يعرفه المصريين!
- ما بين الوحدانية في المسيحية، والتوحيد في الإسلام (3)
- ما بين الوحدانية في المسيحية، والتوحيد في الإسلام (2)
- ما بين الوحدانية في المسيحية، و التوحيد في الإسلام (1)
- يوسف زيدان، « لك أن ت ف خرا»
- عبث التحالف العربي، فخٌ لتوريط مصر
- «تلك التي إشتهتني؛ تلك التي عِشتُها..أو عِشتُها كما إشتَهَتن ...
- شهادة الراهب كريستيان دي شيرجي، التي لا يعرفها أحد
- شهداء الكتيبة الطيبية الأقباط بزيورخ، سويسرا
- عيد ختان السيد المسيح


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - أيها العرب؛ ألا تخجلون !