احمد محمد الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 21:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"أبو طبع اسأل عن سلامته" مثل شعبي عراقي يضرب على الفرد الذي لا يستطيع أن يفارق طباعه، أو يغيرها حتى وان حاول التغيير وتقمص طباعا أخرى، فسرعان ما يعود إلى طباعه وخصاله القديمة، ولذلك قالوا: "الطبع اقوي من التطبع".
ساسة الفساد والسرقة في العراق من أوضح مصاديق وتطبيقات المثل المذكور، مع فارق مهم هو أن أولئك الساسة لم يفكروا في تغيير طباعهم النجسة وصفاتهم الخسيسة، التي باتت القذارة والخسة تخجل وتستحي مما يفعله أهل الساسة في العراق على حد تعبير المرجع الصرخي، فالفساد والسرقة والانتهازية وإطلاق الوعود الكاذبة والتخدير والتسويف والاستخفاف بالمشاعر والضحك على الذقون والرقص على جراحات الشعب والمتاجرة بدمائه وغيرها من الصفات القبيحة صفة ملازمة لهم تلازما ذاتيا كتلازم الحرارة للنار، فكما انه لا توجد نار بدون حرارة، كذلك لا تستطيع أن نجد واحدا من أولئك السياسيين إلا ووجدت معه تلك الخصال الذميمة.
"ردت ريمة لعادتها القديمة"، ففي خطوة تكشف عن كل ما ذكرنا، أطلقت الرئاسات الثلاثة الجمهورية والوزراء والبرلمان في اجتماع لها ضم رموز الفساد والسرقة والقتلة على خلفية التظاهرات التي يشهدها العراق، أطلقت مجموعة من الوعود والعهود والمواثيق التي لا تسمن ولا تغني من فقر وحرمان وظلم وحيف وسفك دماء وإزهاق أرواح وغيرها من المآسي والويلات التي يعاني منها العراقيون، فضلا عن أن تلك الوعود مجرد ثرثرة كلام للخداع والتغرير والتخدير والتسويف وذرّ الرماد على العيون وامتصاص الغضب الجماهيري، حالها حال سابقاتها من حزم الوعود التي سرعان ما تبخرت وتلاشت وأصبحت فعل ماضي مبني على الخداع والكذب وفاعله ضمير ميت لساسة الفساد والسرقة.
أكثر من اثني عشر عاما وعود وشعارات وبشارات، والنتيجة العراق وشعبه من سيء إلى أسوأ، فكيف يمكن للعاقل، بل المجنون أن يثق بمن تسري صفة نقض العهود وخلف الوعود والتنصل عن المواثيق تسري في دمه؟! وكيف يمكن للعاقل، بل المجنون أن يثق بالسراق والفاسدين؟!، ومن هو الذي يعمل على تطبيق ما تم إقراره؟!، ومن الذي سيكافح الفساد، هل هم زمر الفاسدين الذين تعج بهم مؤسسات ما يسمى بالدولة من رأس الهرم إلى القاعدة، وباعتراف الجميع.
أرأيت يا شعب العراق كيف يتعاملون معك بأسلوب الاستخفاف وعدم الاكتراث لمعاناتك التي تسببوا في صناعتها، وتجاهلوا مطالبك؟؟؟، فالحذر الحذر من الخديعة والتغرير والتخدير والتسويف والتصديق بوعود وعهود السراق والمفسدين...
قلنا سابقا ونكرر انه لا حل ولا خلاص ولا نجاة إلا بالتغيير الجذري لكل هؤلاء المفسدين واللصوص، وليكن مطلب الشعب التغير الجذري الحقيقي، كما قال المرجع الصرخي في خطابه الذي ووجهه للمتظاهرين عبر بيان " الكهرباء ... أو الأطفال والنساء والدماء " الذي أصدره بتاريخ الأحد 2/ 8/ 2015 حيث قال(( 8ـ أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح))، محذرا في الوقت نفسه من عدم الوقوع في فخاخ هؤلاء الفاسدين وخديعتهم والوثوق بوعودهم.
#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟