احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 21:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ثمانينيات وتسعينيات القرن الفائت , كنا نطالع شاشة التلفاز المجيرة بالكامل لنقل كلمات وزيارات القائد الضرورة لهذه المحافظة او تلك وسط هتاف الجموع الغفيرة (صدام اسمك هز امريكا ) ,كنا مضطرين وقتها ان نتابع تفاصيل تلك الزيارات الميدانية ,وقد التفت الجموع بشخص الرئيس ,وقد بلغت القلوب الحناجر وهي تتغنى بخصال القائد الاوحد الذي سقاهم كؤوس الذل والهوان والعبودية .عادة سيئة من العادات القديمة , التي ادمنها الكثير من العراقيين اتجاه من يحكمهم من القادة والزعماء, ابيضهم واحمرهم , برهم وفاسقهم ,صالحهم وطالحهم .كم كنت اتمنى وما زلت ان يقلع الكثير منا عن ممارسة تلك العادة السيئة التي تعد من اهم وابرز اسباب خلق انموذج الديكتاتور الذي يختزل كل شيء باسمه واسم عائلته وعشيرته ,كم كنت وما زلت, ان يقلع الكثير منا عن مزاولة ذلك التقليد الاجوف الذي لا يدل على خلق او ذوق او شعور بالمسؤولية لا سيما بعد ان دخلنا عهدا تعدديا من المفترض ان يخلو من كل الولاءات باستثناء الولاء للأرض والعرض والوطن ,اليوم يعيد الكثير منا ذات السلوكيات المعوجة حينما يتم اختزال اسم العراق بأسماء لقادة وزعماء ومسؤولين, وكأننا لم نفعل شيء وكأننا لم نستفد من تجارب الماضي القريب . بالتأكيد انا لا اريد المقارنة بين رموز ما قبل التغيير وما بعد ذلك التغيير بقدر ما اريد ان انبه الى خطورة ما تمارسه شرائح عريضة من ابناء الشعب وهي تعيد دورة التطبيل والتزمير والهوسات والاهازيج ,لهذا الرمز او ذاك لما يشكله ذلك السلوك من خطورة قد تدفع بالصالح ان يصبح طالحا وبالخير ان يغدو شريرا .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟