|
الاصلاح في العالم العربي
ابوعلي طلال
الحوار المتمدن-العدد: 1348 - 2005 / 10 / 15 - 08:16
المحور:
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
منذ زمن ليس بقصير يجري الحديث عن الديمقراطية والاصلاح في العالم العربي وعبر بوابتين رئيسيتين الاولى وهي تمثل الاصالة والانتماء لهذا الوطن وتصدر عن قواة الحية المحبة للعدل والديمقراطية والتنمية والازدهار،والثانية المحمولة على ابراج الدبابات الامبريالية ومصالحها والتي تفوح منها روائح القتل والتنكيل مجبولة بالخيانة والتأمر على هذة الامة ومستقبلها. فقد شهد عالمنا العربي المعاصر المد القومي واليساري والذي اخفق بادواتة باجراء التغيير الحقيقي نحو الديمقراطية والاصلاح وارتكب العديد من الحماقات التي يستخدمها اعدائة اليوم للهجوم علية وعلى كل مايمت لموروثنا الثقافي والاخلاقي وروح التسامح والانسانية فيها. وقد بدأ هذا الهجوم من بوابات واشكال متعددة تحت مسميات (المجتمع المدني ) هذا المصطلح الذي يجب التوقف امامه وامام تعريفاته المحددة والذي يعني (كل مؤسسات المجتمع ومنظماتة واطرة الرسمية والشعبية والاهلية وقواة السياسية ) والذي يختزل الآن في بلداننا ببعض مراكز (الانجي اووز) وممولينها والتي حاولت في العديد من الاقطار العربية ان تكون بديلا للاحزاب السياسية ووسيلة للأبتزاز بعض انظمة الحكم فيها لتنصاع للاجندة الامريكية في التغير والاصلاح. ولتضرب في نفس الوقت دور الاحزاب السياسية والتي انكفأت او شاخت من جراء اجهزة القمع حينا ومن تخلفها وانغلاقها بلوائح وانظمة اصبحت من مخلفات التاريخ احيانا. وبعد ان تغيرت الاستراتيجية الامريكية تحديدا في نظرتها لانظمة الحكم في عالمنا العربي كوكيل لمصالحها في المنطقة وتحولت لرعاية مصالحها بشكل مباشر مستغلة الاختلال الحاصل في موازين القوى على مستوى الكون بعد انهيار توازنة في اعقاب الحرب الباردة وانهيار المنظومة الاشتراكية على الطريقة السوفيتية...الخ، دفعت الولايات المتحدة بسياسة الفوضى الخلاقة في كل انحاء الكون كوسيلة لتحقيق اهدافها وقامت بصناعة عدوها الوهمي والذي يدفع مجمل حركتها الاقتصادية والسياسية موضفه في ذلك بعض من كان بالامس حليفا لها في ارض العرب وافغانستان...ووضعت خنجرها الاول في خاصرة اوروبا بتفتيت يوغسلافيا واشاعة جو من الحرب الدينية والمذهبية...ولتمتد بعد ذلك نحو افغانستان ومخازن النفط في بحر قزوين مستغلة احداث الحادي عشر وتفجير مبنى التجارة العالمي لتدفع بقواتها نحو افغانستان للقضاء على عدو التقدم والحضارة والديمقراطية المتمثل بالاسلام والمسلمين...وتتابع هجومها مستغلة حماقة الحمقى وخطايا الحكم والحكام في منظومتنا العربية الحاكمة لتغزو العراق دافعة بالشعب العراقي الشقيق نحو التفتت والتشرذم والاقتتال معبرة عن ديمقراطيتها المعاصرة بابوغريب وغيرها من الامثلة الدامغة ولتدفع بالعديد من القوى المتطرفة في عالمنا العربي نحو الواجهة ولتظهرها بمظهر المدافع الوحيد والحقيقي عن حرية هذة الامة واستقلالها وبذلك تعطيها الهامش الاكبر في التجييش المذهبي والعقائدي البغيض والذي يحلل قتل بعضنا البعض ولا يخدم سوى مشاريع تلك الامبريالية الحاقدة والتي لاتبحث الا عن مصالحها....ونحن نشهد تسلل العديد بل الاف من عملاء الموساد في عراقنا الحبيب لما يمثلة العراق من حقيقة تاريخية وواقع قادر على التطور والتنمية والازدهار لاشاعة القسمة والاقتتال بين ابنائة.؟ فمن المؤكد وفي ظل غياب قوى اليسار المقاومة لهذا الاحتلال ( ببعض الاستثنائات المحدودة في فلسطين والعراق) ستصل الحركات الاسلامية الى سدة الحكم في اي انتخابات ديمقراطية ان بتحالفها مع انظمة الحكم السابقة او بانفرادها وبسياسة الالغاء والتكفير التي تعتمدها مجمل هذة الحركات وما سيعيد عالمنا العربي الى المربع الاول من التخلف والتبعية والانغلاق. وللحديث عن التحديات التي تقتضيها هذة المرحلة لابد لنا من التيقظ وضرورة اخذ زمام المبادرة بتفعيل قوى اليسار والديمقراطية في عالمنا العربي من خلال سلسة متكاملة من البرامج التي تطال التحرير والتغيير لان لا انفكاك من هذا التخلف والتبعية ان لم تشمل برامج احزابنا وقوى اليسار في عالمنا العربي شمولية التحريروالتغير والذي يطال مجمل احتياجات مجتمعاتنا التواقة للرفاهية والعدل والمساواة عبر اشاعة جو عام من الديمقراطية وحقوق الانسان داخل هذة الاحزاب والقوى اولا ومن ثم عكسها على مجمل الحركة الشعبية وهذا لا يكتمل بلا تكامل والعمل الجاد نحو تكامل الاحزاب العربية وقوى اليسار والتقدم فيه وتضامنها من خلال برنامج نهضوي تنويري مشترك يستجيب لكل تطلعات جماهيرنا العربية من المحيط الى الخليج ويرفع راية المقاومة باشكالها المتعددة في وجه هذا الاستعمار الجديد القديم كي لاتترك ساحات المقاومة الواسعة للحركات الاسلامية الاصولية والتي تسيء ببعض تصرفاتها واعمالها الى روح المقاومة وجوهرها وللامة العربية على حد السواء. اما الحديث عن اصلاح متدرج ومصالحة مع انظمة الحكم القائمة ماهو الا تطويل بامد ودكتاتورية هذة الانظمة الا من ارتأت التحالف مع قوى الاصلاح والتغير والتحرر وعلى اساس برنامج سياسي تنموي شامل واضح المعالم وغير قابل للبس والتاويل وبما يضمن الحفاظ على مصالح جماهير شعبنا التواقة للحرية والعدالة والاستقرار. كما يمكن الاستفادة بعيدا عن الروح الامريكية العدائية بما تحملة تجارب الشعوب من مضامين انسانية ولابد لنا من التوقف امام المظاهرات المليونية التي شهدتها عواصم العالم احتجاجا على العدوان الامريكي الغاشم ولاستفادة من هذة الروح الانسانية وتجارب تلك الشعوب في التنمية والديمقراطية وحقوق الانسان.
#ابوعلي_طلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار الفلسطيني والانتخابات التشريعية
-
الوجود الفلسطيني في لبنان بين سنديان العشق ومطرقة الكراهية
-
تصورات أولية لمعالجة المسألة التربوية والتعليمية للفلسطينيين
...
-
قراءه وتساؤلات في تحديات المرحلة
-
دوي الانفجارات في مسلسل التحولات اللبنانية
-
تطلعات على ابواب القمة العربية
-
رؤيا فلسطينية تحت دوي العاصفة اللبنانية
-
المنطقة العربية وتحدياتها
-
قرائه اولية في المشهد اللبناني
-
غونتانامو اريحا...والاستقلالية الفلسطينية
-
البيئة التربوية والتعليمية للفلسطينين في لبنان
-
هل اعطت الانتخابات الفلسطينية تفويضا للرئيس المنتخب ؟
-
اليسار الفلسطيني الى اين؟
-
اليسار الفلسطيني والانتخابات الرئاسية
-
الفلسطينيون في لبنان
-
الرفاق في هيئة الحوار المتمدن
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
الديمقراطية وألأصلاح ألسياسي في العالم العربي
/ علي عبد الواحد محمد
-
-الديمقراطية بين الادعاءات والوقائع
/ منصور حكمت
-
الديموقراطية و الإصلاح السياسي في العالم العربي
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|