في تصريح جديد للناطق الرسمي بأسم مجموعة مايسمى ( بالتحالف الوطني العراقي ) العائد تواً من بغداد ، أن الحكومة أعطته وعداً أنها بصدد إصدار قرارات مهمة تؤسس بعض الحقوق الديمقراطية للشعب ومن بين أهم تلك الحقوق ، أنها ستقوم بإلغاء المحاكم الاستثنائية بما فيها محكمة الثورة ، وستقوم بالسماح لصحيفتين تمنح الأولى لأحد الشيوعيين السابقين والثانية الى أحد القوميين السابقين ، كما أنها ستقدم على خطوة مهمة بتأسيس مجلس شورى الدولة في العراق ، وأن الناطق الرسمي المذكور سيعود الى العراق بعد شهرين لترتيب إصدار الصحيفة .
أن الناطق الرسمي المذكور لم يستطع اللقاء بمواطن عراقي واحد يخبره بالحقيقة التي أقدمت عليها السلطة العراقية حينما سربت الخبر بواسطته وأمتلأت ضحكاً عليه وعلى مجموعته ، وأذا عرف السبب بطل العجب .
السبب الأول أن السلطة العراقية كانت قد ألغت ( محكمة الثورة منذ عام 1986 ) لكنها أبدلتها بمحكمة طريفة وليس لها مثيل في كل بلدان الكرة الأرضية تلك هي ( المحكمة الخاصة التابعة لوزارة الداخلية ) التي لايلزمها قانون ولاتحددها النصوص ولاتلتزم بالمدد القانونية في العقوبة أضافة الى عدم رقابة أي سلطة قضائية عليها فقراراتها قطعية واجبة التنفيذ حال صدورها مع أنها مجرد دائرة تابعة لوزارة الداخلية ، وقد فات على السياسي الحصيف أن يعرف أن محكمة الثورة ألغيت وأن تصريحه ينسحب الى العام 1986أي ينبغي عليه التصريح عن هذا الأمر قبل 17 سنة وليس اليوم ، ونجد له عذراً من كونه لم يقابل مواطناً عراقياً ليخبره بذلك .
أما الأمر الثاني فهو الأشد سخرية وأضحاكاً ذلك أن ( مجلس شورى الدولة ) موجود منذ العام 1979 ومقره كان قرب نفق الشرطة أما الان فموجود في بناية وزارة العدل الكا ئنة في جانب الكرخ من بغداد ، وكان على السياسي المذكور أن يعرف هذه الحقيقة ولايدع الحكومة تكرر ضحكاتها ومزاحها معه ومع مجموعته .
أما عملية إصدار صحيفة من قبل شيوعي سابق وأخرى من قبل قومي سابق فنحن نتفق مع السيد المذكور ، ذلك أن عملية ( سابقاً ) من الأمور التي تغرم بحبها السلطة العراقية فهي تستقبل الوزير السابق ورئيس الدولة المخلوع والسياسي المطرود من حزبه ورئيس الوزراء المعفي من مهمته ، ولو تتبع نشرات الأخبار لوجد أن طرافة الأمر في استقبال قيادة السلطة هذا الحشد من السابقين بما فيهم السيد ( سكوت ريتر ) الذي كان مفتشاً و( جاسوساً ) وتم استقباله استقبال العائدين الى حضن السلطة ، ومن يدري فربما تم تكليفه بأحد الصحف العراقية ، لكن الرجل لن يترك البلاد في أحرج لحظاتها ويصرح بأنه سيعود بعد شهرين أي بعد أن تستقر الأمور ويبان كل شيء عندها ستتبين النكتة من المزحة والجد من الهزل .