أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم حبيب - نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدائري- للدكتور فالح مهدي- الحلقة الأولى - الحيز الفردي والحيز الجماعي (1-4)















المزيد.....

نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدائري- للدكتور فالح مهدي- الحلقة الأولى - الحيز الفردي والحيز الجماعي (1-4)


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 13:55
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


اسم الكتاب: الخضوع السني والإحباط الشيعي ، نقد العقل الدائري
اسم الكاتب: الدكتور فالح مهدي

دار النشر: بيت الياسمين للنشر والتوزيع
مكان النشر: القاهرة – جمهورية مصر العربية
سنة النشر: الطبعة الأولى 2015
عدد الصفحات: 388 صفحة
صورة غلاف الكتاب وصورة الكاتب
شيء عن الكاتب
ولد الباحث والكاتب والروائي الدكتور فالح مهدي في عام 1947. درس القانون ببغداد وعمل محامياً. غادر العراق في العام 1978 في أعقاب الهجمة الشرسة للنظام البعثي على القوى الديمقراطية والتقدمية، إذ كان من المعارضين لنظام البعث وصدام حسين. واصل تحصيله العلمي بالهند، ثم دَرَسَ في فرنسا وحاز على شهادة دكتوراه دولة من جامعة باريس 10 . درَّس فلسفة القانون في الجامعة ذاتها التي تخرج منه، ثم انتقل للتدريس لعدة سنوات في جامعة فرساي. صدرت له الكتب التالية: "البحث عن منقذ" 1981 عن دار أبن رشد - بيروت، "صلوات الإنسان" 2010 عن دار البصائر - بيروت، "أسس وآليات الدولة في الإسلام" 1991 باريس وباللغة الفرنسية، رواية "أصدقائي الكلاب" 2014 القاهرة - دار الياسمين المصرية. وروايات أخرى باللغة الفرنسية, كما ساهم مع أساتذة جامعيين في كتب مشتركة عن أنثروبولوجيا القانون عن دار المنشورات الجامعية الفرنسية.
يتضمن كتاب "الخضوع السني والإحباط الشيعي [نقد العقل الدائري]" تمهيداً وأربع أقسام هي: الحيز الفردي والحيز الجماعي، الخضوع السني، الإحباط الشيعي، ثم الخروج من بابل ملاحظات وانطباعات.
 -;-
الحلقة الأولى
الحيز الفردي والحيز الجماعي
(1-4)
يجسد كتاب "نقد العقل الدائري" طموحاً عقلانياً واعياً ورؤية مبدئية ورغبة صادقة لدى الدكتور فلاح مهدي في تغيير واقع شعوب البلدان ذات الأكثرية المسلمة التي تعاني من تخلف اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي وبيئي ومن انحطاط حضاري لا يجارى وضعف في الوعي الفردي والجمعي العام لما يراد لهم وما ينفذ بهم ومن خلالهم. إن هذا الطموح الإنساني النبيل ناتج، كما يبدو لي، من خلال قدرته العلمية على التحليل واستخدامه للمنهج العلمي ووضعه اليد على الخلل الأساسي والرئيس في الفكر الإسلامي الذي يشير له الدكتور فلاح مهدي في كلمة التمهيد للكتاب حيث يقول "في عملي هذا، الذي ينحو منحى أركون (مفكر وباحث جزائري، 1928-2010م, ك.ح) في معالجته للموضوع الإسلامي على ضوء العلوم الاجتماعية المعاصرة، حاولت الإبحار في القلب المظلم لهذا العالم، واخترت أن أركز على المكان، في محاولتي لفهم انحطاط العالم الإسلامي. وعند تناولي للخضوع السني والإحباط الشيعي، لم أتوان في الدخول إلى دهاليز تلك العوالم؛ فقمت بقراءة لبعض الشخصيات التي تدخل في عالم القداسة الإسلامية، وتفحصت سلوكياتها، على ضوء ما جاء في أمهات الكتب السنية الشيعية؛ فقد روي الحديث السني والشيعي، والذي هو أساس الفعل الأيديولوجي الذي ما زال مهيمناً على هذا العالم الإسلامي، من قبل أناس مشكوك في صدقهم ونزاهتهم، إذا أخذنا – بطبيعة الحال – بما كُتب عنهم، وقمنا بفحصه على ضوء العلوم المعاصرة." (ص 6) هذا النص المكثف المقتطف يؤشر ابتداء يكشف، كما أرى، عن منهج البحث وعن عدة مسائل جوهرية منها:
** العلاقة الجدلية الجوهرية بين المكان والفكر الناشئ عنه وعن فعل العقل الذي يدور في حلقة مفرغة ومغلقة بسبب طبيعة المكان ذاته وتأثيره؛
** العلاقة بين الحيز المكاني الذي سعى الباحث التنقيب فيه المقترن بالحيز الجَماعي وتجليات ذلك في مختلف مجالات الاقتصاد والمجتمع والفكر والثقافة وهندسة البناء والفنون المختلفة، أو المستوى الحضاري عموماً، ومنه الموقف من المرأة.
** وتبرز أهمية هذا الكتاب في الربط السليم والموضوعي بين العلاقات الإنتاجية السائدة ومستوى تطور القوى المنتجة، أي بين البنية الاقتصادية والاجتماعية في مكان ما والفكر الناشئ عنه. وهذا العلاقة الجدلية هي التي تحكمت بمضمون الفكر الإسلامي وتجلياته في القرآن أو في الأحاديث وفي ما تضمنته شرائع المذاهب الإسلامية السنية والشيعية والتي كلها تنهل من القرآن ومن السنة النبوية.
** وتمكن الكاتب إبراز حقيقة الانغلاق الفكري في الإسلام والسعي للثبات على فكر السلف المتناقض مع قوانين التطور الاجتماعي وعواقب ذلك على الانحطاط الحضاري للمسلمين وللعالم الإسلامي.
** العواقب المدمرة للفجوة الزمكانية بين مكان نشوء الفكر الإسلامي ثم تكلسه، وبين الحركة المستمرة للزمن والتحولات التي يشهدها الفكر العالمي عبر هذه الحركة بالارتباط مع بدء التحول صوب الحيز الفردي.
** كما إن هذه الدراسة القيمة تجعل القارئ أو القارئة أن يربط عضوياً وجدلياً بين بدايات نشأة الفكر الدائري لعقل صحراوي وترعرعه والغزو وقيم وسلوكيات قادة وأتباع الفكر الإسلامي حينذاك من جهة، وما يجري اليوم في العالم الإسلامي في القرن الحادي والعشرين من جهة ثانية.
** كما يؤشر الكتاب إشكاليات مكان بداية نشوء الإسلام واستمرار وتعمق وتوسع تلك الإشكاليات عبر الزمن. فالعقل الذي أنتج الإسلام كدين وأيديولوجيا عقل بدوي دائري مغلق تجمد في غفلة من الزمن، عقل صحراوي قاحل وعاجز عن التغيير.
** ** ويكشف الكاتب عن العلاقة بين الحضارة السومرية وعموم الحضارة البابلية، وهي أحد مهود الحضارة البشرية المعروفة لنا حتى الآن، والإسلام باعتبارها كانت واحدة من أهم المصادر للفكر الإسلامي، وخاصة التشريع، والتي يمكن متابعتها في بعض البنود المهمة الواردة في شريعة حمورابي العمورية والمسجلة في المسلة. ولكن جلَّ ما أخذه الإسلام من هذا المصدر كان يتناغم مع المكان الذي نشأ فيه الإسلام، في الحيز الجماعي، في الصحراء القاحلة، وليس مع ما يتناغم مع المناطق السهلية والنهرية والتي نجدها أيضاً في التوراة – العهد القديم - وكذلك في التلمود اليهودي الذي كُتب ببابل.
** وأهمية هذا الكتاب تبرز في كون صاحبه لا يبحث في التاريخ وبدايات الإسلام فحسب، بل هدفه الكشف عن العلاقة الفعلية الممتدة عبر 15 قرناً بين ذاك الماضي الغابر والمستمر في الحاضر، وعواقب هذه الديمومة على هذا الفكر المتكلس لدى السنة أو الشيعة، ومن ثم الصراعات المتفاقمة بين عواقب الخضوع السني للحاكم والإحباط الشيعي الفاقد للحكم، وكلاهما يتميز بالجمود والتكلس والدوران في حلقة مفرغة.
حين توجهت صوب إصدار كتاب عن الإيزيدية حاول التعمق في موضوع الدين ودرست الكثير من المصادر عن علاقة الإنسان بالدين. وقد اتفقت مع الرؤية العملية التي تقول بأن الدين ابتداءً من صنع الإنسان وليس الدين من صنع الإنسان. وهذا ما أكده كارل ماركس أيضاً في دراسات ومناقشاته الفلسفية. ولكن الدكتور فالح مهدي أشار في الصفحة 15 من كتابه القيم إنه لا يتفق مع ماركس في نقده للأيديولوجيا الألمانية بـ"أن الإنسان يصنع الدين، وليس الدين هو الذي يصنع البشر". ويشير إلى أن "هناك علاقة ديالكتيكية بين الإنسان والدين، تؤدي في النهاية ليس إلى أن الدين، بل الأيديولوجيا الدينية هي التي تقوم بصنع البشر". ولكن ماركس يبحث هنا في بدايات نشوء الدين أولاً، ومن ثم فالدين بأسسه وموضوعاته يعتبر الأيديولوجيا التي تتجلى في الفكر والممارسة لجماعة من البشر، إذ تنشأ علاقة جدلية بين الإنسان كخالق للدين، وبين الدين كواقع قائم، وتؤكد هذه العلاقة حصول تشابك وتفاعل وتأثير متبادل بينهما. ومن هنا جاءت الرؤية الثاقبة التالية لماركس حين أكد بأن "الدين أفيون الشعوب"، أي إن الدين بعد أن أصبح واقعاً قائماً بدأ يتحكم بالإنسان عبر أيديولوجييه، إنه المنوم الفعلي للإنسان المستكين لهذا الدين وأيديولوجييه، سواء أكان سنياً أم شيعياً. الناس في مكة قبل الإسلام كانوا يصنعون آلهتهم، وبعد الانتهاء من ذلك يبدأون بعبادتها. الأيديولوجيا الناشئة عن الدين والمقترنة به هي التي تمارس دورها وفعلها على الإنسان. والدكتور فالح مهدي يعود إلى هذه المسألة مؤكداً استنتاج ماركس بجانبيه حين كتب في القسم الثاني وفي موضوع "الخضوع السني" يناقش الكاتب العلاقة بين الخيال والرمز فيشير إلى ما يلي: "الخيال هو ثمرة الفكر ونتيجة من نتائج التأمل الذهني. فعندما ننظر، ليس إلى الحضارة المصرية فحسب، بل إلى كل العالم القديم، نجد أن الإنسان هو الذي خلق الآلهة وأوجد لها أسماء ووظائف، وأسس لها معابد ومدناً، وابتكر لها صلوات وأدعية, وزين المعابد بالشموع والبخور، وأقام لها الأعياد والاحتفالات، كما هو الحال مع البابليين وربهم مردوخ، الذين يهابون ذكر اسمه ويطلقون عليه لقب السيد، واليهود مع ربهم ياهو، هم أيضاً يتجنبون ذكر اسمه، بل يطلقون عليه لقب "الليهم" القريب من لفظة "اللهم" العربية!!، وجعل من الزواج عقداً مقدساً باسمه." (الكتاب، ص 204). من هنا نؤكد بأن الإنسان هو خالق الدين والآلهة أو الإله الواحد الأحد، وفي الوقت ذاته خاضع لهم ومستكين! وهنا يؤكد أسبقية خيال الإنسان على الرمز ومن ثم خضوع الإنسان لهذا الرمز الذي خلقه بنفسه!
بهذا الجزء النظري من الكتاب يقدم لنا الدكتور مهدي مساهمة جادة وقيمة في البحث العلمي وفي التحري عن أصل المشكلة في الإسلام، عن الحيز المكاني والفردي العمودي الذي نشأ فيه هذا الفكر وترعرع وانتشر وتوسع استعمارياً وبحد السيف، ثم تخلف وانحط حضارياً. كما إن الكتاب يعالج مجموعة كبيرة من الإشكاليات التي تواجه 1,7 مليار نسمة أو ما يعادل 23,4% من إجمالي سكان كوكب الأرض في الوقت الحاضر وعمر دينهم بلغ ما يقرب من 1450 ، ولكنه كان وزال وسيبقى جامداً على المكان الذي ولد فيه وترعرع.
ولكن السؤال الذي يدور في بال من يقرأ هذا الكتاب ويبحر مع الكاتب في الظلام الدامس الذي يعيش فيه المسلمون والمسلمات منذ مئات السنين: هل من بارقة أمل في أن يرى المسلم والمسلمة نوراً في نهاية النفق؟ الدين اليهودي بعهده القديم (التوراة) والدين المسيحي بعهده الجديد (الإنجيل) هما أيضاً قد ولدا في مكان وفي حيز جَماعي عمودي، وهما أيضاً ضمن ما يمكن أن يطلق عليهما بالفكر أو العقل الدائري المغلق، فكيف أمكن تغيير واقع المسيحيين واليهود على الصعيد العالمي؟ المرونة لم تأت من الكنيس أو الكنيسة فمن أين حصل هذا التطور في المجتمعات الأوروبية المسيحية؟
لقد كانت الإجابة، كما أرى، علمية ودقيقة. فقد أشار إلى عمليتين مهمتين حصلتا في أوروبا بشكل خاص وساهمتا في هذا التحول الحضاري للمجتمع المسيحيين على الصعيد العالمي، ولكن ليس بالضرورة أن التغيير قد شمل كل مسيحيي العالم. فبعض شعوب أمريكا الجنوبية الذي اعتنقوا المسيحية ما زال العقل الدائري المغلق أو الفكر المسيحي القديم المغلق يهيمن على عقول الناس وسلوكياتهم طقوسهم المتخلفة وتخلف مجتمعاتهم.
أشار الدكتور فالح مهدي إلى عملتين تاريخيتين أساسيتين هما:
1. التطور الرأسمالي التجاري في إيطاليا ومن ثم وبشكل خاص الثورة الصناعية التي غيرت العلاقات الإنتاجية من علاقات إقطاعية، إقطاعيين وفلاحين أقنان، إلى علاقات رأسمالية وبرجوازيين وأصحاب رؤوس أموال من طرف، وعمال مأجورين يبيعون قوة عملهم لصاحب رأس المال من طرف آخر وكلاهما يتميز بالحرية معنى معين، حر في بيع قوة عمله لمن يشاء، لكنه مجبر على بيع قوة عمله ولفترة محددة لقاء أجر لكي يتمكن من العيش هو وأفراد عائلته.
2. عملية التنوير الديني التي نهض بها، في أعقاب عملية الإصلاح الديني لمارتين لوتر، الفلاسفة والعلماء والمفكرون والاقتصاديون وعلماء علم النفس ...الخ في أوروبا. وهي العملية التي استغرقت مئات السنين للوصول إلى مسألة مهمة جداً هي الفصل الفعلي بين الدين والسياسية وبين الدين والدولة، وهو فصل في ذات الوقت بين الدين والعلم. وهذه العملية هي التي ساعدت على كسر الحلقة المفرغة، كسر الحيز الجَماعي العمودي لصالح الحيز الفردي الأفقي، حيث طُرح القول المشهور "تنتهي حريتي حين تبدأ حرية الآخرين"، أو "مُدّ يدك بحيث لا تمس أنف غيرك". وهي مرحلة معينة، مهمة وطويلة نسبياً في تاريخ البشرية، ولكنها أقصر بكثير من مرحلة النظام الإقطاعي، كما إنها ليست نهاية التاريخ.
استعان الزميل والباحث الأكاديمي الدكتور فالح مهدي بالكثير من الظواهر المهمة المرتبطة بالمكان والحيز الفردي العمودي، كهندسة البناء الدائري وعلاقات الزواج والموقف من النساء والفساد والموسيقى والنجاسة والطهارة...الخ. وتاريخ نشوء وانتشار الكثير من الأديان على امتداد عمر هذه المنطقة التي تسمى ميزوبوتاميا يقدم لنا نماذج مهمة لديانات بعضها لم يعد قائماً وبعضها الآخر ما يزال موجوداً، وكلها تدور في إطار الفكر المغلق أو ما أطلق عليه الدكتور فالح مهدي بالعقل الدائري المغلق. يمكن هنا أن نورد الديانة الإيزيدية المغلقة والمنغلقة على نفسها وعلى ما ورد في كتبها وشريعتها مثل مصحف رش وكتاب الجلوة، أو ديانة الصابئة المندائيين في كتابهم المقدس "كنزا برا". وهي ديانات منغلقة على نفسها وغير تبشيرية. كما يمكن التعرف على تقاليدها وطقوسها والموسيقى المصاحبة التي ترافق مجموعة القوالين في ترديد الأدعية في الديانة الإيزيدية. إذ كان في مقدور الكاتب أن يبرهن على الكثير من موضوعاته من تاريخ الأديان بالعراق. فعلى الصفحة 57 من الكتاب يطرح الدكتور فالح مهدي نموذجاً للحيز الدائري للقداسة والتراتبية الاجتماعية في المجتمع الهندوسي. يمكن مقارنة ذلك بالمجتمع والديانة الإيزيدية ذات الحيز الدائري أيضاً. فالمجتمع الإيزيدي مقسم إلى أربع طبقات فعلياً، وهي:
1) طبقة الأمراء التي تمارس القيادة والمسؤولية الدينية والدنيوية.
2) طبقة الپی-;-ش إمام والشيخ الذين يتحملون المسؤولية الدينية المباشرة، ويطلق على كبير شيوخ الدين بابا شيخ.
3) طبقة الپيرة المتنفذة ومهمتها ديني ودنيوي في آن وتمارس الإرشاد الديني.
4) طبقة المريدين، إنهم عامة الناس والطبقة الكادحة والمستغلة في المجتمع الإيزيدي وتشكل الغالبية العظمى في المجتمع.
وهناك كهنة المعبد الذين يتوزعون على ثلاث مجموعات عاملة، وهي:
** الفقراء: وهو أعلى مستوى من الكهنة، ويجب أن لا يكون قد تلاعب بلحيته وشاربه بتاتا
منذ ولادته.
** القوالون: وهم قراء التواشيح الدينية الإيزيدية، حيث يتناقلون حفظ التراث الديني أبا عن
جد ويتواجدون بشكل رئيسي في مدن بعشيقة وبحزاني.
** العرافون: وهم العاملون في معبد لالش، ويعتقد الإيزيدية أنهم يملكون قدرات روحية
خاصة."
كما إن هناك تمايز وحدود، كما في الديانة الهندوسية، بين هذه الطبقات الأربع ولا يحق لطبقة الزواج من طبقة أخرى، كما أن هناك الكثير من الطقوس الدينية التي لا يمارسها الجميع بل محصورة في طبقات معينة ولا يمارسها المريدون مثلاً.
يقدم الكاتب في الباب الأول من كتابه القيم شروحات وافية عن المكان ودوره وعن التباين بين الحيز الفردي والحيز الجَماعي وعلاقتهما بالتحولات الجارية في العلاقات الإنتاجية ومجمل العملية الاقتصادية، كما يبحث في مفهوم البداوة، أو البدوي وشبه البدوي والرحل وشبه الرحل. ويدخل في مناقشة مهمة ومفيدة مع أبن خلدون ونظريته المعروفة في التاريخ، نظرية النهوض والسقوط للدول، وكذلك مع الدكتور علي الوردي في أبحاثه عن التناشز والبداوة والصراع الحضري المديني ...الخ والتي تستحق كل اهتمام من القارئ والقارئة.
بعد أن وضعنا الدكتور فالح مهدي في القسمالأول من كتابه أمام الإطار النظري لما يريد الغوص فيه ويسهل علينا مرافقته في مشروعه ورؤيته لما أطلق عليه بالخضوع السني والإحباط الشيعي. وسأحاول في الحلقة الثانية تناول هذا الموضوع.
انتهت الحلقة الأولى وستليها الحلقة الثانية
كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدولة العراقية فاسدة بمسؤوليها الكبار؟ من أينَ لكَ هذا؟ ...
- كاظم حبيب - كاتب وباحث أكاديمي يساري وناشط حقوقي - في حوار م ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- هل يجوز لرئاسة وحكومة الإقليم السكوت عن العمليات العدوانية ل ...
- بيان: حملة مغرضة وظالمة ضد الأستاذ الدكتور سيِّار الجميل
- رئيس تركيا والهروب إلى أمام بعمليات عدوانية ضد الكرد!
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز - ال ...
- هل التزم الدكتور حيدر العبادي بالقسم؟
- سبل مواجهة تنظيم داعش والانتصار عليه؟ (5-5)
- الأسباب الكامنة وراء كوارث العراق وأبشعها اجتياح الموصل (4-5 ...
- بعض وقائع التطهير الثقافي بمحافظة نينوى (3-5)
- ماجد الخطيب في مشاهده المسرحية الجديدة عن اللاجئين
- وقائع مكثفة للإبادة الجماعية والتطهير العرقي بمحافظة نينوى ( ...
- داعش وجرائم الإبادة الجماعية بالعراق (1-5)
- نظرة مفعمة بالحزن والألم في رواية -يا مريم-، للروائي المبدع ...
- رؤية مراقب عن أعمال المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية ...
- رؤية مراقب عن أعمال المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية ...
- الواقع والتحديات التي تواجه شعب كردستان العراق في المرحلة ال ...
- تحية وتهنئة الى المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم حبيب - نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدائري- للدكتور فالح مهدي- الحلقة الأولى - الحيز الفردي والحيز الجماعي (1-4)