|
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 24 - 31 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 12:30
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 24 – 31 )
كور متيوك [email protected] نتيجة لتقلبات السياسات السودانية ما بين التحالف مع امريكا والعداء لها على مر العديد من الحكومات جعلت امريكا تدرك المخاطر الكامنة من الاعتماد على السودان كحليف لذلك وجدت في قضية جنوب السودان ضالتها الاستراتيجية ، فقضية استقلال جنوب السودان كانت قد تم تناولها بما يكفي ، منذ فترات طويلة ، واختمرت في مخيلة الساسة السودانيين في الحكومة والمعارضة ، ولم يعودوا يرون في الامر مستحيلاً بل اصبحوا اكثر مرونة حول الامر لكن كانت بحاجة الى دفعة دبلوماسية قوية تنقشع على اثرها الضباب المتجمع حولها وبالفعل استطاعت الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها الدولي الغير متناهي وتم الاستفتاء والاستقلال ، دون اعتراض دولي او اقليمي ، رغم المخاوف التي ابداها بعض الدول الافريقية وحكوماتها ، لكن تم تطمينهم وبموجب ذلك صمتوا ورحبوا بالدولة الجديدة . المقال المشترك بين وزير الخارجية جون كيري وسوزان رايس مستشار الرئيس اوباما للامن القومي حول مرور عام على احداث الخامس عشر من ديسمبر في يوم 15 ديسمبر 2014م ، حيث عبرا فيها عن امالهم الكبيرة في رؤية جنوب السودان يتطور خاصة أن كيري و رايس لهم علاقات مميزة ومع شخصيات ذات تاثير كبير في البلاد ولقد لعبا دوراً دبلوماسياً كبيراً داخل وخارج الولايات المتحدة ساهم في استقلال البلاد ، ووزير الخارجية ومستشار الرئيس للامن القومي من اكثر الشخصيات في ادارة اوباما حالياً يمكن أن يكونوا اكثر معرفة بالازمة لذلك لم يكن مستغرباً أن يكون البيان مشتركاً بين الاثنين . و اكدا في مقالهم المشترك بان القادة يتحملون مسؤولية إستمرار إراقة الدماء ، مشيرين باهمية عودة الطرفين الى المفاوضات والتوصل الى تسوية واتفاق للسلام يضع نهاية للحرب دون تاخير ، مؤكدين أن قادة الطرفين قد تعهدا كثيراً دون الالتزام بتعهداتهم ، وعليهم أن يتحملا المسؤولية ووضع نهاية للصراع ، ولقد اشار المقال على أن عدم التوصل الى اتفاق للسلام سيكون عواقبها وخيمة ، رغم التباعد بين الحكومة وإدارة اوباما فما زال من الممكن على الحكومة أن تسعى لتطوير العلاقات باتخاذ خطوات تقرب وجهات النظر بين الدولتين ، والاستعانة بشخصيات ، ربما تكون اكثر قرباً من المسؤولين الامريكيين في الادارة والكونغرس بمجلسيه . يمكن قراءة فكرة كتابة مقال مشترك بين سوزان رايس مستشارة الرئيس اوباما لشؤون الامن القومي وجون كيري وزير الخارجية باعتبار أن الاثنين لهم علاقات خاصة منذ ما قبل الاستقلال وخاصة رايس ؛ والتي تمتد الى التسعينيات وكيري من خلاله ترؤسه للجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس لفترة طويلة ، لكن لم يكن الاهتمام فقط هي السبب ، بل الخلافات الكبيرة بين مستشارية الامن القومي ووزارة الخارجية حول استراتيجية التعامل مع الحرب في جنوب السودان . وهذا ليس بالامر الجديد ، فمنذ عهد الرئيس نيكسون الذي كان يرفض التعامل مع وزارة الخارجية وظل يكلف مستشاره للامن القومي باكثر الملفات حساسية مثل قضية فيتنام والتفاوض مع الاتحاد السوفيتي والعلاقات مع الصين ، ولقد ظل نيكسون يغيب وزارة الخارجية عن تلك الملفات وهذا ما اشار اليه هنري كيسنجر في مذكراته حيث شغل منصب مستشار الرئيس للامن القومي ووزير للخارجية وهو غير من يعرف عن تلك الخلافات . وفي مذكرات الرئيس بوش الاب ( التطلع الى الامام – سيرة ذاتية ) اشار بوش عن العلاقة مع الصين قائلاً : " إذا كنت عضواً في ادارة فورد ولفظت كلمة الصين فانك كنت ستعرف انه حيثما كان كيسنجر في القاهرة او القدس او باريس فان هوائية كان سيرتجف . كانت الصين منطقة هنري الدبلوماسية الخاصة ، مشهد اكبر بطولاته الدبلوماسية " ولتقويض دور وزارة الخارجية اصر الرئيس نيكسون على ان لا يمر اي برقية بوزارة الخارجية بل الى مكتبه مباشرة ويقول كيسنجر ولكثرة البرقيات الواردة لم يستطيعوا تنفيذ موجهات الرئيس ، وكان اغلب البرقيات تصل الى مكتب كيسنجر في الاول ، كما ان وزارة الخارجية قاومت تلك الخطوة ، لذلك ليس من الغريب أن يختلف كيري ورايس حول استراتيجية التعامل مع الصراع في جنوب السودان . وفي تقرير بمجلة السياسة الخارجية foreign policy للكاتب كولوم لينيش في 26 يناير 2015م تحدث فيها عن خلافات في البيت الابيض او الادارة الامريكية حول استراتيجية التعامل مع جنوب السودان وخاصة في مسالة فرض حظر للسلاح على الحكومة والتي يصر عليها وزارة الخارجية ووزيرها جون كيري ، ولقد ظل حلفاء لامريكا ومنهم فرنسا وبريطانيا وبعض اعضاء مجلس الامن القومي ، ووزير الخارجية ، وممثلة امريكا بمجلس الامن سامنثا باور ، والعديد من وزارات الخارجية ومنظمات حقوق الانسان واعضاء بالكونغرس يضغطون في اتجاه فرض عقوبات وحظر للسلاح . ويعتقد كيري أن الرئيس كير قد تجاهل تحذيرات ومناشدات واشنطن لوقف الحرب ويقول ان الوقت قد حان لفرض حظر للسلاح لتغيير سياسات الرئيس كير ، و رايس ترى أن حظر السلاح سيخل بتوازن القوى ويجعل الحكومة غير قادرة للدفاع عن نفسها وترى أن المتمردين ايضاً مسؤولين عن ارتكاب اعمال وحشية وانتهاك لحقوق الانسان ، وتعتقد ايضاً عن الحظر لن يطال يوغندا التي ارسلت قوات الى جوبا لحمايتها من تقدم المتمردين بالتالي هذا سيقلل من تاثير حظر السلاح على الحكومة . وفي 6 مايو 2014م قالت سامنثا باور بان الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الامن الدولي الموافقة على فرض عقوبات ، وفي شهر سبتمبر من نفس العام وفقاً لدبلوماسيين بدات سامنثا في قياس مدى الترحيب والقبول بفكرة فرض العقوبات على قادة جنوب السودان المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان ومنعهم من السفر وحظر سلاح وتجميد اصول وسط اعضاء مجلس الامن . وفي 19 نوفمبر 2014م تم ابلاغ مجلس الامن رسمياً في مادبة غداء ضمت الامين العام للامم المتحدة بانكي مون بان الولايات المتحدة ستقدم مشروع قرار لدعم فرض عقوبات على جنوب السودان . ولمعرفة حجم الخلاف وعدم وجود سياسة امريكية موحدة حول قضية جنوب السودان نجد ان كيري وسامنثا يفضلان فرض حظر للسلاح لكن رايس تقف ضد تلك الفكرة . ربما للضغوط وممانعة سوزان رايس على الفكرة اصبحت سامنثا باور فيما بعد تتجنب اي اشارة او ذكر لحظر السلاح في لقاءتها مع الدبلوماسيين الاجانب واعضاء الكونغرس وناشطين في مجال حقوق الانسان و اصبحت تتحدث فقط عن المنع من السفر وتجميد اصول ، وفي رسالة من باور في شهر سبتمبر الى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب اد رويس اوضحت فيها اهمية التحرك بسرعة لفرض عقوبات ، واعترفت بالعراقيل التي يمكن ان تواجههم وتشكيكها بامكانية الحصول على الاجماع من دون طلب رسمي من قبل دول ايقاد لفرض عقوبات على جنوب السودان ، لكنها اكدت على اهمية فرض العقوبات ، وانها ستحث مجلس الامن لدعم مشروع قرار بفرض عقوبات قاسية . وكان كيري وسامنثا باور يسعيان لفرض عقوبات قبل الذكرى الاولى لاحداث الخامس عشر من ديسمبر ، ولقد تعرض الولايات المتحدة الى انتقادات عنيفة ، واعتبارها تقوم بدور مزدوج بفرض عقوبات على الاعداء وغض الطرف عن الاصدقاء الذين يرتكبون انتهاكات على حقوق الانسان ، ويقول فيليب بولبيون ممثل منظمة هيومان رايتس ووتش لدى الامم المتحدة ان الولايات المتحدة ظلت تتحدث منذ زمن طويل عن فرض عقوبات ، و ظلت منظمة هيومان رايتس تحث الادارة الامريكية لفرض عقوبات على قادة جنوب السودان والحكومة والمتمردين ، واعتبر فيليب التهديدات بفرض العقوبات بالقديمة و اصبح من الصعب اخذها بجدية . نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 23 – 31
...
-
علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 22 – 31
...
-
علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 21 – 31
...
-
علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 20 – 31
...
-
الرابحون والخاسرون من الاتفاق النووي الايراني
-
علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 19 – 31
...
-
الاخوان الارهابيين والسذاجة المفرطة
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 18 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 17 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 16 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 15 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 14 – 31 )
-
تحليل السياسة الخارجية على ضوء الإستراتيجية الأمريكية في أفر
...
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 12 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 11 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 10 – 31 )
-
تحليل السياسة الخارجية على ضوء الإستراتيجية الأمريكية في أفر
...
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 8 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 7 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 6 – 31 )
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|