أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - إفلاس الأحزاب السياسية افقدها دورها في الحكم المحلي!!















المزيد.....

إفلاس الأحزاب السياسية افقدها دورها في الحكم المحلي!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 01:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*سقوط الجبهة فتح أمام الناصرة أبواب التفكير المختلف وتطوير
أسلوب علاقات مختلف* أنا على ثقة ان علي سلام سيواصل مشاريع
التطوير والأهم ان علاقاته مع الجمهور هي علاقات مباشرة *
*****
القضية الأكثر أهمية في التأثير على واقع الجماهير العربية في إسرائيل، هي السلطات المحلية ( أو الحكم المحلي كما تسمى عادة).
كل مراقب بإمكانه أن يلاحظ بدون جهد كبير، أن الأحزاب لسياسية تتراجع عن الدور الذي كانت تقوم به في إدارة الحكم المحلي، وخاصة الحزب الأبرز والأكبر في مجتمعنا، الحزب الشيوعي عبر ما صار يعرف بالجبهة الديمقراطية.
يمكن القول لتعميق الرؤية العامة للقارئ، ان الجبهة الديمقراطية لعبت في العقود الأربعة الماضية، نظريا على الأقل.. دورا بالغ الأهمية في تحرير الحكم المحلي من العائلية السياسية والطائفية السياسية، وتمكنت من مواجهة سياسة المؤسسة الحاكمة التي تهدف بوضوح إلى استمرار سيطرتها على المؤسسات العربية، وعليه تستعمل المؤسسة الحاكمة السلطة المحلية كأداة تساعد على استمرار سيطرتها. تلك مرحلة كنت أظن إننا عبرناها.عندما كنت أرى ان الجبهة نجحت في الناصرة وانتشر "الفيروس" الجبهوي (بمعناه الايجابي) في الكثير من بلداتنا العربية ، وأضحت السلطات المحلية والبلديات الأساسية تحت إدارة جبهوية أو بتحالف مع الجبهة، رأيت بذلك تحولا سياسيا ايجابيا، لكن لم يطل الوقت ليتبين ان الأحزاب السياسية لم تختلف بتصرفاتها، إلى حد بعيد ، عن تصرفات العائلية السياسية والطائفية السياسية.
بألم أقول ان هذا برز في الناصرة أيضا وبقوة. وحدث ولا حرج عن بلداتنا العربية حيث العلاقات العائلية والطائفية أكثر قوة وتأثيرا.
كثيرا ما تساءلت أين نهج الحزب الشيوعي الفكري؟ أين تلاشت المواقف المتجردة من التأثيرات المنفعية؟ وحثثت مرات عديدة الجبهة(خاصة في الناصرة) إلى مراجعة تجربتها.وشعرت بقلق كبير على مجمل تطورنا الفكري والاجتماعي والسياسي من تحول الأحزاب، بما فيها الحزب الشيوعي وجبهته، إلى مجرد سماسرة للقوائم العائلية والطائفية أو العائلية والطائفية معا.
أقول بوضوح أكبر، تركيبة قائمة جبهة الناصرة لم تكن سياسية محض، بل تركيبة طائفية عائلية حاراتية لا تشكل تعبيرا عن مجتمع مدني متطور ثقافيا ، ومؤهل علميا بمستوى لا يخجل أي مجتمع أوروبي. كنت مصابا بحيرة صعبة، هل هذا هو الحزب الذي أضعت فيه نصف قرن من عمري؟ على جلدي الشخصي عبرت على تجربتين جعلتاني ، ضمن تفاصيل وتصرفات أخرى، أقرر أني لن استطيع ان أكون جزءا من هذا الجسم السياسي..
ان تأسيس الجبهة الديمقراطية في الناصرة كان عملية سياسية إبداعية أشبه بثورة بيضاء. لا يمكن إنكار دور سكرتير فرع الحزب الشيوعي في الناصرة المرحوم غسان حبيب، وأتحدى أي رفيق شيوعي ان ينكر دوره الحاسم في تأسيس الجبهة والنشاط البلدية الذي قاد إلى فرض الانتخابات على وزارة الداخلية في وقته.. وتحقيق أهم انتصار سياسي في تاريخ الجماهير العربية بانتصار الجبهة في الناصرة.
بناء الجبهة كان إستراتيجية سياسية أشرك فيها الحزب الشيوعي ومجمل أبناء الناصرة، من الأكاديميين، الطلاب الجامعيين وحتى الحرفيين والتجار.
جرى تأسيس رابطة الجامعيين التي وصل عدد أعضائها إلى ما يقارب أل 700 عضو، ورابطة الطلاب الجامعيين بمئات الأعضاء.. كذلك التجار والحرفيين ..!!
رابطة الجامعيين لعبت دورا سياسيا وتثقيفيا غير مسبوق في مدينة الناصرة.كانت برامجها تجمع آلاف المشاهدين.
كيف تلاشى هذا التنظيم بسرعة البرق؟
نفس الأمر جرى في قرانا وبلداتنا العربية، أقيمت روابط الجامعيين ونشطت سياسيا وثقافيا واجتماعيا. هل شكلت مصدر خوف للقيادات السياسية الحزبية أو الجبهوية؟ اعتقد ان هناك بعض الصحة بأن قيادات حزبية كثيرة ظهرت إلى جانب الجامعيين النشيطين سياسيا أشبه بتلامذة الصفوف الابتدائية.
تفكك روابط الجامعيين خاصة في الناصرة وضع بداية النهاية لسيطرة الجبهة.المسألة كانت مسألة وقت . الجبهة فشلت في تطوير الجهاز البلدي ليوفر خدمات بمستوى مقبول للجمهور. أسلوب التعامل مع المشاكل كان فشلا كبيرا. المقربون حصلوا على مرادهم. اذكر ان الجبهة قبل معركتين انتخابيتين في الناصرة نشرت أنها ستقوم بإصلاح جذري لجهاز الموظفين. لا أقول ان التعهد خطأ، لكنه مضحك، تسيطرون منذ ثلاثة عقود وأكثر من منعكم من إصلاح الجهاز؟
بناء على ما تقدم أستطيع القول ان أزمة الحكم المحلي اليوم هي أزمة مباشرة لإفلاس الأحزاب العربية.
السقوط في الناصرة ربما كان مفاجئا حتى لي، رغم إني دعمت الجبهة إعلاميا في المعارك الانتخابية الثلاثة الأخيرة وهي تقاطعني بصبيانية مريضة. بعد الانتخابات أعدت حساباتي. سقوطهم ليس مأساة للناصرة، إنما فتحت إمام الناصرة أبواب التفكير المختلف وتطوير أسلوب علاقات مختلف، وأنا على ثقة ان علي سلام سيواصل مشاريع التطوير ، والأهم ان علاقاته مع الجمهور هي علاقات مباشرة بدون واسطة حزبية، أو دائرة مغلقة لا يمكن اختراقها.
فكروا بمسالة صغيرة، ان الفجوة بعدد الأصوات بين رئيس البلدية المنتخب علي سلام والرئيس الجبهوي السابق المهندس رامز جرايسي، (الذي أكن له احتراما وتقديرا كبيرين بدون علاقة بالتنظيم السياسي الذي ينتمي إليه ) يشير إلى أن الهزيمة لم تكن لشخص ما بقدر ما كانت لنهج بلدي فرضه تنظيم سياسي فقد علاقاته المباشرة مع ناخبيه.
لا أرى أن المستقبل يحمل مفاجئات سياسية أو انتخابية، علي سلام سيكون رئيسا لفترة طويلة ومن معرفتي بأسلوب عمله، أرى ارتياحا جماهيريا، رغم إني اعتقد ان الانفتاح المبالغ فيه ليست طريقا سليمة، يجب تفعيل الجهاز ليوفر الوقت لرئيس البلدية لمزيد من العمل البلدي وتطوير جهاز الخدمات البلدية عامة.
لا بد من سؤال: هل تراجع الأحزاب من ساحة الحكم المحلي هو تطور ايجابي؟
الجواب ليس سهلا. المنطق ان تدير الأحزاب الحكم المحلي، بصفتها أجساما عامة لا تنتمي للعائلية أو الطائفية بل تمثل فكريا على الأقل كل شرائح المجتمع.. لكن من تجربتنا تبين ان الأحزاب عمقت العائلية وعمقت الطائفية وجعلت من الحكم المحلي أبواقا حزبية.
من هنا فشل الأحزاب وإفلاسها السياسي الذي ترك آثارا سلبية على الحكم المحلي، وكان لا بد من ظاهرة هامة سياسيا واجتماعيا وبلديا مثل ظاهرة علي سلام في الناصرة وآمل ان تكون تجربة الناصرة مع علي سلام طرحا لمفاهيم وأسس جديدة في النشاط البلدي للناصرة خاصة وللمجتمع العربي في إسرائيل عامة!!

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى نجدد مشروعنا الثقافي!!
- فلسفة مبسطة: مفاهيم الجنون !
- فلسفة مبسطة: نسبية القيم
- هل تجاوز التاريخ شعار دولتان لشعبين ?!
- فلسفة مبسطة: مفهوم النسبية
- أدوات الجريمة...!!
- فلسفة مبسطة: فلسفة القانون
- فلسفة مبسطة: ما هي الفلسفة؟
- فلسفة مبسطة: فلسفة مذهب النفعية
- في ذكرى رحيل الناقد د. حبيب بولس (1948 - 2012)
- فلسفة مبسطة: الشبيحة
- بلدة بلا خطايا...!!
- فلسفة مبسطة: مفهوم حقوق الإنسان
- فلسفة مبسطة: الثورة، النظام والشعب
- فلسفة مبسطة: التفكير الانديكتيفي..!!
- فلسفة مبسطة: سنة أولى فلسفة
- كل شيء يبدأ بخطوة واحدة...
- لعبة الغولف
- خطر على المؤمنين..!!
- فلسفة مبسطة: فشل التوجه الى المرجعية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - إفلاس الأحزاب السياسية افقدها دورها في الحكم المحلي!!