أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - إنها الحرب في ثوب جديد














المزيد.....

إنها الحرب في ثوب جديد


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 362 - 2003 / 1 / 8 - 01:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إن من كان يعتقد أن اللجنة الانتخابية سوف تصوت مع عدم إلغاء ترشيح عزمي بشارة, كان بصراحة واهما, لأن المكتوب يقرأ من عنوانه وعنوان الحملة الإسرائيلية على الجماهير الفلسطينية من عرب الداخل أصبح واضحا ولم يعد يحجبه الضباب. إنها الحرب الصهيونية في ثوب جديد, لا أزرار فيه ولا كشاكش, فقط انكشاف ,فضائح, وعري لا يعترف بما كان يستر عورات النظام العنصري المتوغل في انغلاقه العقائدي والديني حتى الثمالة.

 لم تعد صدور الحكام في تل أبيب تحتمل صفعة جديدة بفعل انغلاقهم وانعزالهم في بحور من الكراهية والتفرقة البغيضة, تلك التي لا تعترف بشرعية وجود الآخر, هذا الآخر الذي سبقها بوجوده على تلك الأرض التي صارت بفعل القوة ارض الأكثرية المهاجرة أولا ثم المحتلة. ثم أصبحت ديار الأغلبية اللاجئة والمشردة والمغيبة أو الباقية على أرضها بلا حقها في استغلال تلك الأرض, وطنا للمهاجر الذي اصبح صاحب الدولة بعد هزيمة العدالة واستشهاد الحق.

كم من القرى العربية أصبحت أسماءها عبرية وكم من المأكولات الفلسطينية صارت تعرف على أساس أنها إسرائيلية أو يهودية, وكم من اللباس الشعبي والتراث الفلسطيني والآثار العربية سرقت لتزيف أمام العالم والتاريخ ثم تصبح بقدرة لص وليس بقدرة قادر آثارا عبرية تاريخية.

إنها الحرب على السكان الأصليين بعدما كانت الحرب على الأرض والهوية, إنها هجمة لا هوادة فيها ولا مهادنة, فقد التقى اليمين الإسرائيلي مع معظم اليسار الصهيوني في تلك الحملة الشعواء, بحيث أصبحت سياسة العقاب سياسة للمجتمع الإسرائيلي وممثليه من كافة الأحزاب الصهيونية التي تمثل المجتمع الإسرائيلي. ولو أن لجنة الانتخابات الإسرائيلية كانت لجنة عادلة وذات أهداف حقيقية تخص المصلحة الوطنية العليا والعامة, لما تأمر أعضاؤها على الحقوق الشرعية والقانونية لمواطنين عرب من الدولة اليهودية. ولما أعلن بعضهم حرصه الشديد على إسقاط وإلغاء طلبات ترشيح النواب العرب, لأسباب شخصية ومصلحجية وعقائدية,وكذلك المطالبة بشطب لوائح الأحزاب العربية مثل التجمع الوطني الديمقراطي, الذي يعتبر من الأحزاب العربية الطليعية المناضلة من أجل انتزاع حقوق السكان من الأصل الفلسطيني في الكيان الإسرائيلي. حقوقهم  في المواطنة الإسرائيلية الكاملة وفي الهوية العربية الكاملة. وهذا الطرح الجريء للتجمع في كيان لا يعترف بالآخر على قدر المساواة يعتبر ضربة موجعة ومؤلمة لنظام ابارتهايدي لا يقدر على الاعتراف بالآخر. لأن هذا النظام أقيم على أنقاض الآخر, ولأن الآخر ذاك نهض من تحت الركام والأنقاض و أعلن أنه يرضى بالهم, لكنه لا يقبل بالضين, ويطالب بالمساواة والمواطنة الكاملة والهوية القومية على أساس أن في البلد قوميتان عربية ويهودية, لذا فمن الطبيعي أن تكون الدولة لكلا القوميتين . لكن دولة اليهود لا ترضى بغير اليهود,حتى لو كان المطالب بمواطنته الكاملة موجودا في دولة اليهود قبل ولادتها وقبل أن يحلم سكانها اليوم بتأسيسها وبالهجرة إليها والإقامة والاستيطان فيها على أنقاض الحقيقة الفلسطينية.

هل كان توقيت اليوم والتاريخ الذي أخذت فيه اللجنة الانتخابية قرارها  بشطب ترشيح النائب عزمي بشارة اعتباطيا أم أنه كان مدروسا جيدا ومخططا له كي يوصلوا للعرب رسالة مفادها أن نهاية السنة الماضية كانت مثل باقي تلك السنة سوداء ومظلمة وقاتمة. وعلى الجهة الأخرى فأن بداية العام الحالي ستكون نسخة شبيهة لما سيشهده العام الجديد من اعتداءات وعنصرية وتصعيد خطير من قبل الحكام الإسرائيليين ومجتمعهم الذي لم يعد يفرق في غالبيته بين الصواب والخطأ. لكنهم لم يتذكروا بأن في أعمالهم تلك مردوادت ستنعكس عليهم كذلك, وستزيد من عزلتهم ونظرة العداء لنظامهم الانعزالي العنصري, الذي لا يستطيع التفوق على قطعان المتطرفين والمتوحشين من اليمينيين الفاشيين الذين يتحكمون بحياة الشعب ومستقبل البلد. كل هذا من أجل تحقيق أطماع توسعية استيطانية في المنطقة.

بقي أن نذكر السلطات القضائية الإسرائيلية أنها مطالبة بتحكيم القانون في مسألة تم خلالها الاعتداء على القانون وعلى حقوق المواطنين, فكيف سترد يوم 11 من الشهر الحالي المحكمة العليا على قرارات لجنة الانتخابات التي تعاملت مع القضايا المذكورة ومنها قضية المرشحين العرب بطريقة استعلائية وبنظرية مؤامرة معدة مسبقا من قبل المخابرات ورجال الأمن ومجهزة منذ زمن في دوائر الشاباك والاستخبارات. على المحكمة العليا أن تتذكر بأن هؤلاء العرب الفلسطينيين المواطنين الإسرائيليين ليسوا على هامش المجتمع الصهيوني وأن ورائهم شعب سيحميهم وسيرد الهجمة عنهم وسيفضح عنصرية الكيان الإسرائيلي من داخل إسرائيل نفسها. وهذه المرة لن تكون الكرة مثل كل مرة, بل ستكون لها عواقب وخيمة على تركيبة المجتمع وعلى الوضع المعقد أساسا في المنطقة. وللعرب أيضا أصدقائهم ومحبيهم في العالمين العربي والغربي, حيث سوف يتهيئوا من الآن للدفاع عن المواطنين العرب في بلادهم حيث هم سكانها الأصليين وجذورهم ضاربة فيها عميقا وأبعد مما يتصور العابرون في فترات عابرة. أما الجماهير العربية في الداخل فلم يعد أمامها من خيار سوى انتظار قرار المحكمة العليا ومن ثم تقرير إذا ما كانت ستقاطع الانتخابات بشكل جماعي يجعل نتيجتها محسومة ومعروفة منذ الآن. وفي حال وافقت المحكمة وأقرت قرار لجنة الانتخابات فأن المقاطعة تصبح واجبا وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا وحقوقيا للعرب في الداخل. أما الذين يرون غير ذلك سيعتبرون حتما يقدمون خدمة للنظام العنصري من حيث يدرون أو لا يدرون.

* نشرت في اصداء ايلاف 3-1-2003

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر
- السلطة الفلسطينية تحت المجهر
- لقطات من يوميات العنصرية الصهيونية
- إسرائيل تحت المجهر في أوروبا
- هشام البستاني وردة في بستان الحرية
- القاتل ينتحل شكل الضحية
- عن الانتخابات الاسرائيلية تجربة تعكس تقريبا حقيقة الواقع
- النرويج خطوة إلى الوراء
- إسرائيل تلعب بالنار
- تحية لمجلس النواب اللبناني
- الحوار الفلسطيني في القاهرة
- لصوص الأرض والمال
- لبنان وأمريكا والفلسطينيين
- الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد
- الفرق ما بين جين فوندا وجون نيغروبونتي
- بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه
- حمامة بمخالب وأنياب


المزيد.....




- مع تقدم القوات الأوكرانية.. روسيا تقدّم آلاف الدولارات لوظائ ...
- فيضانات وأضرار كبيرة في ألمانيا بعد عاصفة عنيفة وأمطار غزيرة ...
- سيرا على الأقدام.. قصة شابين إيرانيين هربا إلى ألمانيا
- بينيت يطالب بتغيير القيادات السياسية والعسكرية
- روسيا تكشف عن ناقلة جنود مطوّرة في منتدى -الجيش-2024-.
- اكتشاف هام قد يساهم في محاربة اضطراب شائع لدى الأطفال
- مارك زوكربيرغ يزيل الستار عن تمثال لزوجته
- الكشف عن طائرة نقل ضخمة روسية مسيرة ذات الإقلاع العمودي في م ...
- موسكو تندد بمحاولات الاستخبارات البريطانية تجنيد الدبلوماسيي ...
- الهند.. العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في جميع عينات المل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - إنها الحرب في ثوب جديد