أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - الكورد.. ضحايا شعارات وبرامج الآخرين..؟!!















المزيد.....

الكورد.. ضحايا شعارات وبرامج الآخرين..؟!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 14:39
المحور: القضية الكردية
    


...من الإخوة في الدين إلى الأممية الشيوعية.. ومؤخراً الوطنيات العنصرية.
.
.
إن قراءة التاريخ الحديث للعالم تؤكد لنا بأن ولادة مرحلة القوميات بدأت _نظرياً على الأقل_ مع نهايات القرن الثامن عشر وقد ((..استخدم جويسيبى ماتزينى الزعيم والسياسى القومى الإيطالى هذا المصطلح للمرة الأولى ـ نحو عام 1835ـ ومنذ تنبه المؤرخون والسياسيون لدلالته المهمة في الثقافة الغربية، احتل مفهوم القومية مكانة بارزة في الفكر السياسى والتاريخي والاجتماعى والثقافى)) _من موسوعة ويكيبيديا_ وهكذا فقد قارب القرنين على ولادة القوميات وحكوماتها وبلدانها في العالم وقد بدأت بالتموضع الجغرافي؛ تشكيل الدولة على أساس الانتماء القومي في جغرافيات أوروبا وذلك بحكم ولادة الفكرة والمفهوم بالأساس في تلك القارة وبعدها انتقلت إلى الجغرافيات الأخرى ومنها منطقتنا ولتهدد آخر أكبر إمبراطورية دينية في العالم؛ الخلافة العثمانية وتفتيتها إلى عدد من البلدان والدول والكيانات القومية وذلك إثر خروجها مع دول المحور خاسرةً للحرب العالمية الأولى 1914_1918م.

إن المفهوم والمصطلح القومي قد تطور مع حركة التاريخ وبفعل التراكم المعرفي ومصالح الشعوب ومنافسات الدول الاستعمارية في نهب خيرات البلدان المستعمرة حيث وبعد خروج أوروبا من تحت العباءة (الحضارة المسيحية) وتفتتها وتعرضها للإحتلال التركي العثماني أو الروسي والنمساوي في شرق ووسط أوروبا بدأت النزعة القومية تتبلور سياسيًّا بحركة التحرير والوحدة في البلدان الغربية التي كانت مقسمة مثل إيطاليا وألمانيا وبولندا وهكذا كانت بدايات الظهور للحالة الوطنية في التبلور والتشكل حيث أخذت الدول الناشئة تتكون وفق المنظار القومي والذي أسس له منذ منتصف القرن الثامن عشر وبالتالي اعتماد اللغة القومية _كون اللغة أحد أهم عناصر تشكل الأمة والقومية_ وفي ذلك تقول ويكيبيديا ((وأصبحت اللغة القومية وحدها هي لغة الحضارة للأمة لا سواها من اللغات الكلاسيكية أو من لغات الشعوب الأكثر حضارة)) حيث قديماً استخدمت المسيحية كل من اللاتينية واليونانية كلغة جامعة لها وكذلك فإن الإسلام استخدمت العربية لغة موحدة لكل الشعوب التي خضعت للحضارة الإسلامية. وهكذا وببروز عصر القوميات وتشكيل الدول الحديثة الوطنية على أساس العرق والقومية فقد بدأ اعتماد اللغات الوطنية (القومية) بدل اللغات القديمة المركزية.

فما هي القومية..؟!! علينا بتوضيح المصطلح الجديد لنعي ونفهم كيف تسير بنا حركة التاريخ من تكوين سياسي_حضاري قديم قائم على الإجماع على مفاهيم دينية غيبية _الحضارتين الإسلامية والمسيحية_ إلى مفاهيم ناشئة قائمة على وحدة اللغة والثقافة والتاريخ والتكوين النفسي لجماعة وفئة (قوم) تتمحور حول ذاتها كعنصر متمايز عن غيرها من المكونات الجمعية البشرية التي كانت تشكل تلك الحضارات القديمة الدينية؛ حيث يقول ماتزيني (1805_1872) بهذا الخصوص (إن القومية هي انتماء جماعة بشرية واحدة لوطن واحد شريطة أن يجمعها تاريخ مشترك ولغة واحدة في أرض هذا الوطن).ويضيف العلماء الألمان _حسب ويكيبيديا_ ((..وعلى رأسهم هيردر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحدة الثقافة النابعة من وحدة اللغة ووحدة مصادر التأثير الروحى النابعة من الدين ومن التراث الثقافى الواحد في اللغة الواحدة ثم أضاف الماركسيون أسسًا أخرى للقومية أهمها وحدة التكوين النفسى ووحدة السوق الاقتصادية ولكن الدارسين المحدثين مثل (كوهن وكامينا وغيرهما) يكتفون عادة بوحدة اللغة التي تنبع منها وحدة الثقافة والتكوين النفسى ثم التاريخ المشترك الذي يخلق الانتماء ـ أو الشعور به ـ لأرض واحدة ومؤسسات اجتماعية وقضايا مشتركة)).

وهكذا فإن النزعة القومية إرتبطت بـ((الرومانتيكية في الأدب والفكر والفنون: التي كانت تمجد الحرية والبطولة الفردية والتخلص من قيود العصر القديم وتمجد التراث الشعبي كأصدق تعبير عن التلقائية وعن روح الشعوب وشخصيتها، كما ارتبطت أيضًا بالليبرالية السياسية والاقتصادية التي كانت تريد المساواة الدستورية بين كل الناس في كل الحقوق والواجبات)). وتضيف ويكيبيديا بأن ((مع تطور المجتمعات الغربية ونضج الاستعمار ارتبطت القومية في الغرب بالمنافسات الشرسة بين الدول على القوة وعلى السيطرة وعلى الأسواق، بينما أصبحت النزعة القومية منذ أوائل القرن العشرين دافعًا قويا ـ أو الدافع الأقوى ـ لحركات التحرير الوطني في (المستعمرات) فيما أصبح يعرف (العالم الثالث) وانبعاث الثقافات الوطنية للشعوب ذات الجذور القديمة، في بلدان العالم الثالث مع نهاية الحرب العالمية الأولى تقريبًا، فكانت هذه النزعة وراء إحياء لغات هذه الشعوب وتجديدها ودعوتها للاهتمام بتراثها القديم الأدبى والفكرى والفنى والحضارى عمومًا، ووراء الاهتمام بمعرفة تاريخها وانتماءاتها الأصلية ووراء حركات التأصيل والارتباط بالجذور مع أو إلى جانب أو ضد حركات التحديث حسبما يفهم التحديث، وحسبما يطبق بوصفه تطويرًا للأصيل وتفاعلا مع عناصر قومية أخرى أكثر تطورًا، أو بوصفه تغريبًا، أى التخلي عن السمات الأصلية الموروثة واستعارة سمات الثقافات الغربية بدلا منها. وفى بعض الحالات ارتبطت النزعة القومية بمحاربة النزعة العالمية (الكوزموبوليتانية) أو بمحاولة الاستفادة منها)).

كما أسلفنا فإن الشرق ومع بدايات القرن العشرين ومن قبل انهيار الخلافة العثمانية بدأت تنشط فيها الحركات القومية وذلك من خلال النواد والجمعيات؛ الجمعية العربية الفتاة والجمعية العلمية السورية والمنتدى الأدبي وغيرها.. إلى أن كانت الثورة العربية خلال الحرب العالمية الأولى بتحريض من الشريف حسين؛ قائد مكة ودعم بريطاني ((حينها شهدت القومية العربية أولى محاولاتها لإقامة المملكة العربية بقيادة الملك فيصل الأول)). ونعلم أن تلك الحركات القومية لم تقتصر على الشعوب المستضعفة والخاضعة للخلافة العثمانية، بل أن القومية التركية هي أيضاً شهدت نمواً مضطرداً مع بروز النزعات القومية داخل السلطنة ومعلوم لنا ما قامت بها جمعية تركيا الفتاة حيث تقول ويكيبيديا بخصوص ذلك ((تركيا الفتاة أو الأتراك الشباب.. هو اتحاد لمجموعات عديدة مؤيدة لإصلاح الإدارة في الإمبراطورية العثمانية. أدت الحركة إلى الحقبة الدستورية الثانية بواسطة ثورة تركيا الفتاة. في عام 1889بدأت الحركة في صفوف الطلاب العسكريين وامتدت بعدها لتشمل قطاعات أخرى، وكانت بدايتها كممانعة للسلطة المطلقة للسلطان عبد الحميد الثاني. عند تأسيس جمعية الاتحاد والترقي في 1906، ضمت الجمعية معظم أعضاء تركيا الفتاة..)).. ثم تأتي المرحلة اللاحقة من تبلور الحالة القومية مع الأحزاب والحركات الأكثر انغلاقاً وتشدداً وعنصريةً مثل الحركة الناصرية ومن بعدها البعث بشقيها القومي والقطري بالنسبة للبلدان العربية أم تركيا فتتحول من السلطنة والخلافة إلى إحدى أكثر الدول راديكاليةً وتطرفاً قومياً مع المفهوم الكمالي للدولة الطورانية.

ولكن وبعد كل الذي سردناه وكتبناه بخصوص بروز ونشوء الحركات والجمعيات والأحزاب القومية في المنطقة العربية والشرق أوسطية، بالتأكيد كان الكورد هم أيضاً لهم نشاطهم وجمعياتهم وحركاتهم القومية وبهذا الصدد يقول الأستاذ زهدي الداوودي في مقالٍ له على الحوار المتمدن وبعنوان (نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد) ما يلي: ((في مرحلة أنحلال العلاقات الاقطاعية التقليدية ونشأة العناصر الاولى للعلاقات الاقتصادية- الاجتماعية- السياسية الرأسمالية.. حدثت في الحركة الكردية التحررية تغييرات كبيرة. فبالاضافة الى نمو الوعي القومي الكردي، تكونت إمكانات واتجاهات جديدة لحل القضية القومية. كان الاساس الايديولوجي في المرحلة الجديدة للحركة القومية الكردية مشروطا أيضا بمرحلة صعود انتفاضات الشعب في القرن التاسع عشر. ويمكن اعتبار القرن التاسع عشر حقا بأنه عهد الحركات الكردية المناهضة للدولة العثمانية المركزية.. وكان الظهور الساطع لهذه الحركة هو انتفاضات الكورد في الفترة 1854- 1855 المشهورة بأسم قائدها يزدان شير، التي جمعت في نضالها ضد الاضطهاد التركي ليس الكورد فحسب، بل أقساما من الارمن والاشوريين والعرب واليونان وممثلي القوميات المضطهدة الاخرى..)).

إذاً الكورد مثل غيرهم من شعوب المنطقة حاولوا أن يؤسس لكيان قومي سياسي لهم.. ولكن وللأسف باءت بالفشل ولأسباب عدة تتعلق منها بالعلاقات الدولية ومصالحها مع الدول الإقليمية بأن تم التضحية بالكورد وكوردستان على مذبح تلك المصالح الاستعمارية وبموجب اتفاقيات ابرمت بخصوص رسم خارطة الشرق الأوسط القديم مثل سايكس بيكو وسيفر ولوزان وغيرها؛ لم تجزأ كوردستان بين أربع كيانات قومية سياسية فقط، بل أضاعتها من الخارطة السياسية _من جيبوليتيك المنطقة_ وهكذا أصبح الكورد ((في مهب الريح)) وبلا كيان سياسي يجمعهم ويوحدهم وبالتالي مرحلة جديدة من التهويمات والشعارات التي تخدعنا كأمة وشعب وعرق متمايز وبشعارات جديدة كمفاهيم "الوطنية والمواطنة" وبخلفيات عنصرية كون المشروع بالأساس طرح من قبل العنصر القومي السائد والمهيمن في الكيان الجديد ثقافياً وحضارياً وسياسياً. وبالتالي فوطنيتك يعني التخلي عن قوميتك لصالح القومية الغالبة في تلك الكيان، حيث الكوردي في تركيا هو تركي وفي كل من سوريا والعراق _سابقاً_ عربي.. وفي ظل نظام الملالي في إيران؛ ما زال شعار "كلنا إخوة في الدين" يأخذنا إلى الخديعة والنكران للذات والهوية الحضارية.

وهكذا ومن خلال قراءة متأنية لتاريخ شعبنا الكوردي وما عانى ويعاني على مر العصور والأحقاب التاريخية وعلى الأخص في المراحل المتأخرة والتي شهدت ميلاد عصر القوميات وما لاقاه _ويلاقيه لليوم_ من إنكارٍ وتهميش لوجوده _قبل الحقوق_ وفي كل مرحلة نجد بأن هناك شعار وإيديولوجيا ومصطلح جديد لنقنع كورديتنا المخدوعة بأن هناك مشروع "أكثر إنسانيةً" من المشروع القومي الكوردي؛ مرة بأسم الدين والإخوة ومرة أخرى باسم الأممية الشيوعية ومؤخراً الوطنيات التي طرحت بمقاسات شوفينية بعثية وطورانية تركية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم..؟!! ...ديكتاتور أم رمز وطني وقومي.
- أبو مازن.. على الخط السوري؟!!
- ثقافة الخوف .. وإمبراطورية الدم. (الحلقة الأولى).
- المغترب والتطرف الديني.؟!!
- إبراهيم محمود.. يستحق أكثر من (راتب تافه)!!.
- تركيا .. والمنطقة العازلة!!
- حل المسألة الكوردية ..يعني إستقرار منطقة الشرق الأوسط!!.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثانية عشر والأخيرة: إكتمال دائر ...
- مفاهيم وقضايا (5) الإسلام .. والمرأة.
- مفاهيم وقضايا (4) الإسلام .. والإرهاب.
- نهاية حقبة الديكتاتوريات
- مفاهيم وقضايا (3) الإسلام.. والمقدس!!
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الحادية عشر: تتمة الدخول إلى مرحل ...
- مفاهيم وقضايا (2) الإسلام.. واللغة.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة العاشرة: الدخول إلى مرحلة العنف.
- مفاهيم وقضايا/ الله؛ هو وحده.!!
- الحريات الفردية .. هي الأساس لتحرر مجتمعاتنا!!
- لإسلام .. والعنف!! الحلقة التاسعة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثامنة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السابعة: بدايات مرحلة العنف.


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - الكورد.. ضحايا شعارات وبرامج الآخرين..؟!!