دعوة فرنسية لعقد مؤتمر دولي للمعارضة العراقية

المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 362 - 2003 / 1 / 8 - 01:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 
[email protected]
[email protected]

6/1/2003

              دعوة فرنسية لعقد مؤتمر دولي للمعارضة العراقية ،
        وخيار التغيير من دون حرب يتفاعل عربيا وإقليميا ودوليا .

       كتب المحلل السياسي للمكتب الإعلامي :

  دعا وزير الخارجية الفرنسي السابق أوبير فيدرين الى عقد مؤتمر دولي حول المعارضة العراقية ،وأشارت مصادر مقربة من الوزير الاشتراكي المعروف بقربه من الرئيس شيراك ، بأن دعوته جدية وعاجلة ،وأنها  لازمة لأن مؤتمر  المعارضة العراقية الذي عقد مؤخرا في لندن  لم يكن يمثل غالبية القوى الأساسية  في المجتمع العراقي . وتقول أوساط دبلوماسية ،ان الدعوة ربما كانت صادرة عن الحكم الفرنسي ذاته ، وان إطلاقها من قبل وزير الخارجية السابق هو إخراج متوقع وحكيم . وقد لوحظ من قبل مقربين من الوزير الفرنسي السابق انه يتحدث عن البدء قريبا بخطوات عملية ، ويترافق هذا التصريح مع أنباء عن تنسيق ألماني فرنسي لمواقف الدولتين في الأمم المتحدة ، بينما تتخذ الحكومة الفرنسية جانب الصمت إزاء التحركات والتصريحات التي بدأت تتعالى مطالبة بالحل السلمي للمسالة العراقية .
    وتقول الأنباء بهذا الخصوص ، أن الرئيس الروسي بوتين ربما يزور العراق في اللحظة المناسبة ، وانه قد اتخذ القرار بهذا الخصوص ولم يبق سوى تلمسه اقتناع أو موافقة الولايات المتحدة بشأن البحث عن مثل هذا الحل . ويبدو ان الأمريكيين يروجون من جانبهم فكرة دعوة صدام حسين للاستقالة والذهاب الى المنفى ، وهو ما أخذت تتبناه أوساط تركية وداخل العالم العربي , وكان لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد ناقش هذه الفكرة مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال الزيارة التي قام بها الأخير الى العاصمة البريطانية كما قام بمناقشتها في القاهرة التي قام بزيارتها بعد زيارة الرئيس الأسد لبريطانيا .
  وبينما ترددت أنباء في حينه عن تحرك سوري مصري سعودي يدعم تحركا من أجل حل سلمي فإن مصادر قالت بأن الأمر لا يحظى  بعد بالقبول، وان اتفاقا على التفاصيل ما يزال بعيدا ، فمصر لم تحسم موقفها من مسالة مطالبة صدام حسين بالاستقالة والذهاب الى المنفى . ومع ان أقلاما داخل مصر روجت لهذه الفكرة إلا ان القيادة المصرية لم تقرر وجهتها بهذا الخصوص حتى الآن  ، وتقول شخصية سياسية  زارت القاهرة والتقت أوساطا مطلعة على القرار المصري مؤخرا ، أن من غير المستبعد أن تميل مصر الى تبني خيار) إقامة حكومة إنقاذ وطني عراقية انتقالية (   مدعومة بآليات دولية وعربية وإقليمية تؤدي الى الانتقال بالعراق خلال فترة تتراوح ما  بين  ستة أشهر و عام واحد الى حكم دستوري  منتخب ينتهي معه الحكم الحالي لصالح نظام ديمقراطي تشارك فيه القوى الأساسية  في المجتمع العراقي .
   وقد عكس احتمال انتصار هذا التوجه مصريا النتائج التي انتهت إليها زيارة رئيس الوزراء التركي الذي اضطر للتراجع ونفي تصريحات وزير خارجيته الداعية الى رحيل صدام حسين الى المنفى ،وهو ما حدث بناء على ما أبدته القيادة المصرية من تحفظ على تلك التصريحات . ويبدو أن مصر تترقب الموقف الفرنسي والأوربي والروسي المؤيد لفكرة الحل العراقي الداخلي للمأزق .
   وتشير المصادر الى حركة دبلوماسية واسعة جدا إقليميا ودوليا، تشترك فيها الأمم المتحدة من شانها ان تبلور الخيارات في الأيام القليلة القادمة ، ولكن حساسية الموقف سوف تظل تحجب تلك الحركة وتبعدها قدر الإمكان عن الإعلام خاصة و ان الأطراف  كلها تقدر حساسية الموقف بالنسبة للولايات المتحدة والجميع يريدون الابتعاد عن إظهار الأمر  و كأنه  محاولة لإخراج الولايات المتحدة من مأزقها العسكري مما قد يعطي مجالا للرئيس العراقي كي يستغل الوضع بطريقته ويخطئ قراءة الموقف . ومع ان الجميع يفضلون رحيل صدام حسين  والنظام الحالي برمته  إلا ان لكل يجمعون على ان خيار الحل السلمي ليس بعيدا عن تفكير الأمريكيين ، وانهم أصبحوا مدركين أكثر فأكثر بأن خطر الحرب مع انعدام البدائل التي تؤمن الاستقرار الضروري لتحقيق المصالح الأمريكية الهائلة في العراق سيكون مدمرا وبلا جدوى مما يعزز الاقتناع بان ما ظل يروج حول قرب الضربة الماحقة هو في الجزء الأهم منه من قبيل الحرب النفسية ، ورغم ان العمل العسكري ربما سيكون حاضرا إلا ان طابعه كما يقدر المحللون لن يكون ساحقا ، وقد يتخذ - إذا تم اللجوء إليه - وجهة الإنهاك على مدى غير قصير مع ضربات مختارة ،وإذا بلور الأمريكيون مطلبا محددا بهذا الخصوص من قبيل استقالة صدام حسين ، وتمكنوا من توفير إجماع حوله فان التنفيذ يتحدد وقتها بضوء المطلب الذي تريد الولايات المتحدة ان تحوله الى ثمن يجنب المنطقة والعالم حربا مدمرة .
  ويبقى موقف النظام العراقي ومدى استيعابه للظروف المحيطة بالعراق والمنطقة حاسما ومع تبلور ملامح التحرك الحالي فالمراقبين يعتقدون ان المبادرة ما تزال بيد النظام وانه يستطيع ان يغير الكثير من المعطيات إذا بادر الى تبني خيار إقامة الحكومة الانتقالية الوطنية واعتبرها آخر أمل له يمكن ان يجنب العراق خرابا هائلا ، ويقول متابعون ان هذه العقدة هي الأخطر بمقابل عقدة الموقف الأمريكي وخصوصا موقف الصقور المتعطشين للحرب فكل تطور في الموقف الدولي والعربي والإقليمي يمكن أن  يمثل خطة اعتراضية على الموقف الأمريكي يحتمل أن يفسره النظام العراقي انتصارا له وهزيمة للولايات المتحدة ونفس التطورات يمكن أن  يعتبرها الأمريكيون مناقضة لمصالحهم ولمكانتهم المقررة عالميا مما يدفعهم الى التصلب وربما إشعال فتيل العدوان والحرب .
  وهذه الثنائية يأخذها الفاعلون والقوى الدولية المتضررة من وقوع العدوان باعتبارهم ، رغم انهم على الأرجح لن يتأخروا عن وضع تصوراتهم موضع التنفيذ ، وقد نشهد بداية عمل يحضر لمؤتمر دولي للمعارضة العراقية كما قد تفصح مصر وبعض الدول العربية عن مواقفها وقد يتطور هذا كله الى آلية دولية إقليمية عربية  تفرض الحل السلمي وتغير المعطيات والقواعد التي حكمت حتى هذه اللحظة المسالة العراقية وكل هذا لن يتأخر على الأرجح وسيكون الأسبوع الحالي مداه الأهم .

#المكتب_الإعلامي_للتيار_الوطني_الديموقراطي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات