أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الصفقة الأمريكية التركية - الجزء الثاني















المزيد.....

الصفقة الأمريكية التركية - الجزء الثاني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 00:19
المحور: القضية الكردية
    


قنديل مقابل بنزين الطائرات
لا يمكن لتركيا أن تتخلى عن داعش، إلا لغايتين: قومية، وهي الرئيسة، بعد حصلوها على مبتغاها في غربي كردستان، وبتأييد كامل من أمريكا وأوروبا، حيث عملية تطبيع القضية الكردية في سوريا وتركيا، وهو ما تعلمه الدول الكبرى. ودينية-مذهبية، تتعلق بالسياسة العالمية وأجندات الرأسمالية العالمية، مع الإسلام السياسي: وهو الصراع ما بين الإسلام الليبرالي الذي يعرض حكومة أردوغان ذاته كممثل عنها، والتيارات التكفيرية الجهادية المتطرفة من الإسلام السياسي، كداعش، وهذه لن تحدث مادامت القضية الكردستانية في غربي كردستان غير محلولة.
ولحاجة أمريكا التكتيكية والاقتصادية لقاعدة إنجرليك التابعة لناتو والمستعمرة من قبل السلطة التركية والساكتة عليها أمريكا منذ عملية إسقاط صدام حسين، وبسبب قضايا مرتبطة بالعلاقات الرأسمالية العالمية والإسلام الليبرالي كما ذكرنا آنفاً، لم تواجه أمريكا الحظر التركي وتقبلت ضغوطاتها على مضض، وهي الأن تجد ذاتها رابحة في صفقة الموافقة التركية باستخدامها لقاعدة إنجرليك، لضرب داعش، كانتصارها في اتفاقيتها مع إيران (إنجرليك-المفاعل النووية) وتعتبر إدارة أوباما الصفقتين من ضمن نجاحاتها في السياسة الخارجية، ولهذا يتخبط بعض مسؤولي الإدارة، عند مواجهتهم حقيقة تخليهم عن الكرد أو بعضهم مقابل التوفير ببعض الأطنان من بنزين الطائرات، على خلفية المسافات الطويلة لطيرانها عن المنطقة، من البحرين أو أساطيلها المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط أو الخليج، وينفون أن يكونوا قد وافقوا على القصف التركي لمناطق العمال الكردستاني في العراق، خاصة وأنها دولة لا تزال شكلية تابعة للسيطرة الأمريكية، لكنهم لم يذكروا بأنهم لم يعترضوا عندما عرضت تركيا عليهم الخطة، ووافق الطرفان على بنود الاتفاقية حتى ولو كانت شفهية.
القصف على مواقع العمال الكردستاني مستمر، والتصعيد السياسي على محاربة حزب (ديمقراطية الشعوب) متزايد، والأسباب معروفة لكل محلل سياسي، لكن الأبشع أنه بين تلك الأسباب يوجد سبب متعلق بشخص أردوغان وعنجهيته المتزايدة لبلوغ سدنة الخلافة العثمانية، والتي مهد لها ببناء قصر الخلافة، وخسرها في الانتخابات الأخيرة، وخسر معها كرئيس جمهورية قوي، ويلام في هذا تزايد شعبية حزب(شعوب الديمقراطية) وبشكل غير مباشر العمال الكردستاني ونجاحات حليفهم السوري في حربها ضد داعش، وانتصاراتهم المتواصلة على طول حدود تركيا، ويتغاضى معظم المسؤولين الأتراك والأمريكيين عن هذه المعضلة الأنانية، التي تجر تركيا والعمال الكردستاني إلى حرب قد لا تكون أقل تدميرا من حرب ثلاثين سنة الماضية بين بينهما، وقد تكون أقسى، فلا يستبعد ولوج قوى كردية أخرى إلى الصراع. وعمليات الاعتقال مستمرة ومتزايدة، ومن بين كل مئة من الحزبين، ربما يوجد إسلامي واحد مؤيد لداعش وليس داعشي، وتباطأت منذ تصعيد أردوغان القصف على مواقع العمال الكردستاني وتيرة محاربة داعش، إعلاميا وعمليا، وتغمض أمريكا وأوروبا عيونهم عن العمليتين، ولم يظهر حتى اللحظة أي تصريح من البيت الأبيض عن هدم عملية السلام بين العمال الكردستاني وتركيا، والمتهم فيه العمال الكردستاني، دون دراسة الأسباب التي دفعت بظهور أعضاءه في الساحات، ويتغاضون عن عمليات التحريض والخطط التي افتعلتها الحكومة التركية وأجهزة أمنها لقطع مسيرة عملية السلام، والتي بدأت بالحظر على مقابلة قائد الحزب الموجود في السجن، ولا شك عند بروز هذه النيات على السطح تتدخل الدول الإقليمية المستفيدة من تدمير العملية، لتفاقم الوضع بين الحزب و الحكومة التركية لأجندات خاصة، وتسيير استراتيجية عامة في المنطقة، وبالتأكيد الحركة الكردستانية بشكل عام هي المعنية والمستهدفة في هذه المؤامرات الإقليمية، وعليه فتدخلات إيران وسلطة بشار الأسد على الخط حالة طبيعية، في الظروف والمسيرة التي تلكأت بحلها الحكومة التركية، المتشدقه لإعادة الانتخابات المبكرة في حال عدم حصول أردوغان على موافقة الحزب المتحالف لتشكيل الحكومة، في إجراء التعديلات المرجوة على الدستور، وهو والهدف والحلم الذي أخرجه من رئاسة الوزراء إلى رئاسة الجمهورية.
وتعلم أمريكا وتركيا أن لرأي عبد الله أوجلان تأثيرا على: عملية السلام، وما يجب أن تقوم به حزب العمال الكردستاني، مع ذلك فالحظر عليه طال، وهو على الأغلب مخطط لضمانة عملية هدم مسيرة السلام، وإلا فإن قطع صلاته مع الخارج منذ أكثر من أربعة أشهر لا تحليل آخر له، فاستمرار قصف الطيران التركي المتواصل والمكثف لمواقع العمال الكردستاني والذي هو في عمقه وبعده الوطني ضرب للقضية الكردستانية المتصاعدة في المحافل الدولية، ولم يسمح لقائد الحزب بإصدار أي تصريح على مجريات الأحداث المتسارعة، وبالمقابل هناك عودة للتكتم من قبل حكومة العدالة والتنمية على حركة داعش ضمن الأراضي التركية ومطاراتها، وعلى طول حدودها، والذي لا يستبعد بعد هذه التطورات، في المستقبل القريب، انضمام جبهة النصرة إليهم، أو العودة إلى التحالف الماضي.
وقد كان لنا قولا في هاتين المؤامرتين سابقا:
1- مؤامرة ضرب القضية الكردستانية بشكل عام، وما يظهر الأن من نقل الصراع بين الكرد وحكومات الدول المستعمرة لكردستان، إلى صراع كردي - كردي، والمتصاعدة سويات التهجم، على بعضهم، حدود مرعبة، كالتشهير بالقيادات الكردستانية دون تحفظ، وضرب المصالح الذاتية الكردستانية، كعملية تفجير خط أنابيب نفط الإقليم الكردستاني، وتدمير مصالح شرائح من الشعب المنتمي لجغرافية سلطة الأحزاب المتعادية، وهي مؤامرة تؤدي إلى نسيان العدو الحقيقي، وإضعاف الذات.
2- ومؤامرة تقسيم غربي كردستان، والدارج باحتمالين لعملية التقسيم، وتحت الحجج السياسية المعروضة لحل القضية السورية، فلا يستبعد في القادم من الزمن ضرب قوات الحماية الشعبية، وهو ما ترفضه أمريكا لأنها القوة الأكثر ثقة من بين جميع أطراف المعارضة السورية المحاربة لداعش والمنظمات التكفيرية الأخرى، رغم ما هي عليه من علاقات تكتيكية واستراتيجية مرفوضة من أطراف كردية وأمريكا، وعند البديل لا يستبعد أن تبيعهم أمريكا مثلما باعت قنديل مقابل إنجرليك، وبعدة أطنان من بنزين الطائرات.
تضع مجريات الأحداث الكرد أمام دربين، إما العودة إلى عتمة قرن آخر من الضياع، أو اليقظة والتماسك والجلوس على طاولة الحوار، والتحرر مسبقا من الإملاءات الخارجية، إنها مرحلة مليئة بالمصاعب وشائكة، يحتاجون إلى شراكة لاختيار الدرب الأصوب، والتخلي مؤقتا عن الخلافات الداخلية، وأول المطالبين بهذه هم الأحزاب الكبرى، وقيادات قنديل وهولير والسليمانية، على المستوى الكردستاني، وال ب ي د والديمقراطي واليكيتي والتقدمي، والمجلسين التابعين لهم، دون النظر إلى من الملام أكثر، أو من عليه التحرر من الإملاءات الإقليمية، فالكل معني بالقضية، ويتطلب من الكل عدم الانجرار مع الوعود الخبيثة، وتكثيف جهودهم لمواجهة القادم المرعب، وإلا فالتاريخ سيعيد ذاته، ولن يلام أحد أكثر ما سيلامون هم ذاتهم، وحينها سيدخلون في دوامة الاتهامات والتخوين والخلافات المؤلمة، والتي ستكون قمة أحاديث وانتقادات أحفادنا على مدى القرن القادم.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفقة الأمريكية التركية- الجزء الأول
- معادلة المفاعل النووية الإيرانية - إيران تنتصر
- مخطط تقسيم غربي كردستان
- الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والح ...
- الدكتور كمال اللبواني سيحاسبك الشعب السوري
- صعود أردوغان وهبوطه
- مبايعة أردوغان للبغدادي
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه-الجزء الأخير
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثالث عشر
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثاني
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الأول
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأخير
- أمريكا قتلت
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الرابع
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الثالث
- السيد مسعود برزاني في واشنطن
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار - الجزء الثاني
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي-الجزء الثالث


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي يحذر من تداعيات أزمة السودان على دول ...
- هل -فشلت- ميتا في حماية الأطفال على منصاتها؟
- الأونروا: المجاعة تنتقل من شمال إلى جنوب غزة.. والكوليرا على ...
- مصدران: اعتقال عارضة أزياء يمنية وزوجها بعد ظهورها في صور بد ...
- مظاهرات حاشدة في إسرائيل تطالب بـ -خلاص الأسرى- وانتخابات مب ...
- نائب أمين عام الأمم المتحدة سابقا يوضح لـ RT أسباب فشل واشنط ...
- الدفاع المدني في غزة: تعاملنا منذ الصباح مع عدة استهدافات لب ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام الذبياني قصاصا وتكشف عن ...
- فيديو: مقتل 25 فلسطينيًا وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي لخيا ...
- 15 شهيدا خلال 9 أيام بالضفة الغربية وعدد المعتقلين يرتفع


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الصفقة الأمريكية التركية - الجزء الثاني