احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 16:04
المحور:
المجتمع المدني
قال الدرويش شيردل،كنا ذات مساء في أحد المضايف، فإذا أحدهم يروي للحاضرين قصة لطيفة ذات مغزى،سمّاها (اليأس أسوأ من الإعدام ) كما يلي:
حكم احد الملوك على شخصين الإعدام لمعارضتهما له وحدد تنفيذ الحكم بعد شهرين من تاريخ إصداره وقد كان احدهما مستسلما خانعا يائسا قد التصق بإحدى زوايا السجن باكياً منتظراً يوم الإعدام – أما الآخر فكان ذكياً لماحاً أخذ يفكر في طريقة ما لعلها تنجيه أو على الأقل تبقيه حيا لمدة أطول .
جلس في إحدى الليالي متأملاً في السلطان و عن مزاجه و ماذا يحب و ماذا يكره فتذكر مدى عشقه لحصان عنده حيث كان يمضي جل أوقاته مصاحبا لهذا الحصان في شوارع البلدة و خطرت له فكرة خطيرة فصرخ منادياً السجان طالبا مقابلة الملك لأمر خطير في البداية ورفض السجان لكنه في النهاية نقل الرسالة للملك الذي وافق ظنا منه انه سيفشي بأسماء باقي المعارضين ، سأله الملك : ما الأمر الخطير ؟
فقال له السجين انه باستطاعته أن يعلم حصانه الطيران في خلال سنة بشرط تأجيل إعدامه لمدة سنة وسرد قصصاً خيالية عن نوع من السحر و نوع من الأنشطة الخارقة للطبيعة فصده الملك ووافق حيث تخيل نفسه راكبا على الحصان الطائر الوحيد في العالم،سمع السجين الآخر بالخبر واندهش للغاية؟عندما عاد السجين الجريء قال له زميله المستسلم أنت تعلم أن الخيل لا يطير فكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة ؟؟
قال له السجين الجريء : اعلم ذلك و لكنني منحت نفسي أربع فرص محتملة لنيل الحرية أولهما – أن يموت الملك خلال السنة
- و ثانيها – لربما أنا أموت و تبقى ميتة الفراش أعز من الإعدام
- و الثالثة – إن الحصان قد يموت
- و الرابعة – قد استطيع أن أعلم الحصان الطيران!!
الحكمة : لا تيأس و ما دمت تستطيع إحياء الأمل فلنعمل على ذلك ،فالفشل بعد التجربة أفضل من الفشل من دونها .
و أنهى المتكلم حديثه ببيت شعر :
لا تيأسنَّ إذا كبوتم مرّة إنَّ النجاح حليف كلّ مثابرِ.
أحمد الحمد المندلاوي
23/7/2015م - بغداد
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟