أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام القروي - انتهت -جنة الاسلاميين- في الغرب














المزيد.....


انتهت -جنة الاسلاميين- في الغرب


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع اعلان الحكومة البريطانية اضافة 15 مجموعة اسلامية الى "المجموعات المحظورة" الخمس والعشرين, وبعد موافقة المجلسين البرلمانيين, فإن عدد المجموعات الاسلامية الممنوعة سيبلغ 40 تحت "قانون الارهاب" لسنة 2000, الذي ينص على عقاب بالسجن 10 سنوات لكل من تثبت عليه تهمة الانتماء الى إحدى هذه المجموعات. واذا وضعنا في الحساب واقع كون بريطانيا كانت الى حد اعتداءات 7 جويلية الماضي الارهابية أكثر البلدان الأوروبية تسامحا مع الجماعات الاسلامية, وأنها كانت تتلقى انتقادات شديدة من زملائها في الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع, يمكن القول أن عبارة توني بلير "قوانين اللعبة تغيرت" تدشن عهدا جديدا, يعني في الأقل نهاية "جنة الملاذ السياسي" للإسلاميين في هذا البلد, ونهايتها في كامل أوروبا. فكل بلدان الاتحاد الأوروبي تتجه الآن الى تشديد الاجراءات والمراقبة على الاسلاميين بأنواعهم , وبقطع النظر عن برامجهم وأهدافهم, ووضعهم تحت "المجهر", وتعريضهم للتسليم والطرد, إن لم يكن للسجن.
هجمات لندن الانتحارية قضت على مساحة الحرية المعطاة للاسلاميين في بريطانيا بعد سنوات من التجاهل الحكومي المتعمد, ووضعت حدا لما اصطلح على تسميته "لندنستان" او مساحة الحرية التي اعطيت للاسلاميين الاصوليين منذ 15 عاما في بريطانيا.
واستقطبت لندن الاسلاميين من كل الاتجاهات لانها تحتل موقعا ماليا متقدما وتستضيف وسائل اعلام عربية وتمتاز باحترام عريق لحرية التعبير اضافة الى سهولة الحصول على اللجوء السياسي فيها.
ويعزو معظم الخبراء هذه الظاهرة الى اتفاق غير منظور يقوم على المعادلة الاتية: الحكومة تمنح الاسلاميين هامش تحرك في مقابل عدم تعرض بريطانيا لاي اعتداء ارهابي. وقد شكا القضاة الفرنسيون من هذه المقاربة زمن تعرض باريس لاعتداءات.
لكن كل شيء تبدل مع هجمات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.
فتوني بلير دفع بلاده الى التزام "الحرب ضد الارهاب" التي اعلنتها واشنطن، وعمل على اقرار قوانين تتيح اعتقال المشتبه فيهم دون محاكمة، وكان رجل الدين الفلسطيني ابو قتادة في مقدم من اعتقلوا بموجب الاجراءات الجديدة. وفيما اقفل مسجد فينسبوري بارك وجهت تهمة التحريض على الكره العرقي والقتل والارهاب للمصري ابو حمزة ; ولكن في راي البعض ان اقفال المسجد المذكور "جعل منطقة النفوذ الاصولي غير مرئية"، اما الخطب العنيفة فلا تزال حاضرة على شبكة الانترنت. بعد هذه الضربة الموجعة للاصوليين اعتبر عمر بكري ان "بريطانيا برمتها تحولت ساحة حرب"، حتى ان المدافن في رأيه صارت هدفا.وكان لكلامه هذا صدى مرعبا بعد اعتداءات 7 تموز/يوليو (56 قتيلا و700 جريح) ومحاولات التفجير الفاشلة في 21 منه.
ويقوم رد توني بلير على عمليات طرد وتفكيك للمجموعات الاصولية فضلا عن امكان اعادة النظر في القوانين المتصلة بحقوق الانسان. لكن العديد من الاصوات نبهت الى وجوب عدم تخلي بريطانيا عن قواعدها الاساسية.
قال تشارلز كينيدي زعيم كتلة الليبراليين الديموقراطيين "سواء كنا في الحكومة او لا, يظل واجبنا الاساسي الدفاع عن دولة القانون وامن المواطنين والحريات المدنية وحرية التعبير".
وكانت منظمة العفو الدولية وعمدة لندن كين ليفينغستون وجمعيات مسلمة شددوا على احترام حقوق الانسان معربين عن ترحيبهم الحذر بالاجراءات المقترحة.
ولكن موضوعيا, لا يمكن اعطاء هذه التحفظات من طرف نشيطي حقوق الانسان وبعض الزعماء أكثر مما تستحقه... أي أنها تحفظات وليست عملا اجرائيا يرقى الى مكافحة الاجراءات الأمنية الجديدة. فالظروف التي خلقتها الاعتداءات الارهابية في المدن الغربية الكبرى جعلت المسلمين بأسرهم في موضع ريبة وليس فقط الاسلاميين. واذا كان هذا ينهي حلم جماعات المعارضة الاسلامية بالنشاط من الخارج ضد أنظمتهم المحلية, فإنه يفتح أبوابا جديدة للمعارضة الليبرالية واليسارية والعلمانية.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افريقيا والشرق الأوسط أسوأ الأمكنة للعيش في العالم
- روسيا تتبنى برنامج ايران النووي
- مأزق العراق والسياسة الأميركية
- بطاقة تقرير السرية 2005
- الاستبداد والليبرالية الاقتصادية
- التطرف الإسلامي
- ما تعنيه الورطة الأميركية في العراق
- الجامعيون العراقيون يدينون العنف
- تركيا -تزكي- باكستان لدى اسرائيل
- هل يعيد النفط السلام الى دارفور؟
- أوروبا تتراجع واميركا تهدد وايران تتحدى
- ماذا بعد الانسحاب من غزة؟
- الارهاب يتجاوز الحدود
- العلاقات السودانية - الأمريكية : العالم ليس أبيض وأسود
- عن الانسحاب من غزة
- تقرير دويلفرعن خطة صدام لحرب العصابات
- على سوريا أن تحمي كبار مثقفيها من المتطاولين
- من انقلاب الى آخر
- مشكلة الغرب النووية مع ايران
- ما وراء فك الارتباط في غزة


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام القروي - انتهت -جنة الاسلاميين- في الغرب