محمد مقداد
الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 10:18
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
اليوم ،12 أكتوبر، شهدت العاصمة السويسرية ، حفلاَ مهيباَ لتكريم المحامي السوري أكثم نعيسة ومنحه الجائزة الدولية لحقوق الانسان مارتن اينالز. وذلك بحضور العديد من الشخصيات العالمية وخاصة المفوضة السامية لحقوق الانسان في الامم المتحدة ، تكريماَ له على نضاله وعمله من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان في بلاده منذ نحو ثلاثة عقود. وان كان هذا التكريم يتجاوز شخص المحامي نعيسة وفق ما قال في كلمته ، ليشمل تكريم كل المناضلين من اجل الحرية والعدل والكرامة في سوريا، عدة اجيال دفعت حياتها ثمناَ لمواقفها ، او غيبتها السجون ، او اعطبها التعذيب.
اليوم ، تعمل ذاكرة العالم ، ولو للحظة، لكلمة عرفان او لمنع النسيان عن مايعانيه الشعب السوري من استبداد وقهر واضطهاد تدوم منذ اكثر من اربعين عاماَ. اليوم، ولو للحظة، بدا واضحاَ التضامن الدولي مع الديمقراطيين في سوريا. اليوم ، ولو للحظة ، وجهت الامم المتحدة والعالم التحية والتكريم لمواطن سوري وشعبه،هذا في وقت يلتصق فيه الكلام عن سوريا بصورة بشعة بممارسات نظامها الكريهة وعزلته المتزايدة.
واليوم ايضاَ ،" انتحر " وزير الداخلية السوري غازي كنعان، وان كان لا شماتة في الموت، ولكن كنعان يمثل رمزاَ من رموز الفساد والقهر والقمع في لبنان وسوريا. ولن يزرف عليه اهالي ضحاياه دمعة واحدة.
وان كان التحقيق الدولي حول اغتيال الحريري قد شمل كنعان وحفنة اخرى من الجلادين والفاسدين في النظام السوري. وان كانت ظروف "انتحاره" تبقى غامضة. فقد يسعى النظام السوري لجعلها "مخرجاَ" له، بالصاق كل التهم الموجهة له كنظام على كاهل الجلاد "المنتحر". ولكن قائمة المسؤولين الامنيين المتورطين تتجاوز اسم غازي كنعان، وغياب الاخير لن تحل بالضرورة ورطة الاخرين. فان هو انتحر ، فماذا ينوي الاخرون ان يفعلوا؟ فان لم تكن المحاكمة الدولية في انتظارهم. فان القضاء والعدالة لسوريا الديمقراطية، القادمة لا ريب، لن تنساهم.
#محمد_مقداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟