رعات الإبل

إلياس الإسماعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 20:59
المحور: المجتمع المدني
    

هل تعلم أن بريطاني لا تلزم مواطنيها ببطائق هوية ؟ مع ذلك يوجد في بريطانيا نظام وأمن وحرية، إن الوصول للوعي الجماعي ضرب من الخيال في عالمنا العربي، فالمجتمعات المتقدمة تصل لهذا المستوى من درجة الوعي الجماعي، إذ يصبح لكل فرد من المجتمع دوره الخاص، مع معرفة كل فرد بمهمته داخل هذا المجتمع بفضل ذلك استطاعت الأمم المتقدمة الوصول لهذا المستوى من الوعي والتقدم والإزدهار، على عكس عالمنا العربي الذي تسيطر فيه الغوغائية وهو عكس الوعي الجماعي، حيث يتم فيه تغييب عقل الفرد وتغليب الغوغاء، مثال ذلك ما حدث لذلك المثلي في فاس وأحداث انزگان والرباط وطنجة مؤخرا، فعقل الفرد يغيب عند حضور الجماعة في نوع من القطعانية الفكرية، التي تربط الحق بعدد الأفراد، فلمجرد انعدام النظام تتحرك هواجس الفرد النفعية والبركماتية لفعل شيء ما، إنها حالة استغلال الفرصة المتواجدة لدى كل فرد من أفراد مجتمعاتنا، فالثورة التونسية والمصرية على سبيل المثال بعد تحرك الجماهير الغفيرة مطالبتا باسقاط أنظمتها السياسة تحركت هواجس بعض الأفراد مستغلتا انعدام الأمن، للسرقة والنهب فتحرك ذلك الكم الغفير من الناس يضفي بعض الشرعية الغوغائية لدى مثل هؤلاء، لذلك فقبل القيام بأي ثورة يجب أولا الوصول للوعي الجمعي للأفراد ومعرفة كل فرد بدوره داخل المجتمع، فما دام هناك غوغائية ستنتج أنظمة سياسية كالتي تحكم عالمنا العربي، إن شخصية الفرد في مجتمعاتنا مبنية على الولاء والطاعة في صورة أشبه ما تكون الى النظام الباتريركي سواء داخل العائلة (الأب) أو داخل المساجد (رجال الدين) وحتى في عالم السياسة (الزعماء السياسيين) كل هذه العوامل ساهمت في بناء جدار نفسي لدى الفرد العربي مبني على الولاء والطاعة، أي لابد لك أن تعيش خاضعا في نوع من الخنوع للسلطة البطريركية، فلا حياة للفرد العربي إما أن تطيع أو تموت خارج القطيع، إذا فالغوغائية هي بنية نفسية لدى الفرد والتمرد يعتبر حالة شاذة في مجتمعاتنا المتخلفة، فأول خطوة للوصول نحو الوعي الجمعي هو هدم جدار الخوف والتخلص من التبعية والوصاية الفكرية التي يمارسها بعض السياسيين ورجال الدين، لن أريك إلا ما أرى، فعقل العربي مبرمج في اللاوعي على الطاعة والولاء وتقبيل الأيدي، فالمجتمعات المتقدمة لا يوجد بها ولي أمر بل ممثل لإرادة الشعب، فولي الأمر لا يوجد إلا في مجتمعات لم تبلغ حلمها بعد، كمجتمعاتنا طبعا، التي تنقصها الأهلية ما ينقص للمجنون، في ظل هذا الوضع يسهل على الحكام توجيه القطيع متى أرادوا وأينما أرادوا، تنطلي عليهم نظريات المؤامرة والنظام العالمي والماسونية وما إلى ذلك، فيقوموا هم بتبرير خضوعهم بوجود نظام عالمي يسيطر على الشعوب.

#إلياس_الإسماعلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات