أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - هل يشكل الانتحار حلاً؟














المزيد.....

هل يشكل الانتحار حلاً؟


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يحكى أن أهل صيدون القديمة(صيدا اليوم)، حين حاصرهم الاسكندر الكبير وعجزوا عن صده،انتحروا جميعاً،و قيل أيضاً أن قرار الانتحار كان جماعياً وبإرادة الناس وليس بإرادة ثلة حاكمة،وفي التفاصيل أن الأسر قامت بقتل أطفالها ثم النساء ثم الرجال،وبغض النظر عن صحة الرواية أو عدم صحتها، لم يكن الانتحار حلاً، لأن الفاتح الكبير دخل على جثثهم.

اليوم في سوريا،هذا يفتح أبواب الجحيم على العالم ويخص الولايات المتحدة بحصة الأسد.
شقيقه في الفساد والمسؤولية، شقيقه في التصريحات الجهنمية واللامسؤولة.
إذا كانت رؤوس في السلطتين التنفيذية والتشريعية،مشغولة بتهديد العالم وبوعيده،ومواجهته،بناء على احتمالات صحفية تعود في جذورها إلى رُهاب ( فوبيا) وسواسي قهري أو (وهو الراجح في نظري)إلى نفاق سياسي وديماغوجي،يتم استخدامه لتغطية العجز واللامبالاة بأزمات حقيقية يعانيها المواطن في دفئه وغذائه وصحته وعمله ومستقبله وغد أطفاله.

إذا كانت السلطة القضائية وهي السلطة الثالثة بعد تينك السلطتين، يُعلن عن دخولها غرفة العناية الفائقة،
ويجرى لها عمليات استئصال أكثر من ثمانين ورماً خبيثاً (والله أعلم)من جسدها التالف والمتهرئ أصلاً، وإذا كانت السلطة الرابعة،أي الصحافة كما تسمى، شبه معدومة، وما هو موجود منها يعاني من فقدان مناعة مكتسب،وشراهة تكسّب وانحلال في الفكر والدم، وتضخم في بروستات الشهرة،وتخصص مذهل في الانتقال بسرعة الضوء من المديح إلى الهجاء، للشخص نفسه أو البلد عينه.

إذا كانت هذه البلاد التي بات يتساءل الجميع من أهلها وجيرانها الأقربين والأبعدين عنها،إلى أين تسير ومن
يحكمها فعلاً،حيث مروحة احتمالات واسعة تدور في سقفها المتهالك، وهزات غامضة تعتمل تحت أرضها الرخوة المتصدعة، وإذا كان الجميع من أولي الأمر(أمر التسلط والاستبداد وليس أمر الرعاية والمسؤولية كما هو مفترض)ينفي مقدماً وبدون قرينة، الوطنية عن كل من لا يكون إلى جانب تلك السلطات المغرقة في انغلاقها،وتخلفها وتخلخلها،ويعتبر سلفاً، أن كل من لا يوافقونه الرأي، يحضرون الورد والرز والاستقبال الحافل للمعتدين المفترضين القادمين، بينما هو يعد لهم بوابات الجحيم.

إذا كانت هذه البلاد الأسطورية،مازالت على قيد الحياة،فهذه هي الأحجية واللغز المحتاجان إلى حل،وليس هذه الحالة الفردية أو تلك،دون التقليل من أهمية أية حالة فردية.
أن ينتحر اللواء غازي كنعان،أو غيره من السلسلة الطويلة، اليوم تعبير عن وضع سياسي لبلاد بأسرها وليس لفرد فقط.
ربما رأى الراحل كنعان أو عرف أكثر مما يجب، لكنه بالتأكيد،أعطى بانتحاره مؤشراً بالغ الأهمية، على تكذيب أولئك المكابرين والمنافقين، الذين يصرون على أن سوريا بخير،وعلى أن سوريا قادرة على مواجهة العالم،وأن سوريا.....إلخ من الفنتازيا الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، ربما أراد أن يقول لهم :" هذا أكثر ما أستطيع فعله من أجل وطني، ولا أظن أن لديكم ما هو أفضل".

لا يمكنني قراءة انتحار اللواء غازي كنعان إلا كرسالة سياسية فحواها:إن الهروب إلى أمام أو إلى وراء، بأي اتجاه غير ممكن، اللعب على الشعب والبسطاء ممكن وسهل ومجدٍ، لأن هؤلاء،أساساً،ليسوا لاعبين،أما اللعب مع العالم فخطر ومحكوم بالفشل وتكاليفه مضاعفة.
هذه القراءة لا يغيرها واقع النحر،كما جاء في بعض وسائل الإعلام وتكهنات بعض المحللين،أو واقع الانتحار كما جاء في الرواية الرسمية السورية.

حدث لدول كبرى أن وقعت اتفاقات أفقدتها شرفها أو ما كانت تظنه كذلك،لكن حكماءها، نصحوا قادتها :"أن تفقد البلاد شرفها خير لها من أن تفقد رأسها وشرفها معاً"،اليابان مثلاً.

القادة الذين يفكرون ببلدانهم غير أولئك الذين يفكرون بأنفسهم حيث يعتبرون مناصبهم هي شرف البلاد ورمزها وكرامتها،وهذه الاعتبارات عينة من الديماغوجيا والشعارات الفارغة التي تتستر بها الأنانية والمصالح الضيقة التي تملك مناجم لا تنفد من الغباء وقصور النظر السياسي والتاريخي.

نور الدين بدران.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 3
- .بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 4
- وردة القلب
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 2
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)
- أيها الطائر...
- الظل والمسرح
- أيتها الغابة
- الفاسقة
- الرسالة
- الأقوى من الحبّ
- وجدتها....وجدتها.
- غبار نجمي
- يا لها
- أغمض عينيك ..قل لا واتبعني.
- حين انتظرتكِ
- أعاصير صامتة
- أجمل باقة من لبنان
- حول مقالة متى يكون الغرب آمناً؟
- كل الفصول خضراء


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - هل يشكل الانتحار حلاً؟