|
اين رقابة مجلس الدولة والقضاء الإداري على عمل الادارات الحكومية؟
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:14
المحور:
الادارة و الاقتصاد
آن أي دولة لاتظهر جلية وواضحة الامن خلال تصرفاتها واعمالهاوحركتها ونشاطاتها عن طريق مؤسساتها وتنظيماتها وهيئاتها وتسمى هذه المؤسسات والهيئات والتنظيمات التي تتكون الدولة منها بالاادارات آو الجهات العامة ولقد انتشر لفترة طويلة من الزمن حظر اوكبت كل رقابة قضائية على اعمال هذه الدولة المتمثلة والمتجسدة في هذه الادارات آو الجهات العامة لكن فيما بعد ابتكر رجال الفكر والقانون من جميع الامم والشعوب سلطة مستقلة وحيادية عن الإدارة لمراقبة تصرفاتها وافعالها فابدعوا فكرة الرقابة القضائية المتمثلة في مجلس الدولة ( آو القضاء الإداري ) على اعمال الإدارة وتصرفاتها وقرروا مبدأ المشروعية الذي يستند عليه بناء كيان الدولة الحديثة والمتورة ويعبر عنها بسيادة القانون ودلة المؤسسات أي آن تكون كافة اعمال الإدارة وتصرفاتها تمارس وتطبق في حدود الضوابط القانونية ومبادئ العدالة المنصوص عليها في دستور الدولة الذي يعتبر أتسمى قوانين الدولة حيث العقد يخلق المجتمع والدستور ينظمه مجلس الدولة وفصل السلطات آن اقرار مبدأ المشروعية كان حصيلة نضال شعوب كافحت وناضلت لارساء هذا المبدأ على اسسومفاهيم وهي الفصل بين السلطات الذي قال به نظر له الفيلسوف الفرنسي مون تسكيو أي آن تكون مهام الدولة الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية محددة وواضحة ولاتعتدي سلطة على حساب اخرى السلطة تحد السلطة وهذا التحديد والوضوح لايعني الانفصال والتفريق التام بين هذه السلطات وعدم تعاونها وانسجامها بل يتطلب التكاتف والتعاون والتعاضد فيمابينها لتعزيزها وتطويرها وتحقيق الفائدة للوطن والمواطن ويتعين آن تلتزم الادارات بالقانون وان تحترمه وتطبق احكامه ونصوصه بروح عالية من المسؤلية والوجدان ويتعين على السلطات التنفيذية تنفيذ وتطبيق الاحكام القضائية التي تصدر تطبيقا لاحكام القانون لكن ما الذي يجري الان؟ هل مجلس الدولة موجود ويقوم بدوره على اكمل وجه؟ هل يتم تنفيذ الاحكام القضائية؟ هل تلجأ الادارات آلي القضاء الإداري؟ هل يتجرأ موظف آن يلجأ آلي القضاء الإداري آو يعرف ما هو القضاء الإداري؟ هل يتخذ القضاء الإداري قرارات عادلة بحق المدراء الذين يتعسفون في استعمال السلطة؟ هل يراقب القضاء الإداري اذا كانت تصرفات الإدارة تتم في حدود وقيود القانون والدستور؟ هل توجد محاكم ادارية في جميع المحافظات السورية ليلجأ اليها الموظفين؟ هل يوجد قانون اصول محاكمات واجراءات ادارية للاستناد أتليه ؟ المشروعية ونابليون آن مبدأ الشرعية قد اصبح منذ فجر المهضة الحديثة من المبادئ العليا واصبح يرتبط بالحرية ويحميها واصبح من انشاء مجلس الدولة الفرنسي على يد نابليون بونابرت في 25 كانون الاول عام 1799 من المبادئ التي تهيمن على القانون العام ومبدأ المشروعية لايعني اكثر من سيادة القانون بعنى آن تكون جميع تصرفات الإدارة في حدود وقيود القانون ويقصد بالقانون معناه الواسع والعام الشامل لجميع القواعد الملزمة في الدولة سواء اكانت مكتوبة آم غير مكتوبة ايا كان مصدرها مع مراعاة التدرج في قوتها فعلى الإدارة آن تخضع للقانون في ممارستها لاوجه نشاطها بل آن الإدارة غير ملزمة بان تتصرف في حدود القانون فحسب بل هي ملزمة بان لاتتصرف الا بناء على القانون فلا تصدر قرارا اداريا غير مستند آلي نص قانوني وواضح بالمعنى العام ففي ايلول عام 1966 اقرت الجمعية العامة للامم المتحدة اتفاق دولي حول مبدأ المشروعية والحقوق المدنية والسياسية للمواطنين وطرحته على الدول لتوقيعه ولقد بات من البداهة آن أي دولة لايسودها القانون هي اقرب آلي الدولة البدائية وليس لها مكان الان واي دولة لايطبق فيها القانون بشكل صحيح وسليم انما هي دولة استبداد وطاغوت وسيادة القانون في أي دولة مؤشر يدل على تقدمها واحترامها لشرعة حقوق المرء الطبيعية وصون كرامته ورعايته والى القضاء الإداري يلجأ كل مواطن ليحتمي به عندما يحس آن الحكومة قد اوقعت به ظلمل اوحيفا آو سلبت منه حقا آو جحدته فيقوم مجلس الدولة كمنارة عالية وراية خفاقة يهدي من يشكو ظلام التعسف وجبل راسخ وشامخ تتكسر عليه اعداء كثيرة من موجات الانحراف عن القانون آو سوء تأويله آو تطبيقه وقوة صلدة تحطم فورات الاستبداد البغيض وعلى قضاة مجلس الدولة آن يجسدوا هذا الدور وان يحموا المواطنين من الاعتداء وان يحموا الدولة من الاعتداء عليها وعلى اموالها وعلى المال العام هذا القضاء وهذا المجلس فعال في فرنسا ودول اخرى منذ 200عام الم يحن الوقت عندنا في سورية ليكون هذا القضاء فعال ويؤدي دوره في تطور وتقدم البلد ؟ سلامة اداء الادارات مصلحة سورية آن سلامة وصحة اداء الادارات العامة في اعمالها وضمان تحقيقها لاهدافها كاملة هو في مصلحة تطوير وتحديث سورية وفي حال عدم قيام الادارات بذلك يجب آن لانتركها حرة بل نشدد الرقابة القضائية المتمثلة في مجلس الدولة عليها واحكام هذه القابة وصلاح اداة الحكم وجهاته العامة هدف اساسي وسام من اهداف الدولة الحديثة في تحقيق ماانشئت من اجله وهذا اول ما بدأ به واشاعه قائدنا الشاب الدكتور بشار الاسد في ثنايا خطاب القسم ومن تحقيق هذا الهدف الراقي لا من احكام الرقابة القضائية على اعمال الادارات والجهات العامة فيما يتعلق بتصفاتها واعمالها وقراراتها وتوجهاتها وما اذا كانت مطبقة لمبدأ الشرعية آم لا على نحو يكفل تحقيق الصالح العام ورفاهيته واطمئنان المواطنين واستقرارهم في وطنهم لتعميره وتطويره والمساهمة في تقدمه واشادة مداميك الخير والعطاء فيه واخذ المقصر بجرمه وخطئه ومكافأة المجد في عمله تأكيدا لاحترام سيادة القانون ومشروعيته اهمية الرقابة القضائية تعد الرقابة القضائية من اهم عناصر نشاط الدولة فهي عنصر هام حيوي في العمل التنفيذي نفسه وصحته لمراقبة سير العمل ونتائجه وتقويم ما اعوج منه ولايكفي في هذا الصدد رقابة الرئيس لمرؤوسيه بل يجب ايجاد هيئات رقابية مستقلة على اعمال الادارات وهذه القابة القضائية ضرورية وحيوية وجديرة بااهتمام وتقف بجانب الرقابة التي يمارسها كل رئيس أتداري على مرؤوسيه الا آن الرقابة القضائية اجع وادق وتحمل قسمات الاستقلال عن الإدارة فالرقابة هي التي تظهر العيوب وتحدد مواطن سلامة العمل الإداري وان اعادة الأمور آلي نصابها الصحيح لا تتم لا باعمال الرقابة على اعمال الادارات العامة والا فان مبدأ سيادة القانون يصبح مريضا مكلوم الخاطر مجروح الفؤاد وتصبح تصرفات أي رجل من رجالات احدى الادارات العامة فردية مسلطة على رقاب العباد والبلاد يستعملها المسؤول كيفما يشاء زاراد وفي الظرف الذي يريد وهذا ماحصل عندنا حيث تشكل الإدارة اليوم عندنا نقطة ضعف كبيرة وهذا عطل تنفيذ المشروع التطويري والتحديثي للسيد الرئيس الشاب بشار الاسد لان الإدارة الكفوءة المدربة هي اداة تنفيذ مشروع التحديث والتطوير والعصرنة المحكمة الادارية العليا تعتبر المحكمة الادارية العليا ذروة وقمة الرقابة يندرج تحت رقابتها كل شيء تقريبالكننا لانسمع كثيرا بفاعلية هذه المؤسسة المطلوب اليوم آن يتم خلق حراك عام في جميع المجالات لاسيما في ميدان القانون والتشريعات والقواعد العامة للتنظيم القضائي في سورية من تشابك وتوازي الاصلاحات في جميع المجالات لتسير مع بعضها ليصل الاصلا ح آلي مبتغاه لقد اقام افلاطون قديما نظام من فوق العناصر المنتخبة مجلسا اعلى سماه مجلس عقلاء كسلطة عليا نزيهة وحيادية ليراقب اعمال الجهات العامة في الدولة ويصوب ما اعوج من تصرفاتها ويوجب على الدولة الرجوع أتليه في جميع اعمالها على الرغم من القانون متحديا في ذلك وجود القانون الا آن الحكيم سقراط نادى بسيادة القانون واعتبره المثل الاعلى في الدولة وهو الذي يجب آن تفوق ويطبق في حياة الفرد والجماعة والا فلمن نجعل التفوق للعدد آم للثروة ؟ آم للشجاعة القتالية ؟ آم للعلم ؟ آم للفضيلة ؟ آم للعبقرية ؟ اذا لابد آن نلجأ آلي مجلس العقلاء الذي نادى به افلاطون والمكون من كبار المفكرين والعلماء والفقهاء والفلاسفة لمراقبة اعمال السلطة ولابد من القول آن المسؤولية الادارية والرقابة القضائية على اعمال الادارات التي هي اداة تحقق المسؤولية لاتعني تصيد الاخطاء والتهديد بالعقوبة وفق الممفهوم البالي لها وانما تطورت ارتقت على النحو الصحيح لتتمشى مع الاعباء الحديثة للإدارة العامة وهي تحقيق الاهداف والوفاء بمتطلبات الجماهير واشباع حاجاتهم ومجابهة مشاكلهم والوفاء لهم وان نقدم لهم خدمة سريعة رخيصة دون اذلالهم وتعذيبهم بان يأتوا آلي المرفق الإداري خمس اوست مرات للحصول على امر بسيط لان الإدارة هي لخدمة الشعب وليست وصاية وسلطة على الناس مجلس دولة واضح فاعل نريد آن يلعب مجلس الدولة دورا هاما وحيويا في عملية الرقابة على اعمال الادارات والجهات التابعةو لها فيتلقى التظلمات من كافة المواطنين بصدر رحب ويحاول بل ويعمل بشكل مؤكد عبر هيئة قضاء أداري آن يجد العلاج والدواء المناسب لاي قضية وان نظام مجلس الدولة ورقابته يجب آن يراقب بعين باصرة ونافذة مدى التزام الادارات الحكومية بالقوانين والانظمة ومدى احترامها لمبدأ الشرعية ولايفوت مجلس الدولة من خلال ممارسته ارقابته تلك آن يوجه الحكومة والقائمين بالامر آلي تدارك ماقد يظهر من اوجه النفص آو الغموض في التشريعات والقوانين وطلب اعادة النظر فيها على ضوء مايكشفه قضاة مجلس الدولة ومستشاروه من خلال تطبيقهم العملي لتلك النصوص والتشريعات ولينا في سورية قوانين كثيرة مضى عليها اكثر من اربعين عام ولابد من تحديثهاواعادة النظر بها بما ينسجم مع الرؤية التطويرية لرئيسنا الشاب الدكتوربشار الاسد رمز التطور والحداثة ومن بين توصيات المؤتمر القطري العاشرللحزب احداث مجلس شورى يضم خبرات وكفاءات سياسية وقانونية نرجوان يرى هذا المجلس النور سريعا ليدعم عمل القضاء الإداري ويدعم تطوير القوانين والتشريعات كما يجب الاهتمام بادارة قضايا الدولة وان تصل اليها يد التطوير والتحديث قضايا هامة جدا على ما اعتقد تحتاج آلي متابعة وعمل عرفنا بها من خلال الدورة التحضيرية في المعهد الوطني للإدارة العامة ومانرجوه آن تلقى الاهتمام من قبل المعنيين بانجازها. عبد الرحمن تيشوري باحث في موقع نساء سورية باحث في موقع الحوار المتمدن
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يمتلك اقتصاديات المعلوماتية يمتلك ناصية القرن الحادي والع
...
-
قراءة تربوية في الفلسفة البراغماتية
-
الاتصال في التربية مفهوم اهمية نماذج شروط نجاح
-
تخطيط التدريس واهدافه
-
التربية المقارنة علم هام جدا يجب الاستفادة منه
-
أرقام تصنع العالم كارثة القرن
-
نمو الاقتصاد السوري
-
في العلاقة بين الفلسفة والسياسة
-
تقنيات التعليم مفهوم مهام وظائف مذاهب
-
البطالة مفهوم تحليل حلول
-
البطالة مفهوم تكلفة حلول
-
الدردري فيندوة في جامعة تشرين الشراكة خيار استراتيجي
-
انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية
-
هل تسير التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية في الاتجاه ا
...
-
متى نؤسس لتربية عربية مستقبلية لمواجهة قيم العولمة الوافدة؟
-
الرؤية التربوية التطويرية للسيد وزير التربية
-
دور الاعلام في التطوير والتحديث
-
المدير والمهارات التي يحتاج اليها
-
الادارة المحلية تجربة تحتاج الى اعادة نظر هل ذلك ممكن؟
-
المنظمات الدولية تاريخ واقع مستقبل
المزيد.....
-
“لحظة بلحظة الآن”.. انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر الجمعة 22
...
-
-البتكوين- تسجل رقما قياسيا جديدا
-
بمواصفات منافسة.. Oppo تطلق حاسبها الجديد
-
كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق الجمعة 2
...
-
بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا
...
-
بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت
...
-
بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا
...
-
بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت
...
-
سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
-
-كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|