بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 16:23
المحور:
حقوق الانسان
قرأت مقالاً للصديق د. محمود عباس عن معاناة أحد أهم كتابانا وذلك بعد أن أجبرته الأوضاع الكارثية في سوريا على مغادرة البلد والاستقرار في إقليم كوردستان (العراق)-;- لعلى وعسى يكون الملاذ الآمن وربما مخدوعاً بالوهم والأمل والخديعة حيث لا بديل عن الحلم الكاذب _مرحلياً على الأقل_ وقد عنّون مقاله ب“لماذا انقطع المفكر إبراهيم محمود؟” .. طبعاً عن الكتابة والإنتاج الفكري حيث المعروف عن الرجل التدفق وغزارة الكتابة وتنوعها فهو كتب في الدين والاسطورة كما كتب في السياسة وهموم شعبه ومجمل إشكاليات القضية الكوردية وذلك إلى جنب النقد الأدبي والدراسات الفكرية والفلسفية-;- أي وبما معناه أن الرجل له مساهماته الكثيرة وفي كل الحقول المعرفية ولو لم يكن كوردياً لربما أعتبر أحد أهم الباحثين في المنطقة العربية`_متفقاً في ذلك مع الصديق الأستاذ محمود عباس_ حيث يقول: “لولا كرديته لكان أحد أكبر النقاد شهرة على الإطلاق في العالم العربي“.. وهكذا وبعد كل هذا الدفق الروحي والفكري ألم يكن حرياً بحكومة الإقليم أو حتى حكومة الإدارات الذاتية” أن توفر راتباً وحياة كريمة لهذا الفكر النيّر وهم الذين يصرفون الملايين على الإعلام الحزبي الأيديولوجي وأبواقهم وصعاليكهم مع جل الاحترام للأقلام الجميلة في الطرفين.
صديقي الذي لم نتقابل إلا مرة واحدة وكانت في هولير عام ٢-;-٠-;-٠-;-٥-;- وضمن فعاليات مؤتمر الحوار الكوردي العربي والذي عقد برعاية السيد مسعود بارزاني.. إنني أعلم حجم المعاناة والغصة والمرارة التي تشعر بها وتعاني منها كوني سبقتك إلى تلك المرارة والخيبة الكوردية-;- فوالله لو خصصت حكوماتنا الوليدة فتات ما تصرفه على كلابها _وبالمعنيين-;- المادي والمعنوي_ كلابها من المرتزقة والعملاء والجواسيس والأبواق وكذلك كلابها الحيوانية لمرافقة سيدات القصر كنوع من الترف وتحقياً لشعار “هذا من فضل ربي” .. لما عانى كاتب ومفكر من حجمك من شظف العيش وذلك بعد أن تجبره “حكومة كوردية” _غربي كوردستان_ على مغادرة الوطن والأهل والذاكرة بينما تجبره الحكومة الشقيقة الأخرى على السكوت في بحثِ عن لقمة العيش وذلك بعد أن تحرمه من (راتب تافه) _بحجة التقنين والتقليل من حجم وعدد الموظفين_ وهكذا حرمانه من الوظيفة التي كانت تعيله وأسرته في الإقليم ويبدع لنا من فكره النير والإنساني بحيث لو تبرع السيد فاضل ميراني بجزء يسير من الميزانية التي يصرفها على صباغة شعره وشاربه لأعتاش عليه عشرات الكتاب والمفكرين الكورد ناهيكم عن مصاريفهم على رفاهية أولادهم وزوجاتهم .. هو وكل القيادات الكوردية الأخرى حيث “أولاد الست لا استثنني منهم أحد” فبئس وبؤس هكذا حكومات وكل الشكر والتحية للحكومة والشعب السويسري الذي أمن لي ولعائلتي حياة كريمة بحيث لا تجبرني الحالة إلى التسول على أبواب المسؤولين الكورد و“حكوماتهم الديمقراطية” والقومية.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟