البرلمان الهولندي يدرس اقتراح منع ارتداء الحجاب الكلي في الدوائر والمؤسسات العامة

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أيّدت ماريا فان در هوفن، وزيرة التربية، اقتراح منع ارتداء الحجاب الكلي " النقاب " في المدارس الهولندية. وقد أشارت هوفن في معرض حديثها عن هذا الاقتراح الذي تقدمت به ريتا فيردوك، وزيرة الهجرة والاندماج، إلى أن المدرِّسات والطالبات يجب ألا يُسمح لهن بارتداء الحجاب الكلي الذي يغطي المرأة من سمت رأسها حتى أخمص قدميها، وخصوصاً ذلك الذي ترتديه المرأة المسلمة في وسط وجنوب قارة آسيا. وقد حدد هذا المنع في أوقات وأمكنة معينة، وقد ارتأت هوفن أن تكون وزارتها " أي التربية " مشمولة بهذا المنع. وبالرغم من حماس وزيرة التربية في مساندة هذا الاقتراح الذي أثاره عضو البرلمان الهولندي "اليميني المتطرف " خيرت وايلدرز، إلا أنها أشارت مُوضِّحة بأنه نادراً ما رأت تلميذة أو معلمة ترتدي هذا الحجاب الكلي في مدارسها. وأوضحت هوفن بأن الحجاب الذي يغطي الوجه كله بما فيه العينين يجب أن يمنع لأنه يعيق الاتصال بالآخرين، ويمنع من التعرف على الشخصية المنقبة، ويؤثر على الأمن في المدارس. وقد سبق لفيردونك أن صرحت قبل عدة أيام بأن منع النقاب بشكل تام وفي المناطق العامة هو أمر غير ممكن. ولكنها أكدت من جانب آخر بأن النقاب قد يُمنع لأسباب أمنية، وفي أوقات وأماكن محددة. وهذه ليست هي المرة الأولى التي تساند فيها ريتا فيردونك، وزيرة الهجرة والاندماج، المقترحات التي تحد من حركة المهاجرين المسلمين في هولندا، وتشكل عامل ضغط نفسي كبير عليهم، فقبل أيام معدودة صوّت البرلمان الهولندي بالموافقة على مشروع قانون تقدمت به الوزيرة نفسها، والذي يقضي بـ" طرد الأجانب الذين يخرقون القانون الهولندي " وتعلن عن رغبتها الشديدة في ترحيل الأجانب الذين يحملون تصاريح بالإقامة فيما لو صدرت ضدهم أحكاماً بالسجن خلال السنوات الثلاث الأولى من إقامتهم في هولندا. وجدير ذكره أن التشريعات الحالية تسمح بترحيل الأجانب الذين يرتكبون " جرائم واعتداءات خطيرة فقط "، ولكن الوزيرة "فيردونك" ترغب منح وزارتها صلاحية سحب تصريح الإقامة من أي فرد يرتكب جريمة.
وقد أيد مشروع هذا القانون كلا من الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والحزب الليبرالي، وقائمة "بيم فورتاون"، بينما عارضه اليساريون، واعتبروه مشروع قانون معادٍ للأجانب، ومبالغ في قسوته، ويبدو أن الوزيرة تستغل هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية. وتأكيداً على الرغبة في استصدار قانون يحرّم منع ارتداء الحجاب الكلي " النقاب " أكد وايلدرز " أن من يرتدي النقاب يستطيع أن يرى الآخرين من حوله، بينما لا يستطيع الآخرون رؤيته أو تحديد هويته! "وطالب بمنع ارتدائه داخل الأماكن والمؤسسات العامة. يذكر أن عدد الجاليات المسلمة في هولندا قد تجاوز المليون نسمة أغلبيتهم من الأتراك والمغاربة والجاليات العربية والإسلامية الأخر. كما سبق لوايلدرز، عضو البرلمان المستقل الذي أسس مؤخراً حزباً يعادي المهاجرين، أن طالب بإغلاق عدد من المساجد، وطرد بعض الأئمة الذين يحرضون على الكراهية، وترسيخ الانقسامات في أوساط المجتمع الهولندي على حد قوله. وفي السياق ذاته فقد فرضت عدداً من بلديات بلجيكا، الدولة المجاورة لهولندا، غرامة مالية على النساء اللواتي يرتدين الحجاب الكلي، ويتجولن في الشوارع والأماكن البلجيكية العامة. بينما تركت الحكومة البلجيكية الفيدرالية للسلطات المحلية في البلديات الأخر حرية اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة لمتطلبات المجتمع البلجيكي في تلك المقاطعات.
وزيرة التربية في سطور
ولدت ماريا جوزفينا أرنولدينا " ماريا " فان در هوفن في ميرسن في 13 سبتمبر " أيلول " 1949.
عملت كمدرسة ابتدائية في ماستريخت، ثم واصلت التدريس في عدد من المدارس والمعاهد الهولندية.
أصبحت فان در هوفن عضواً في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي " CDA ".
عُينّت وزيراً للتربية والثقافة والعلوم في الفترة الرئاسية الأولى لحومة بالكنندة ثم بقيت في الوزارة نفسها في الفترة الثانية التي ما تزال مستمرة في ظل الائتلاف الذي تقوده الأحزاب الثلاثة الكبيرة وهي الـ " CDA و VVD و D66.

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات