|
-ألضباع- ..تنتشي -بالنصر- ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 21:42
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
"ألضباع" ..تنتشي "بالنصر" ..!! ألضبع في ألموروث ألشعبي (الفلسطيني الفلّاحي) حيوان ممقوت ،لأنه ماكر.. "يضبع " الرجل برائحته فيُخدره ، لِيُجبر الرجل على السير وراءه وإتباع خطواته وصولا الى وكره أو بالحري مغارته ، عندها يقوم الضبع بقتل الرجل ومن ثم إفتراسه متقاسما إياه مع أفراد اسرته الصغيرة ، وربما أفراد القبيلة ... ولا يُنقذُ الرجل" الفريسة "من هذا المصير المشؤوم ،إلا إذا أسعفه حظه وأصطدمت جبهته بمدخل المغارة فيسيح دمه ، لِيُفيق من "الضبعة"، ويفر هاربا بجلده بعد أن كان في عداد الفرائس ..!! ويضبع فعل مشتق (بالعامية طبعا) من كلمة ضبع ، ويعني بأن الضبع يُخدّر الرجل ويسيطر عليه ، يتحكم فيه وفي سلوكه ، يقوده أنّى يشاء وكيفما يشاء ..!! ولا منفذ أو فرار من هذا التنويم المغناطيسي الضبعي إلا بصدمة قومية ، يسيح على إثرها الدم . وتوسع انتشار استعمال المصطلح ليحمل معنى مجازيا كقولك "فلان ضابعه أبوه " ، و"علان ضابعته زوجته" .. أي لا يحرك ساكنا الا بإذنه -ها ...هههه ولطالما سمعنا قصصا عن الضباع والمضبوعين ونحن صغارٌ من أخوتنا ، أخواتنا أو كبار السن الآخرين . وقد أُشتهرت منطقة ،في قريتنا سابقا (مدينتنا) حاليا ، بأنها "أرض "الضباع ومناطق سكناها ، كان ذلك في القديم عندما كانت هذه المنطقة حرجية ومنطقة غابات ،فمن المؤكد بأن بعض الحيوانات البرية سكنتها . أما اليوم وبعد أن أصبحت المنطقة مأهولة بالسكان والحوانيت ، فلا ضباع ولا أرانب حتى . كان إسم هذه المنطقة وما زال منطقة الخانوق ، لأنها ممر ليس بالعريض بين الجبال ،كان المدخل الوحيد لقريتنا ، بلا إضاءة وبلا شركاء في الطريق . كان ولا شك ، ممرأ مخيفا لِمن يعود متأخرا ليلا ويضطر للسير وحيدا ولمسافة طويلة حتى يصل البيوت الأولى للقرية آنذاك . كانت حكايات الضباع والمضبوعين "فاكهة" شتاء اهلنا في ليالي الشتاء الطويلة ، ففي تلك الليالي الماطرة والباردة ، كانت النار ،الحكاية والقهوة السادة (المُرّة ) ، "الفاكهة " التي يتلذذ بها الجميع في تلك الليالي البديعة ، البسيطة والسحرية. وجاء زمان "توقفت" فيه الضباع عن القيام بمهمتها ، فتوقفت عن "ضبع" الناس ، تخديرهم وتنويمهم مغناطيسا ، بل أصبحت تبحثُ لنفسها عن "ملجأ " وملاذ من المضبوعبن السابقين . لكن وظيفة الضبع ، لم تفقد بريقها ، فأهتبل الفرصة ، ضباع من البشر ، يُخدرون إخوانهم ، ينوِّمونهم مغناطيسيا ويُسيطرون على عقولهم .. ولقد تحولت "أُمة " كاملة ، الأمة العربية ، إلى أمةٍ مخدرة ، مضبوعة ، مُسيطرٌ على عقولها ، تسير خلف "ضابعيها" من وعاظ السلاطين ومشايخ الإسلام السياسي ، الذين يبيعون لهذه الأمة "مخدرات " من نوع "الطاعة الواجبة " من طرف الى وهم استعادة الخلافة من طرف آخر . ولا ننسى مخدر الأمة العربية الواحدة ، وتحرير فلسطين من البحر الى النهر . والمضبوعون يسيرون خلف ضابعيهم ، وتصطدم جباههم كل يوم بمدخل المغارة التي يُقادون اليها ، تسيل دماؤهم وتتهشم عظامهم ، وهم يطلبون مزيدا من المخدرات .. وجاء قطيع الضباع ، الذي يُقدس التوحش ويجعله هدفه الآسمى ، إنه قطيع الضباع الداعشي الذي "ضبع" الكثير من الشباب المُخدر والضائع، وقادهم نحو قطيعة مع إنسانيتهم ، ليصبحوا ماكينات قتل في خدمة ، المُخدر وثقافة التوحش ، يُحاكون بافعالهم هجوم قطيع من الضباع على فريسة . لكن أقسى ما يُمكن مشاهدته ،حين يتحول الضبع الى "هدف " متحرك ، لبعض الضباع المضبوعة والتي تحمل إسم إنسان .. اليكم هذا المشهد ، وهو صعب على المشاهدة ... لقد تم تحذيركم .. http://www.bldtna.com/art,79015
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خراب الهيكل
-
خَرابُ حَلَب ..
-
عنصرية -مشروعة ولطيفة - ..
-
قهوة وعنصرية ..
-
-نقاشٌ- مع حمار .
-
دولة أم دولتان ؟!
-
-مجاهدو - المنابر
-
- الترجمة - على أُصولها ..!!
-
-لائحة طعام - ألثورات ..!!
-
الأشرار يكسبون ..
-
من هم دواعش إسرائيل ؟!
-
واللائي لم يَحِضْنَ ..!!
-
إمبراطورية -غزة- ..
-
من أجل خاطر عيون المونوبول ..
-
الميل الجنسي والاداء الوظيفي - تداعيات على مقال الزميل كمال
...
-
رمضان والبطيخ
-
تعزية لزميلنا الكاتب شاكر فريد حسن .
-
الجشع وسِفاح المحارم ..
-
مكانة عرب إسرائيل وواقع الحال ..
-
أُوباما : أسود وخفيف !!
المزيد.....
-
مدفيديف: مارك روته -أطلسي الهوى ومعروف بمعاداته لروسيا- وهذا
...
-
بعد محاولة الاغتيال.. الشرطة تقتل شخصا قرب مبنى انعقاد مؤتمر
...
-
لافروف يحذر.. واشنطن تدفع بأوروبا للهلاك
-
لافروف: واشنطن تدفع بأوروبا نحو الهلاك
-
لافروف يجري محادثات مع نظيره البحريني
-
مصادر في الجيش الإسرائيلي: -حماس- في وضع يزداد صعوبة والعملي
...
-
تسريب مكالمة ترامب مع المرشح المستقل كينيدي جونيور عقب محاول
...
-
ليبيا.. مصرع سيدة وإنقاذ عائلات عالقة في تاجوراء وسط تصاعد ا
...
-
الولايات المتحدة: هيئة محلفين تدين السناتور روبرت مينينديز ب
...
-
تقارير تتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران ترد
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|