أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ذكاء.....1















المزيد.....

عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ذكاء.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 13:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


" و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألذ الخصام ، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"
قرءان كريم

1) إن المجتمع العربي بصفة عامة والمجتمع المغربي بصفة خاصة يقوم على أساس نسج علاقات غير طبيعية ، لا علاقة لها بعلاقات الانتاج التي تقوم عادة في المجتمعات الاستغلالية ولا علاقة لها بالعلاقات الاجتماعية التي تقوم عادة بين أفراد المجتمع ، فلا هي علاقات اقتصادية واضحة ،ولا هي علاقات اجتماعية منتجة ، ولا هي علاقة ثقافية ، ولا هي علاقات مدنية ولا هي علاقات سياسية ، ولا تسعى إلى جعل المجتمع يحرص على التمتع بالحقوق الإنسانية ، ولا إلى تحسين الأوضاع المادية والمعنوية . ولا إلى تغيير الواقع لصالح هذه الطبقة أو تلك , وأفضل ما يمكن تصنيفها فيه هو النفاق الاجتماعي كإطار لممارسة تلك العلاقات التي يحسبها المنافقون ذكاء مفرطا فما هو النفاق ؟ وما هو الذكاء؟ وماهي العلاقة القائمة بينهما ؟ وماذا نقصد بالنفاق الفردي ؟ وماذا نقصد بالدكاء الفردي ؟ وما المراد بالنفاق الاجتماعي ؟ وما المراد بالدكاء الاجتماعي ؟ وما العلاقة بينهما ؟ وماهي الطبقة الاجتماعية الممارسة للنفاق الاجتماعي ؟ وماهي الطبقة الممارسة للذكاء الاجتماعي ؟ وما درجة ذكاء أفراد هذه الطبقة ؟ وما مظاهر النفاق الاجتماعي المعبرة عن الذكاء الاجتماعي ؟ وماهي علاقة النفاق الاجتماعي بالتسلق الطبقي ؟ وما العمل من أجل التخلص من النفاق الاجتماعي ؟ وكيف يصير المجتمع بدون نفاق اجتماعي ؟ حتى نصل إلى خلاصة يمكن اعتمادها للعمل على مصادرة ممارسة النفاق الاجتماعي من الممارسة الفردية والاجتماعية في أفق بناء مجتمع خال من النفاق كمرض اجتماعي يجعل الثقة غير حاضرة بين أفراد المجتمع . ويجعل كل فرد ينصب العداء لغيره من أفراد المجتمع إلى درجة افتقاد من نثق به كما يقول الشاعر :

فما أكثر الأحزان حين تعد هم ولكنهم في النائبات قليل

2) فما هي حقيقة النفاق ؟ وما هي حقيقة الذكاء ؟
إننا في طرحنا لهذين السؤالين لا نسعى إلى مناقشة مدرسية تلاميذ يه أو أكاديمية تستلزم منا اعتماد مرجعيات معينة لتحديد المفهوم والتدقيق فيه ومن أجل الوصول إلى خلاصة مدرسية أو أكاديمية يعتمدها التلاميذ أو الطلبة . بقدر ما نسعى إلى مناقشة المفهومين انطلاقا من الممارسة اليومية للمغاربة ، و من الممارسة اليومية للمجتمع في العلاقة مع الرأي العام المحلي و الوطني ومن أجل صياغة مفهوم علمي يستسيغه العقل ويقبله المنطق العلمي ويكون مقنعا للمتلقي.
وانطلاقا من هذا التصور فإننا نذهب إلى :
أ- أن النفاق هو ممارسة مسلكية ، فردية أو جماعية تهدف إلى إنتاج علاقات خارج ما تقتضيه الشروط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية التي يعيشها الفرد في إطار الجماعة أو المجتمع أو الطبقة أو القطاع الذي ينتمي إليه . من أجل تحقيق أهداف محددة لا تتناسب مع شخصية الفرد الممارس للنفاق .
وبناء على هذا التحديد فإننا نجد :
ب- أن النفاق يلتصق بالمسلكية الفردية والجماعية
ج- أن النفاق إنتاج اجتماعي غير سليم لمخالفته للشروط الموضوعية
د - أن النفاق ممارسة تهدف إلى تحقيق التطلعات الطبقية للبورجوازية الصغرى .
ه- أن النفاق يؤدي إلى إنتاج المزيد من الأمراض الاجتماعية التي يصعب التخلص منها .كاستغلال مختلف العلاقات الاجتماعية التي تصير وسيلة لتحقيق مختلف التطلعات الطبقية لمرضى البوجوازية الصغرى .
و- أن النفاق يؤدي إلى إفساد علاقة الإدارة المغربية بالمحسوبية و الزبونية و الإرشاء والارتشاء لتصير مصالح المواطنين رهينة بكل ذلك .
ز- أن النفاق يصير مقياسا لبناء كيان المجتمع المغربي برمته حيث يصعب أن نتحدث عن وجود المجتمع المغربي الخالي من النفاق ، سواء تعلق الأمر بالمجال الاقتصادي أو المجال الاجتماعي أو المجال الثقافي أ والمجال السياسي . لأن النظام التربوي المغربي قائم في الأصل على وجود النفاق لدرجة أننا نكاد نجزم بأنه لا ينتج إلا المنافقين بما في ذلك العلاقة داخل المنظمات الجماهيرية النقابية الجمعوية والثقافية والتربوية والحقوقية ، بل إن العلاقات العائلية ، وفي إطار الأسرة الواحدة ، نجد مفارخ لا حدود لها من النفاق ، وحتى بين الأزواج فالنفاق يصير شرطا لقيام العلاقة الزوجية ولاستمرار تلك العلاقة إلى النهاية . وحتى الأحزاب السياسية التي تشكلها الطبقات المستفيدة من الاستغلال بما فيها تلك التي تشكلها الشرائح البوجوازية الصغرى تنبي العلاقات داخلها على أساس ممارسة النفاق التنظيمي . مما يجعل علاقتها بالجماهير الشعبية الكادحة قائمة على ممارسة النفاق السياسي . والأحزاب التي يمكن أن تتلخص بنسبة معينة من النفاق هي الأحزاب اليسارية والتقدمية والديموقراطية . ما لم تتلوث بأمراض البواجوازية الصغرى التي تساهم بشكل كبير في إنتاج النفاق .
أما الذكاء فبدل أن يصير امتلاكا للقدرات الفكرية والعلمية للمساهمة الفعالة في الإنتاج الفكري ، والعلمي الذي يساهم في البناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي بناء يعبر عن التطور والتطوير المستمر للإمكانيات المختلفة ، يصير شيئا آخر لا يعبر عن الإمكانيات الفكرية والعلمية التي يتوفر عليها الأفراد والجماعات بقد رما يصير تفننا في تكريس الانتهازية على مستوى الممارسة الفردية والجماعية وعلى مستوى العقلية وعلى مستوى الفكر والإيديولوجية والسياسية . فالانتهازية إذن تساوي الذكاء .والذكاء يساوي الانتهازية . والانتهازية ممارسة بورجوازية صغرى تحاول هذه الطبقة جعلها مسلكية قائمة في نسيج المجتمع على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وبناء على ذلك يمكننا أن نعرف الذكاء بأنه فن إتقان التسلق الطبقي الذي يسود بالخصوص في صفوف البوجوازية الصغرى والمتوسطة أو كيف تصير متموقعا إلى جانب البوجوازية في أقصر وقت ممكن ؟ وكيف يمكنك الحصول على الثروات اللازمة من أجل ذلك ؟ وهذا الفن يتم اكتسابه من خلال الممارسة اليومية ومن خلال البرامج الدراسية ، وعن طريق دراسة التجارب الانتهازية .
وانطلاقا من هذا الفهم الذي أدرجناه للنفاق ، وللذكاء نجد أنه في الممارسة اليومية للأفراد والجماعات وفي العلاقات المختلفة بين الأفراد والجماعات يصير النفاق مساويا للذكاء ، ويصير الذكاء مساويا للنفاق حتى يصير التطابق قائما بينهما في المسلكية الفردية والجماعية في المجتمع المغربي . وبالتالي فالإنسان الذي ينال إعجاب الناس هو الذي يتقن ممارسة النفاق وبالدقة المطلوبة لتمكينه من تحقيق تطلعاته الطبقية بأقصى سرعة ممكنة . مما يجعل النفاق والذكاء معا وسيلة ناجحة للتسريع بتحقيق التطلعات الطبقية لأفراد البوجوازية الصغرى المتقنين لممارسة النفاق بالذكاء الذي يستلزمه ذلك الإتقان .







#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......4
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......3
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......2
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......1
- 5......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......4
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......3
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......2
- 1......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....6
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....5
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية....4
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....3
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....2
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....1
- ضرورة الحذر من ممارسات البورجوازية الصغرى ...
- هل تنخرط أحزاب البورجوازية الصغرى في العمل على قلب ميزان الق ...
- الشروط اللازمة لاحترام إرادة الشعب المغربي...
- هل احترام إرادة الشعب المغربي حق إنساني؟ أم تاريخي؟ أم موضوع ...
- الانتخابات الجماعية و توفير الإرادة السياسية


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ذكاء.....1