|
الأستاذ / نعيم إيليا و الوعي
شوكت جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 16:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الأستاذ الكريم / نعيم إيليا
تحية طيبة..و بعد
جرت مداخلة لنا على مقال للأستاذ الكريم / نضال الربضي ، و قد آثرت عدم الإستمرار في الحوار و التعليق ؛لا لشيء غير ما يلي:
(1) ليست الصفحة صفحتي ،و لا الدار داري. (2) تجاوز الحوار منطقة الود و الاختلاف الفكري إلى مناطق لا أحب ارتيادها.
و لعله كان واضحاً منذ البداية ،أن أكثر ما لفت نظري مصطلح" الوعي غير العاقل" ،و تعريفات الوعي ، و حاولت قدر استطاعتي أن ألزم نفسي هذه المسألة و حسب ، أم البقية من الآراء الواردة في المقال فحاولت تجنبها أو بالأدق لم أعرض لها سوى فيما يمس قصدي ،و لكما أن تتحاورا فيها ما شاء لكما الحوار ، و لست طرفاً و لا حكماً !
و لعل أوقع و أصدق ما جاء في حديثك إلي قولك :( ومن هذا القول أستخلص أن الذي يشغلك هو تعريف الوعي بدلاً من أن يشغلك تعريف الربضي لمادته الواعية من حيث سلامته أو فساده؟)..و هذا حق ، و لكن كان أحرى بك أن تسألني: لماذا أسلك هذا السلوك ؟..و لكنت أجبتك : لأن أكثر الاختلاف إنما جاء من عدم اتفاقنا على تعريف الوعي بداءةً ، فإذا اتفقنا عليه لم يجد الواحد منا حرجاً في أن يعود إلى رأيه فيصوّبه ، سواء كنت أنا أو أنت أو هو ،و إلا أخذنا ندور و نتصادم ،كلٌ من محور جذري مختلف ،فتضللنا الأشجار عن الغابة كما يقول أحدهم.
تنكر عليّ أستاذ /نعيم أن أسألك ! ،و تسألني " لماذ أنت مهتم بسؤالي؟" ..و الحق لقد استفدت من جوابك استفادة عظيمة ؛فلقد بينت إجابتك و حصرت الفرق بين الرأي الذي عرضتُ و رأيك ؛إذ تقول في إجابتك :( أنا أقول إن الوعي إحساس وإدراك - ودع هيغل جانباً فلا شأن لي به الآن كما أن عقلي ليس مرهوناً لدى هيغل - فلماذا أقول بأن الوعي: إحساس وإدراك؟ الجواب: لأن الاثنين لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فلا إحساس من دون إدراك، ولا إدراك من دون إحساس.).... كما أنك عزيزي الأستاذ / نعيم تقول في موضع آخر " الخلية تعي "..و إذن يمكن أن نقول على لسانك : الخلية تحس ثم أن الخلية تدرك أو هي تحس و تدرك...و هذا رأيك الذي أحترمه و إن كان غير ملزم لأحد ..أما الرأي الذي عرضتُ فيقبله عقلي أكثر من رأيك (و هو غير ملزم لأحد أيضا) ، و اسمح لي بإعادته نصاً :
(هنا نأتي إلى السؤال الثاني هل الوعي يحمل مفهوم الإحساس و ا لإدراك بالضرورة؟..أما الإحساس فنعم،أما الإدراك فليس بالضرورة ،فعلام أعتمد في مقولتي تلك؟ ؛إنما أعتمد على تصنيف -هيغل- للوعي و درجاته و هو يصنفه في فلسفة الروح هكذا:1_الوعي الحسي 2_الإدراك الحسي 3_ الفهم ،
أما الوعي الحسي فتشترك فيه الكائنات الحية ،حتى لو خلية واحدة تتأثر بالضوء مثلاً ،و لو كان الأمر بيدي لأسميته -إنفعالا حسيا- و لم أسمه -وعيا- كهيغل ،و لكنه هكذا صنف الأمر و لا مشاحة في المصطلح كما قلنا ،و لا أملك تخطئه هيغل كما لا أملك تخطئة الربضي في هذا الصنف من الوعي(أي المادة الحية)،و هذا الوعي لا يحمل إدراكا في نظر هيغل و لكنه وعي فحسب..فلنسمه إذن-الوعي غير العاقل-بجدارة!!)..إلى القول :( إذن الوعي ليس إحساسا و إدراكا..أليس كذلك؟ فلربما كان إحساسا و حسب!) ...و الحديث هنا عزيزي الأستاذ/ نعيم مقصور على المادة الحية ، و لقد سقت هذا الرأي ، ليس لأنك قد رهنت عقلك عند هيجل أو غيره ،حاشا ،بل بل لأقول أن هناك من له ما له من الوزن الفكري الذي تقدر و يذهب هذا المذهب (و قد علمت أنك هيغلياً) .
أما ما يظن أنه"وعي المادة الجامدة" في رأي الأستاذ العزيز / نضال ، فلست لسانه فأقول عنه ،و لكن إذا طلبت رأيي في مذهبه ،فأرى يا استاذنا العزير أنه رجع و أعاد الصياغة في صورة صارمة و واضحة في تعليقه رقم 41 و يقول صراحة " المادة الجامدة ليست واعية "، و يكاد يحصر تعريفه للوعي في "إصدار الأحكام العقلية "،كما فهمت من هذا التعليق ...و الذي يكاد ينطبق في نظري مع درجة "الفهم " في التصنيف الهيغلي "intellect"
أستاذ / نعيم تتهمني بالإنحياز و شيءٍ قريب من الظلم كنحو إعانة الظالم ، و أحسب أنك جرت على الحق في هذا الإتهام ،فلست أجامل أحدا ،و لعلك تذكر قولي "قارب العلم...إلخ" ولم أقل يؤكد العلم...و لعلك تذكر قولي" ألا يكفي لنرجح...إلخ" و الفرق بين الترجيح و القطع كبير ،كما أوضحت أني أرى مصطلح" الوعي غير العاقل" تعبيرا فلسفيا سليما و ليس "مجازيا " ، و مثل هذا الكثير بين السطور.. فأنا لا أعبر سوى عن قناعتي ، وما أراه معقولاً..و لا أدعي أني أملك الحقيقة كاملة ! ،و أرى أن الهدف من الحوار هو الكشف عن جوانب الضعف في رأي كل منّا ليرممه فيبات أكثر صلادة ، و ليس هدفه هدم الرأي الآخر أو تسجيل نقاط في مرماه . وإخالك توافقني في هذا المذهب و إن لم توافقني فلن يضيق صدري.
بيت القصيد
كلفتني المحاورة وقتاً و جهدا لا أملكهما في العادة، غير أني استمتعت بمحاورة الأستاذين الكريمين ، لولا الحدة التي انتهت بها المحاورة ، و أحسب أنهما خليقان بالمحاورة الودية مهما اشتد أوار المعركة الفكرية..فهل لبيا الدعوة؟
أعتذر عن غلق باب التعليقات لأني لا أملك الوقت عن حق.
#شوكت_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليلى و الخيمة
-
مصر : كانَ و الآنَ
-
سدرة المنتهى و ultimus sidera
-
تكوين
-
المُصَوِّر و المُصَوَّر
-
ملوكُ الشرقِ و قروده
-
ما بين المؤمن و الكافر
-
الغريب
-
عيونُ الفَرَس
-
حديثُ المُنَظِّفِ و المُنَظَّف
-
الهوة
-
ما لا يريد
-
سين_جيم(هنّ و هم)
-
حتمية إقصاء الفكر الظلامي
-
ثلاثية:السولار و القمح و الأفيون
-
ومضة الطوفان
-
الطفل دفنّاه
-
ثورة عشق قديم
-
إلى الحوار المتمدن و قرّاءه
-
جدلية الألم و القيامة
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|