أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد صلاح الدين - القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة














المزيد.....

القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 13:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة
عماد صلاح الدين

ما القيم النسبية وما القيم السيولية، وما هي حدود العلاقة بينهما ؟
كتبت فيما مضى، وفي أكثر من مقال وحالة بحثية، أن القيم النسبية هي مجموع حصيلة تجريبية واجتهادية إنسانية، في أكثر من حقل ومجال إنساني واجتماعي، في سياقات فردية وأخرى مجموعية أو مجتمعية أوسع، وحتى على مستوى امة ما، تتكون شيئا فشيئا وعبر عقود زمنية طويلة ومتتالية، فترسخ في وجدان الناس من اطراد الممارسة عليها وفيها، حتى تصبح عرفا وعادات وتقاليد ومبادئ حاكمة وضابطة.

وان هذه الأعراف والعادات والتقاليد والمبادئ الحاكمة والمعيارية، من سماتها الأساسية أن لها ثبات نسبي وتعميمي في أجيال بعينها ولفترات زمنية، قد تكون طويلة أو قصيرة في عرف المراس والنشاط الإنساني، المرتبط بأوضاع اعتقادية ويقينية ما.

وهي إذ ذاك؛ إما أن تكون هذه الأعراف والعادات والتقاليد والمبادئ وربما الأمثال والحكم 1- خصوصية تنوعية بخصوص متسع جغرافي ديموغرافي متعين، أو بشأن جماعات أو مجتمع أو امة من الأمم الكبرى، في إطار محدد متعيني.
2- عمومية وإنسانية مشتركة في إطار من أهمية وخصوصية التجربة في الحالة الزمانية التاريخية وفي المتعين البشري نفسه، فينتج عن ذلك أعراف وتقاليد ومبادئ إنسانية سامية، يكتب لها الخلودية والاستمرارية فيما بعد في الانتشارين والتوسعين المكاني والزماني عبر العالم، بتعاقب مجتمعاته وتجمعاته سواء منها الصغيرة أو العظيمة.
وقد أشرت في أكثر من مقال ومادة بحثية أن القيم النسبية تشتق طريقها وتكوين مادتها المختلطة والعمومية المتكاملة من توجيهات القيم الشمولية والمطلقة، ومن مكونات الحالة الإنسانية الكامنة والمهيأة أساسا؛ على صعد الفطرة والعاطفة والوجدان والروح والعقل؛ واستعداداته التكوينية للتوليد والابتكار، في غير مجال واتجاه إنساني.

وان القيم النسبية أو الجزئية لا يمكن أن تأخذ تسميتها الأساسية في الثبات إلى حد ما، وفي الانتشار والتوسع المحدد والمتعين أو في الانتشار والتوسع المبادئي الثابت والاستثنائي الخالد، إلا من خلال منظومة القيم المطلقة التوجيهية في إطارها الديني والتوحيدي، عبر تاريخ الرسالات السماوية التوحيدية وتجاربها الممارسية على الصعيد الإنساني .

ونحن إذن، أمام قيم مطلقة وقيم نسبية متمازجة ومترابطة ومتداخلة متفاعلة، لسيرورة وصيرورة النسق الإنساني واستمراره على وجه النسبية الصوابية والخيرية إلى قيام الساعة، وتحقق السعادة الأبدية في الدار الآخرة، بعد البعث والحساب الأخروي.

إنها توازنية في نسق من العلمانية الجزئية التي لها جناحان من التعامل الدنيوي والإقرار الأخروي، وفي سياق من العلائقية الفاعلية والايجابية بهذا الخصوص.

وأما القيم السيولية، فهي نسق قيمي مفتعل ومبتدع، وفي إطار من الانفعالية المادية الواحدية الشاملة التي لا تقيم حدودا أو فوارق بين الحضور والغياب أو ما بين الحق والباطل، ولا يوجد في نسقها شيء من ثبات قيمي سواء على مستوى نسبيتها أو مطلقيتها؛ فالسطح واحد ومستو، لا تعرجات فيه ولا انعطافات.
وهي باختصار ممارسة عملانية لحالة العلمانية الشاملة.

والحلولية الشاملة التي لا تعترف بالإله الواحد الأحد، وتنكر كل قيم تجاوزية خارج حدود معاشنا الحياتي والدنيوي، وهي إذ تمارس نشاطها(أي العلمانية الشاملة) في حالة من القيمية السيولية، نجدها لا تستطيع تمرير نفسها ظالمة ومعتدية ومستعمرة وممارسة للاضطهاد ونهب الثروات وإبادة الشعوب والأمم إلا بالاستعانة بالحلولية الشاملة (الاثنية والوثنية الدينية)، في سياقات ديباجية وأسطورية هستيرية لا إنسانية؛ من قبيل شعب الله المختار والرجل الأبيض وعبؤه التاريخي والعرق الآري، وغيرها كثير وكثير.
والحلولية الشاملة مخادعة وكاذبة واعتذارية لا اقل من ذلك ولا أكثر.

وهذه السيولية الشاملة في القيمية التي يراد عولمتها سريعا، وفي قوالب استهلاكية وفوضوية إجرامية ومجنونة لا هم لها غير تحقيق المنفعة واللذة بكل الطرق المؤدية والسريعة، نجدها لا ثبات أو استقرار نسبيين فيها بل هي قيم متحولة ومتغيرة بحسب مبدأ المنفعة واللذة المادية المتحققة، تنشأ سريعا وتتلاشى أيضا سريعا.
وهي الحال هذه أعلاه، نجدها متذبذبة ومتراوحة على أكثر من صعيد وجانب، وتأخذ نمط وشكل الحقانية والبطلانية، والصدقانية والكذبانية، بحسب المصلحية النتشيوية والميكافيللية، حسبما اتفق.

وان وجدنا قيمة غير القيمة السيولية الشاملة، في ظلال العلمانية الشاملة وأداتها الكبرى الحلولية الشاملة، من حيث الثبات والاستقرار، فهي الشيطانية في المنفعة واللذة كقيمة عليا ونهائية.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم النسبية والحلولية الجزئية
- القيم المطلقة والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الشاملة
- القيم المطلقة والقيم النسبية
- التعقيد في القيمومة الحضارية المعاصرة
- الخلط ما بين منظومة القيم وبين التجريب الإنساني في النسق الق ...
- متى يحضر الاستبداد؟
- غياب ملكة العقلانية لدى الشعوب المتخلفة
- في زمن مجتمعات التخلف مطلوب الإضافة لا المناكفة
- الحلولية الجزئية والحلولية الشاملة
- خزعبلات اثنيه وأفكار حلولية وديباجات
- الإنسان وحقائق الحياة
- هل توجد إمكانية لانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام1967؟
- العالم العربي: تفاقم المرض بين الظلم والخنوع
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الأولى)
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الثانية)
- هل هي مشكلة الدين والبرنامج السياسي في فلسطين؟
- الإيمان والتهويم والعدل
- هل الثورات العربية بخير؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد صلاح الدين - القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة