|
لاتخذلوا الكرد الفيلية
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 10:28
المحور:
القضية الكردية
بالرغم من كل الأساليب التي نهجتها السلطات المتساقطة كورق الشجر اليابس في العراق للأنتقاص من الكرد الفيلية ومحاولة الأنتقام منهم ، فقد تحملوا جراء السياسات الشوفينية والطائفية واليمينية قسطاً من العذابات الأنسانية والظلم الأنساني طيلة السنوات الطويلة لتي أمتد بها الحكم الملكي وزمن الأنقلابات . والكرد الفيلية ليس فقط من سكنة العراق القدماء ، وليس فقط أن تاريخهم القديم ومدنهم وحواضرهم وأمرائهم لايمكن ان يستمر التستر عليها في كتب التاريخ بعد رحيل هذه السلطات الغاشمة ، حيث سيكتب التاريخ بأنصاف وصدق تاريخهم المشرف وسلطاتهم ومدنهم العراقية التاريخية الأصيلة . من معدن العراق الصلب شكلوا صلابتهم ، ومن رحم الأمة الكردية التي كتب عليها التمزق والتفرق وخوض الحروب وعدم الأستقرار خرجت أجيالهم ، ومن الأصطفاف مع الفقراء والمظلومين تفتحت عيونهم في أحزاب الفقراء ، ومن محبة ال بيت رسول الله والأنتصار اليهم تمسكوا بمذهبهم ، من محنة العراق التي عجنتهم صاروا وقوداً للحركة الوطنية ، وأستمروا بأجسادهم وصدورهم العارية يناطحون قساوة السلطات وظلم الأجهزة الأمنية ، وعبثا حاولت هذه السلطات أن تنال منهم ، وتمكنت أن تسحق منهم رجالاً ونساءاً ، لكنها عجزت أن تذلهم ، لم تستطع السلطات البائسة أن تجعلهم يركعون سوى لله ، ورغم كل مانالهم من ضيم وظلم باتوا ينظرون الى رجالات السلطات التي انهارت كورق تافه وينتهون فيما يبقى الكرد الفيلية كنخيل العراق وجبال كوردستان ، كما كانوا يتبرعمون دوماً ويشيعون الضوء والمحبة بين أركان العراق ويبتسمون لحقيقة نهاية أعداؤهم وأعداء الأنسانية عارفين انهم مع العراق . بقي الكرد الفيلية يعتزون بكرديتهم لم تستطع السلطات البائدة أن تلوث قوميتهم أو تزيف تاريخهم ، بقي الكرد الفيلية يعتزون بأصالتهم ووقوفهم مع كل العراق ، لكن عيونهم ترنو بأتجاه أمتهم وأخوتهم . وحين نهجت السلطة الصدامية البائدة نهجاً بعيداً عن الأنسانية ومخالفاً لكل شرائع الأرض بسحب شهادات الجنسية عنهم وأسقاط جنسيتهم لأسباب طائفية لاتخفى على المتابع الفطن ، وحين قامت السلطات الصدامية بنفيهم وتشريدهم وتفريق الرجال عن النساء ، وأخضاع الشباب الى الموت بالتجارب الكيمياوية وحقول الالغام ، وحين قامت السلطات بتشريد النساء والأطفال بمعتقلات لايصلها البشر وسط صحراء السلمان وقلاع متروكة بعيداً عن أولادهم ، وحين صودرت أموالهم وممتلكاتهم دون وجه حق ، وحين تم تهجير الاف العوائل منهم دون وجه حق ، قوبلوا بصمت مريب وسكوت خانع من الأسرة الدولية ، لم يسمعوا أحداً يقف معهم ولم يقرأوا شيئا كتب عن مصيبتهم ومحنتهم الأنسانية ، قيل لهم أن محنة العراقيين كبيرة فأصبروا حتى يكتب الله لكم أمراً كان مفعولا، فصبروا وجاهدوا وناضلوا ضمن صفوف المعارضة بكل ما يملكون . أنتشروا في كل اصقاع الأرض دون شهادات او مستمسكات يلوذون بها ، انتشروا في أركان العالم لايملكون سوى أرواحهم وهي رهن أشارة العراق دائماً ، وكان الفعل والفاعل في كل المؤتمرات والندوات والكتابات ، حتى حل يوم سقوط الطاغية وهو يلوذ بحفرته الشهيرة . وحين فركوا أعينهم من حلم الليل الطويل والدامي والمرعب ، لم يلتفت اليهم أحد مرة أخرى ، لم ينصفهم أحد في العراق الجديد ، لم يمنحهم الحنو والدفء الذي كانوا بحاجة ماسة له ، لم يفكر أحد في قرار يعيد لهم حقوقهم ويعوضهم عن خسائرهم الأنسانية ومافاتهم من عمر انفقوه في غربتهم وأغترابهم ، لم يفكر أحد في طريقة يكرم بها شهداء الكرد الفيلية ويعيد البهاء والسرور لأولادهم وبناتهم ، لم يفكر أحد ان يجد لهم ملاذاً لعوائلهم حين تعود الى الوطن . وحين رفعوا أصواتهم عالياً طالبناهم أن ينتصروا مرة أخرى الى العراق الجديد وينتخبوا أعضاء الجمعية العامة ، فهم الجهة الشرعية التي تعرف وجعهم ومطالبهم وتعيد لهم بعض حقوقهم ، وحين دخلوا الأنتخبات مع ابناء شعبهم وتحدوا كل قوى الأرهاب واليمين ومن يريد الخراب للعراق ، لم تنتبه الجمعية العامة لهم وتناستهم مثلما تناساهم مجلس الحكم الذي أنشغل بأصدار قرارات يخصص فيها الراتب التقاعدي لعبد الرزاق النايف المسبب الأكبر لخراب العراق ، وزيادة راتب ومخصصات عبد الرحمن عارف فهم أحق بالقرارات من كل تضحيات وشهداء الكرد الفيلية ، وهكذا انشغلت الجمعية العامة بمناقشة الرواتب التقاعدية والمخصصات لأعضاء الجمعية . واليوم يتم طرح مسودة الدستور للتصويت ، ونرى أن الغالبية من العراقيين ستقول نعم بما فيهم الكرد الفيلية الحاضرين في كل محنة ، وسيكون للعراق دستوراً ديمقراطيا يؤسس بموجبه جمهورية نيابية ديمقراطية واتحادية ، وبمقتضى المادة 117 من الدستور القادم يترتب على أقليم كوردستان أن يضع دستوراً له يحدد هيكل سلطات الأقليم وصلاحياته وآليات ممارسة تلك الصلاحيات ، ولم يزل الكرد الفيلية ينتظرون ما سيحققه لهم دستور أخوتهم وأبناء أمتهم في العراق ، هذه الامة الكردية العظيمة التي عرفنا عنها الأخلاص والوفاء ، ويقينا سيكون الكرد الفيلية حاضرين في هذا الدستور فهم من صلب هذه الأمة وسيكونون دوماً الظهير المساند لكل القوى الكوردستانية في الأنتخابات القادمة . والعراق اليوم وهو يخطو الخطوات الاولى بأتجاه ترتيب حقوق جميع المكونات ، لا يمكن ان ينسى دور الكرد الفيلية في التضحية والجهاد والأستعداد من اجل العراق الفيدرالي والديمقراطي .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى تتمكن وزارة الداخلية مواجهة الأرهاب ؟
-
المصالحة و الضحك على الذقون
-
نعم للدستور
-
خطر القاعدة على الخليج العربي
-
المصافحة والتطبيع
-
تنظيم القاعدة الارهابي في مواجهة شعب العراق
-
تضاريس الايام التي لم تزل في الذاكرة
-
قراءة في كتاب تضاريس الايام ليوسف ابو الفوز
-
مشيناها خطى كتبت علينا
-
العقم البعثي في العراق
-
متى يتم انصاف الشرفاء من ابناء القوات المسلحة ؟؟
-
وجهة نظر في بعض نصوص مسودة الدستور العراقي
-
ملفات التحقيق الغافية
-
رسالة الى خالد مشعل مع التحيات العراقية
-
فضيحة الدبلوماسية العراقية
-
القواسم المشتركة للدستور القادم
-
هل ستخطو اوربا على خطى لندن في محاربة الأرهاب ؟
-
نداء الى الامم المتحدة والى المنظمات الدولية والانسانية كافة
-
قتل المخطوفين
-
فارسية الكرد الفيلية
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|