أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - يسوع الثائر 3 مارتن لوثر كينغ والمسيح














المزيد.....


يسوع الثائر 3 مارتن لوثر كينغ والمسيح


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 00:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الأكثر إلحاحا في الحياة هو "ماذا ترانا نعمل لأجل الآخرين" (مارتن لوثر كينغ). تختصر هذه المقولة حياة المناضل الاميريكي مارتن لوثر كينغ الذي أفنى عمره لتحسين أوضاع المواطن الاسود في بلاده.

ولد مارتن لوثر كينغ عام 1929 ومات قتلا عام 1968 على يد رجل أبيض البشرة. عمل قسا للطائفة المعمدانية ولعب دورا رئيسا في نشأة ومسيرة حركة حقوق الانسان الاميركية. تأثر كينغ بغاندي وقاد حركة سلمية للمنادة بالمساواة بين المواطنين الامريكيين المختلفي لون البشرة.

ارتاد كينغ مدرسة أميريكية يؤمها فقط السود ثم دخل الجامعة لدراسة الطب والمحاماة. مع أنه لم يرد أن يسير على خطى والده وجده الذين كانا من رجال الدين، إلا أنه وبتأثير من عميد كلية مورهاوز، الدكتور بنجامن مايز، قرر دراسة اللاهوت والدفاع عن حقوق المظلومين من أبناء شعبه.

إثر زواجه من كوريتا سكوت، انتقلت عائلة كينغ للعيش في بلدة مونتغومري. ذات يوم، وفيما كانت روزا بارك السوداء البشرة تركب الحافلة، طلب منها احد الركاب البيض أن تخلي له المقعد. رفضت بارك وتم إيقافها من قبل رجال الشرطة. كانت هذه الحادثة بمثابة اندلاع الشرارة الاولى في مقاومة التمييز العنصري التي قادها كينغ. نظم القس الشاب مسيرات سلمية و طلب من أتباعه مقاطعة شركة الاوتوبيس. كان لهذا القرار الذي دام 381 يوما تأثير مادي سلبي ليس فقط على شركة الاوتوبيس وانما ايضا على الحركة التجارية في سوق البلد الرئيسي. سنة 1956، أصدرت المحكمة الاميريكية العليا قرارا يُمنع بموجبه التمييز العنصري بين ركاب الحافلة البيض والسود. عندها أصبح كينغ نجم المعارضة السلمية والمطالبة بالحقوق والمساواة بين المواطنين . وللتأكيد على سلمية مقاومته، عرف عنه قوله آنذاك " ليس من المفروض أن تسقط شعرة واحدة عن رأس رجل واحد". عند زيارته للهند عام 1959، التقى القس الشاب بعائلة غاندي واتباعه حيث صرّح أن المهاتما كان الضوء المنير له في حركته السلمية. قاد كينغ مسيرة أخرى عام 1963 للاعتراض على التمييز الذي يطال المواطنين السود في الوظائف وتم إيقافه. من سجنه، كتب كينغ رسالته الشهيرة المعروفة باسم "رسالة برمنغهام" حيث دافع عن نضاله السلمي ضد بعض رجال الدين البيض الذين اعترضوا على تكتيكه وأدائه. في أواخر العام ذاته، عمل كييغ مع بعض رجال الدين ومجموعات حقوق الانسان لتنظيم المسيرة المشهورة المعروفة ب"مسيرة واشنطن" حيث تجمع ما يزيد عن ما يقارب الثلاثمائة ألف إنسان للاعتراض على التمييز العنصري الذي يطال السود. اختار كينغ نصب الرئيس الاميريكي الراحل أبراهام لينكولن كيما يكون المنصة التي أطلق منها آنذاك تحفته الادبية الإنسانية التي حملت اسم "أنا أحلم/ I Have a Dream". أدت المسيرة والخطاب الذي أطلقه كنيغ لصعود نجمه حتى أن مجلة التايم الاميريكية أطلقت عليه لقب "رجل العام". في عام 1946 أصبح كينغ أصغر إنسان يحصل على جائزة نوبل. استمر كينغ في العمل السياسي السلمي للمطالبة بحق الرجل الاسود بالاقتراع، كما أنه كان له موقف معاد لحرب فييتنام، وساهم بإلقاء الضوء على الفقر المزمن الذي يعاني منه المواطن الاسود. في الرابع من نيسان/إبريل عام 1968، وبينما كان كينغ واقفا على شرفة الفندق الذي نزل فيه وهو في طريقه لمساندة حق العمال بالعمل في أجواء نظيفة وصحية، أطلق عليه النار المدعو جيمس إرل راي الذي كان عنصريا وفارا من العدالة. سادت الاضطرابات إثر مقتل كينغ وأعلن الرئيس الاميريكي آنذاك جونسون هذا اليوم يوم حداد عام. عام 1983، وافق الرئيس الاميريكي رونالد ريغن على تعيين ثالث اثنين من كانون الثاني/يناير عيدا فدراليا رسميا كل سنة.

إن كان كينغ قد استلهم غاندي في تكتيكه السلمي لمقاومة الظلم، إلا أنه بنى فلسفته في الحياة ومبادءه على تعاليم السيد المسيح. درس كينغ اللاهوت وسار على خطى أبيه وجده كيما يصبح قسا مسيحيا. طبق كينغ تعاليم الانجيل في مقاومته للظلم ومنها محبة الاعداء كما وردت في موعظة الجبل "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم". من هنا نستطيع أن نفهم جيدا قوله الشهير "الحب هو القوة الوحيدة القادرة على تغيير الانسان من عدو الى صديق". وللدلالة على الصراع بين النور والظلمة عرف عنه القول "لا تستطيع الظلمة أن تطرد الظلمة أو أن تقهرها، وحده النور قادر على ذلك.... الكراهية لا تسطيع التغلب على الكراهية. وحده الحب يستطيع ذلك". بصفته قسا، كان كينغ من دون شك يحفظ الصلاة الربانية التي علمها المسيح لتلاميذه خاصة مقولة "واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نغفر نحن لمن أساء إلينا". ترجم كينغ هذه الصلاة بقوله الشهير "علينا أن نطوّر ونحافظ على مقومات المغفرة. من كان عاجزا عن المغفرة للآخرين هو إنسان مجرد من القدرة على المحبة... هناك بعض الخير فينا رغم كل السوء الذي يعترينا، كما أن الجانب السيّء الذي فينا لا يخلو من الشر. عندما ندرك هذه الحقيقة، يكون لدينا إمكانية أقل لكراهية أعدائنا... على الإنسان أن يطوّر نموذجا لحل الخلافات بعيدا عن الانتقام والرد، والسبيل الوحيد لذلك هو الحب... على كل منا أن يقرر إن كنا نريد أن نسير في سبيل حب الغير الخلاق أو على درب الانانية المدمرة..." وسط كل المحبطات التي أحاطت بكينغ حافظ على إيمانه بمستقبل أفضل "علينا أن نقبل بالإحباط وسط الفشل دون أن نفقد الأمل"، ومن هنا قوله "أنا أرفض التسليم بليل حالك تسوده العنصرية والحروب وأنه لا سبيل للأخوة والسلام بين البشر. أنا أؤمن أن الكلمة الاخيرة سوف تكون للحق والحب الغير المشروط". وفي سعيه لرفض الظلم، يقول كينغ "الظلم في أي مكان من العالم هو تهديد للعدالة في كل مكان". وفي رفضه للعنصرية، أضاف "أنا أحلم بيوم يعيش فيه أبنائي الاربعة في وطن لا يقيّمهم بناء على لون بشرتهم بل أخلاقهم."

مشى كينغ على خطى غاندي والمسيح. حقق بالسلم ما لم تحققه شعوب كثيرة بالعنف. حصل على اعتراف اميريكي بحق السود في الوظائف والاقتراع والمساواة دون أن ترتوي الارض بدماء الثوار.






#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها الحياة 1
- يسوع الثائر 2 غاندي والمسيح
- أرجوكم،لا تكسروا زجاج السيارة!
- أتعهد بأن أحبك حتى الموت
- يسوع الثائر 1 تعريف الثورة
- قصة حب
- قاضٍ ومتهم
- يسوع المفكّر 8 - العدالة الاجتماعية
- أين أبي؟
- دفاعا عن الاسلاميين
- يسوع المفكّر 7- العدالة الاجتماعية
- يسوع المفكّر 6 - حوار فلسفي
- وداعا يا ورد
- يسوع المفكّر 5 - لقاء على حافة البئر
- يسوع المفكّر 4 - الانسان
- حبّة مانغو على رأس الرئيس
- يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
- يسوع المفكّر 3- الانسان
- يسوع المفكّر 2- الكلمة
- يسوع المفكّر 1 مقدمة


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - يسوع الثائر 3 مارتن لوثر كينغ والمسيح