آيات القرآن الكريم نغمة للهواتف المحمولة !!

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 14:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أكثريتنا على يقين تام من أن لكلام الله تعالى قدسيته وتعامله الخاص اللائق به ، لكن ، ومع الأسف ، نجد أن العديد من الناس في مجتمعنا ، يستخدمون آيات القرآن الكريم والأدعية النبوية الشريفة والآذان نغمة لهواتفهم المحمولة، حتى اعتدنا على سماع هذه التليفونات المحمولة تصدح دفعة واحدة ، في أي مكان ، في ما يشبه المظاهرة التي تتصارع فيها أصوات المؤذنين المختلفة ، في الشوارع ، وفي الأسواق ، وفي المدارس وفي كل المؤسسات العمومة والخاصة ، وكثيرا ما نطلب أحدهم على محموله ، فتأتينا من الطرف الآخر آيات من القرآن الكريم وأدعية برطانة أجنبي لا يتقن العربية ، ولكنه يتقن –علماء الصين-مداهنة المسلمين بمدح النبي صلى الله عله وسلم ، ويستغل توق الأغبياء منهم لحب الظهور بالتدين والرياء به ، بما يُقدم لهم من تكنولوجيا إسلامية ترضي ميولهم للمباهاة بأداء فروض دينهم .
وإذا أنت ناقشت أحدهم في جدوى جعل القرآن أو الآذان نغمة لهاتفه المحمول؟ ثار في وجهك واتهمك بمعاداة الدين -حتى ولو لبس البدلة "السينيي" ولم تكن له لحية تنبئ عن غفلته وسذاجة منطقه – وسرد عليك عشرات الأحاديث والأقوال لتعزيز فعله ، وتكون النتيجة درسا دينيا بدل جواب مقنع .. وهو لا يعلم بأن آيات القرآن الكريم لها قدسيتها ومكانتها الخاصة التي تليق بها ، وأن الله عز وجل أمرنا باحترام القرآن وتعظيمه وحسن التعامل معه ، بطريقة تختلف عن تعاملنا مع غيره ، حيث لا يمس المصحف إلا طاهرا لقوله تعالى في سورة الواقعة 77-79: "إنه لقرآن كريم، لا يمسه إلا المطهرون" ، وأنه ليس من اللائق ولا من كمال الأدب في تعاملنا معه أن نجعله مكان رنة هاتف محمول، لأن له من القدسية والتعظيم ما ينأى به عن مثل ذلك لقوله تعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، سورة الحج ، وأن وضع آيات القرآن مكان رنات المحمول، فيه عبث بقدسية القرآن الكريم، الذي أنزله الله للذكر والتعبد بتلاوته وليس لاستخدامه في أمور تحط من شأن آياته الكريمة وتخرجها من إطارها الشرعي ، فنحن مأمورين بتدبر آياته وفهم المعاني التي تدل عليها ألفاظه، ومثل هذا الاستخدام فيه نقل له من هذه الدلالة الشرعية إلى دلالة أخرى وضعية على حدوث مكالمة ما، ما يصرف الإنسان عن تدبره إلى الاهتمام بالرد على المكالمة، إضافة إلى ما قد يؤدي إليه من قطع للآية وبتر للمعنى بل وقلب له أحيانا عند إيقاف القراءة للرد على الهاتف ، و كذلك الحال بالنسبة للآذان ، الذي لا يليق أن يكون هو الآخر رنة للهاتف المحمول، لأنه شرع للإعلام بدخول وقت الصلاة، وفي وضعه رنة للهاتف إحداث لبس وإبهام بدخول الوقت، كما أن فيه استخداما له في غير موضعه اللائق به".
إنه أسلوب تعامل العقلية البدوية مع التكنولوجيات المتطورة ، التي يظل بينها وبينه هناك حاجز نفسي ، يجعله يقصر استخدامه لها على الحد الأدنى من جهد الاستيعاب ، ويسخرها لأسلوبه الخاص في الحياة ، فهو يتكلم في المحمول بصوت عالي ، كما كان يفعل في خلاء باديته ، ويستخدم الانترنت كجالب لأفلام البورنو ، والكمبيوتر كآلة كاتبة ، ويقود السيارة كما لو كان يقود الحصان أو الحمار ، ويركنها كما يركن البهائم أينما اتفق ..
حميد طولست [email protected]

#حميد_طولست (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات