فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 18:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتميز الاتحاد الاوربي عن غيره من الاوساط الغربية بکونه يٶ-;-کد دائما على المعايير الانسانية و يضع مبادئ حقوق الانسان عموما و حقوق المرأة و مساواتها بالرجل على رأس تلك المعايير، ولذلك فإن علاقات الاتحاد الاوربي مبنية على أساس هذه المعايير التي هي بالاساس لها خلفية تأريخية و تجربة مريرة و قاسية للشعوب الاوربية، لکن من الغريب و المذهل بحق أن نجد وزيرة خارجية الاتحاد الاوربي بحف ذاتها تقوم بزيارة لدولة إشتهرت فيما إشتهرت بالانتهاکات الفظيعة لحقوق الانسان عموما و لإحتقار النساء و إمتهان کرامتهن و إلغاء شخصيتهن و إعتبارهن الانساني خصوصا.
النظام الديني المتطرف في طهران و الذي له باع طويل و مشهود في معاداة القيم و المبادئ الانسانية و ورفض کل مايحث و يدفع للتقدم و التحضر، فهو يحاول بکل مابوسعه إرجاع عقارب الساعة و الزمن للخلف و فرض نظام قرووسطائي ليس على الشعب الايراني فقط وانما أيضا على شعوب المنطقة و إختزال الفروقات بين الزمن المعاصر و بين عهود و أزمان إنقرضت و ولت الى غير رجعة، وإننا نصاب بالدهشة و الذهول عندما نجد أن السيدة فدريکا موغريني، وزيرة خارجية الاتحاد الاوربي تقوم بزيارة لنظام إمتهن مصادرة و إنتهاك حقوق الانسان و الحط من الکرامة و الاعتبار الانساني للمرأة، وان السٶ-;-ال الذي لابد لموغريني أن توجهه لنفسها هو: هل حقا بالامکان تغيير هذا النظام الرجعي المتخلف المعادي للإنسانية و التحضر؟ هل يمکن حقا إعادة تأهيل نظام تلطخت يداه بدماء 120 ألفا من المعارضين المتطلعين للحرية و الديمقراطية؟ هل يمکن الوثوق بنظام يرش الاسيد على النساء و يطعنهن بالسکاکين و الخناجر لأنهن يرفضن منطقه المتحجر؟
زيارة موغريني لطهران، هي زيارة مرفوضة و مستهجنة من کل النواحي خصوصا وان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لايزال يصر على الاستهانة بالشخصية و الاعتبار الانساني للمرأة الايرانية، حيث إنه مازال يصر على منعها من مزاولة العديد من المهن و تحصيل العديد من العلوم لإنها أنثى، وإنه لم المثير للسخرية و الاستهزاء أن تنتظر موغريني من هکذا نظام دموي متحجر معادي للإنسانية و التقدم التغيير نحو الافضل، فهو أمر أشبه مايکون بأن تنتظر من الوحوش الجائعة الرأفة!
منطقي و عقلاني و حضاري و إنساني إدانة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هذه الزيارة و إنها"أي اللجنة"، واقعية أکثر عندما"تطالب السيدة موغريني بانها اذا لم تضع بلسما على جروح الشعب الإيراني فعليها ان لا تنكدهم على الأقل. ويتوقع الشعب الإيراني جميعا خاصة النساء والشباب والسجناء وعوائل المعدومين من مدافعي حقوق الإنسان وحقوق المرأة في اوروبا خاصة إيطاليا العمل لوقف هذه الزيارة التي تعتبر طعنا ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان"، کما جاء في البيان الخاص بلجنة الشٶ-;-ون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بهذه المناسبة، وحري على کل القوى المحبة للسلام و المٶ-;-يدة لحقوق الانسان أن تقف ضد هذه الزيارة و تسعى للحيلولة دونها.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟