أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحناوي - الدية : ضريبة تثقل كاهل الفقراء














المزيد.....

الدية : ضريبة تثقل كاهل الفقراء


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 13:40
المحور: المجتمع المدني
    


الدية : ضريبة تثقل كاهل الفقراء
كاظم الحناوي
رغم ان الدية (الدِّيَةُ : المالُ الذي يُعطَى ولِيَّ المقتول بَدَلَ نفسِه) في ظاهرها لها معان انسانية نبيلة جائت نتيجة عدم وجود قوانين واسس عصرية لبناء الدولة قام بايجادها ابناء القبائل مستندين الى الاعراف والتقاليد والعلاقات الاجتماعية التي تحكم محيط كل منها وهي تختلف بين قبيلة واخرى حسب اخر اتفاقية حدثت بين القبيلتين ويسمى (السانية) اي ما سن من قانون حيال القضية المشابهة بقيمة الدية المقدمة.
وللاسف ونحن ندخل في منتصف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ان البعض شوهها وحولها الى حسابات ومقاصد شخصية مباشرة اثقلت وارهقت كواهل الكثيرين حيث تحول هذا العرف القبلي الى سلاح بيد مروجي الجريمة والمشاركين في الفساد والارهاب مما ادى الى افراغه من محتواه الانساني ليصبح ضريبة تثقل كاهل الفقراء..
يعتبر العرف العشائري دافعا فعليا لافراد القبائل الكبيرة لارتكاب الجريمة، إذ ان مسؤولية العقوبة لا تقع على الفرد الذي ارتكب الجريمة بل على العشيرة او القبيلة التي ينتمي اليها المجرم وبعد هذا فان الحصة من الدية التي يدفعها المجرم في الواقع تكون تافهة...
كما ان لهذا النظام العديد من المخاطر الاجتماعية تتبلور هذه الاخطار في ان القبيلة تتكاتف في دفع الدية من قبل افرادها وكل عائلة بعدد افرادها البالغين اي الذين بلغوا 13عاما فما فوق دون تمييز بين غني وفقير مما يؤدي إلى تحميل العوائل الفقيرة بالديون وهو انتهاك لكل القوانين المدنية والجزائية وعبث بالمثل التربوية و الدينية التي تدعو الى الرفع عن كاهل الفقير ومساعدته ...
حيث اصبحت المدينة تعج بالمشاكل القبلية مما ترتب عليه ان تنظيم المدينة والامن فيها اصبح مرهونا بتأييد شيخ القبيلة. جاء هذا بعد ان عادت الروح لهذا النظام نتيجة عوامل التصدع والتفسخ الاجتماعي اواخر حكم نظام البعث في العراق وفي عهد الاحتلال ليجد الارض الصلبة الان بسبب تجزئة البلاد إلى وحدات عشائرية لكي يوجد بينهما انسجام أو تضامن لتصبح المدينة تابعة لسلطة القرية وليس العكس . مما ساعد على تقوية السياسيين الموالين للشيوخ وجعلهم تابعين لتوجيهاتهم فيصبح الشيخ أشبه ما يكون بـالمحرك خلف الكواليس..وقد كان هذا النظام ساريا في عهد الاحتلال الانكليزي الذي شرعه تحت اسم (نظام دعاوى العشائر المدنية والجزائية) الصادر في 28 تموز 1918.
ان من النتائج الخطيرة لهذه الاعراف والتقاليد انها لاتهتم بأمن الفرد مما يدفعه الى الاضطراب ويكدر صفوة ويعرقل حركته داخل المجتمع . كما تعمل تلك الاعراف على الانغلاق بحدود سلطة القبيلة والاتصال الدائم بمقر السلطة وهو هنا مضيف الشيخ ليستمد منه التعليمات ليشعر بالطمأنينة حيث تغيب مظاهر الاشراق والبهجة والتفكير في العالم من حولنا مما يجعل الفرد يعيش في نطاق محمية يكتفي بالعيش في اطارها والبقاء في قيودها واغلالها..
هنا الفقير المنتمي للقبيلة لا يشعر بالحرية ولا يستطيع تذوق الحياة لانه هدف سهل من قبل القبيلة الاخرى ولايمكنه التوسع والاستزادة في توسيع رزقه بسبب الحدود التي فرضتها القبيلة المنكوبة التي تطالب باخذ الثأر .. لذلك تغيم على حياة الفقير غيمة من العوز و الكأبة ...
ان غياب القانون وتوسيع صلاحيات شيخ القبيلة المتضاربة مع سلطة الدولة ورجال الدين تؤدي بالطبقة الفقيرة الى ان تتحكم فيها الاهواء والخرافات وتمنع النمو الثقافي المتزامن مع العالم الخارجي..كما تعمل على زيادة الايمان بالواجبات والمسؤوليات التي تلقيها القبيلة عليها ويكون الاطار القبلي مقابل الاطار القانوني الذي يضعه رجال القانون وبهذه التربية ينتشر الجهل والانانية والقضاء على قيم المواطنة والمساواة وغياب اسس بناء الشخصية الوطنية المتكاملة.مما سبق يتبين لنا جليا حجم الضريبة التي يدفعها الفقراء للدية والعرف العشائري وهم بهذا يكوون السليم ليذهب المرض عن السقيم!.



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقليد والمحاكاة علامة عقم وافلاس
- تعريف المجتمع المصري
- إستاذ ورئيس قسم
- بمناسبة يوم الصحافة العراقية : الصحافة نواة في كل مبدع وعن ط ...
- لابد من إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه
- تخبط الاعلام السعودي :الاساءة للاميرة موزة ولعن الملك سلمان!
- تدميرالوطن يبدأ عندما تقتل ثقافته
- رجال الدين والمسؤولية عن تدمير معالم الحضارة الانسانية
- داعش اقرب الى التفكك ... مفاجأة ام نتيجة؟
- الشيفونية والطائفية وبراءة الدكتاتورية !
- هل التمتع بالحرية سببا مؤديا للارهاب؟!
- الطرش الهندي ؟!
- الاعلام الطائفي طريق لتهميش الآخر واستبعاده
- التواصل تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة
- اكثر من صحاف لعاصفة واحدة!
- الكرامة وحقوق الأخر
- الانسياح الاعلامي: إشكاليات الطرح وضرورات النشر
- أمة الغربان والملك سليمان
- بمناسبة عيدها: مامي بابلية تلهج بها الالسن حول العالم
- (المجلس ) اسم عاصمة مصر الجديدة


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحناوي - الدية : ضريبة تثقل كاهل الفقراء