أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - رعد موسى الجبوري - التنمية المستدامة في العراق الجانب البيئي















المزيد.....

التنمية المستدامة في العراق الجانب البيئي


رعد موسى الجبوري
(Raad Moosa Al Jebouri)


الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 01:00
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


العراق عوامل الموقع:
لايمكننا اليوم ان نتحدث اليوم عن تنمية مستدامة في منطقة تسمى بلاد النهرين، التي كانت مهدا للحضارة البشرية ونموذج للتنمية المستدامة عبر الاجيال.
الموقع والجغرافية والتاريخ يعطينا كل المبررات للتنمية المستدامة . لكن النظام الاجتماعي السياسي ومنذ قيام الدولة العراقية كنتيجة للحرب العالمية الاولى ولحد اليوم عجز بل فشل في الحفاظ على واستمرارية التنمية المستدامة على هذه الارض.
فقد تفاعل الفرد العراقي مع بيئته النهرية وراكم تراث معرفي وخبرات ومخزون تراثي ضخم يعتبر قاسما مشتركا بين اهله من شماله الى جنوبه. وجير المواطن العراقي بيئته لخدمة حاجاته و مصالحه. فاستخدم الطين والخشب والقصب وجريد النخل والقار لتشييد ابنيته ومساكنه واستخدم تيارات الانهار والحيوانات كطاقة للنقل والري. وسد الانسان العراقي حاجاته الغذائية مما تنتجه الارض ومما يرعى على وجهها ويسبح في مائها.
وفرت البيئة الرافدينية العراقية مواد طبيعية وافرة مثل النفط ومنتجاته كالقار وغيره والتي استخدمها الانسان العراقي منذ القدم في بناء اساسات جدران بابل وطرق بغداد ولعلاج حيواناته اذا اصيبت بالجرب.
ولكن وتحت النظام السياسي والاجتماعي الذي نشأ بعد الاحتلال البريطاني ونشؤ المملكة العراقية. تغيرت كل هذه المعادلات فمنحت امتيازات النفط للشركات الالبريطانية والاجنبية وبدء استنزاف الطبيعة وتم الاستيلاء على الاراضي من قبل اناس لايزرعوها واصبح الفلاح اجيرا لايملك الارض التي يفلحها. ومنذ ذلك العهد بدئت الموازنة بين الانسان وبيئته تختل. ثم بدءت فرجة هذا الاختلال تتسارع باضطراد اى ان وصلت اليوم الى وضع كارثي.
واتصفت العقود الأخيرة بانحدار واختلال حاد في توازن عناصر البيئة الطبيعية كتلوث الهواء والماء والتربة وازدياد مستوى الضوضاء في المدن،وتراكم أنواع كثيرة من الفضلات على مساحات واسعة، وتنامي الاستهلالك العشوائي الغير مستدام لكثير من الموارد الطبيعية،و انقراض بعض أصناف الحيوانات و النباتات،و انجراف التربة إضافة إلى أشكال أخرى من تخريب التوازن الطبيعي.
ويعتقد البعض ان اساس المشاكل البيئية يكمن في التكنولوجيا فقط وهذا غير صحيح. فالتكنولوجيا محايدة يمكن ان تكون لصالح البشر او تكون نقمة عليهم. اساس المشاكل هو شكل وطبيعة تنظيم البشر لمجتمعاتهم واساس هذا التنظيم هو طبيعة العلاقات الاجتماعية بين افراد ىالمجتمع. فالمجتمعات الديموقراطية الحقيقية والتي تكفل للفرد حريته في التعبير والتفكير والفعل تكون حية وتملك الالية لتصليح اخطائها. اما المجتمعات المسلوبة الارادة نتيجة غياب وتغيب الوعي او نتيجة السيطرة الاجنبية او سيطرة فئات وطبقات اجتماعية تستغل الفئات الاخرى وتقمعها في هكذا مجتمعات ونتيجة القمع والاضطهاد الفكري او السياسي او الجبر العسكري المسلح لايمتلك المجتمع اليات لتصحيح اخطائه، هذا مما يسبب تدهورا للبيئة وتدمير لعناصرها.
كما ان المشاكل البيئية لايكون سببها داخلي فقط فجزء مهم منها له تأثيرات خارج حدود البلد وابالعكس جزء من المشاكل البيئية داخل الوطن تكمن اسبابها خارج الوطن. لذلك ما عادت قضية مشاكل البيئة قضية وطنية بل تعدت ذلك واصبح لها بعد عالمي.
اشار الدستور العراقي الى موضوع البيئة بشكل خجول لايتناسب مع اهمية وحيوية الموضوح للمجتمع العراقي فقال في المادة 33:
" أولاً :ـ لكل فرد حق العيش في ظروفٍ بيئية سليمة.
ثانياً :ـ تكفل الدولة حماية البيئة والتنوع الاحيائي والحفاظ عليهما."
وبالرغم من ذلك فيجب ان نذكران الاشارة الى اهمية البيئة وحق الفرد في العيش في بيئة سليمة هو خطوة ايجابية الى الامام. كما واقر البرلمان العراقي قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009. اقر هذا القانون تأسيس مجلس حماية وتحسين البيئة. كما ونص القانون على ان يؤسس في كل محافظة مجلس يسمى (مجلس حماية وتحسين البيئة في المحافظة) يرأسه المحافظ ويرتبط بالمجلس تحدد مهامه وسير العمل فيه وتسمية أعضائه بتعليمات يصدرها رئيس المجلس.
لم تسعف هذه القوانين والمجالس حالة البيئة العراقية كثيرا. ويعزى السبب الاساسي في ذلك ان هذه المجالس غيبت عاملا مهما في العمل من اجل ايقاف التدهور البيئي الا وهو العامل الشعبي. فلا يمكن وضع حماية البيئة تحت مسئولية الجهات التنفيذية فقط. فيجب ان يكون للشعب والمشاركة الجماهيرية دورا اساسيا في المراقبة والتشريع والعمل بعيدا عن المحاصصات والمساوامات والمماحكات الحزبية.
ماهي البيئة:
لفهم البيئة يجب ان نتفق في بداية الامر على تعريف ماهي المادة الحية؟ هناك عدة تعريفات ومفاهيم للمادة الحية لا يتسع المجال للخوض في تفاصيلها ، ولكن كل هذه المفاهيم والتعاريف تتفق على ان المادة الحية او الكائنات الحية هي المادة التي تكون في تبادل مستمر ودائم مع محيطها. فالانسان لايمكن ان يعيش بدون تبادل الاوكسجين المستمر مع الهواء المحيط به ولا بدون الغذاء الذي يزرع في التربة ويسقى بالماء وكذلك جميع الكائنات الحية الاخرى.
يمكننا ببساطة ان نقول ان بيئة الانسان هي مجموعة العناصر والمواد التي تحيط بحياة الانسان وتحددها. إن للبيئة الموجودة من حولنا أهميّة كبيرة للحفاظ على صحّتنا، وكذلك على المنظر الجماليّ؛ وبعد تطور الصناعة وازدياد كثافة تأثيرها ،ادرك البشر ان فعالياتهم ونشاطاتهم المتزايدة اصبحت تؤثر وتغيير من مكونات العناصر المحيطة بهم واصبح لا بدّ من وجود علم يعمل على دراستها، وسمي هذا العلم بعلم البيئة، وهو علم حديث وواسع يشمل جميع تخصصات العلوم الهندسية والحياتية والكيمائية والصحية والادارية والاقتصادية والاجتماعية يهتم بالعلاقات التي تؤثر بها النشاطات البشرية على البيئة من جانب ومن جانب اخر تأثير التغييرات في البيئة على البشر ومجتمعاتهم وحياتهم.
التحديات البيئية في العراق:
من اهم التحديات التي يتعرض لها العراق فيما يخص البيئة هي:
1- غياب التشريعات البيئية الملزمة، فلا يكفي قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 السابق الذكر. فيجب تشريع قوانين واضحة تحدد علاقة التنمية ونشاطاتها بالبيئة. على سبيل المثال تحتاج وزارة الداخلية الى قانون واضح فيما يتعلق بالضوضاء ان كان مصدرها المركبات او اجتماعات البشر او المصانع. وكذلك تحتاج البلديات وكل من له علاقة باصدار تراخيص البناء الى قوانين تحدد من استخدام الابنية السكنية والصناعية وغيرها للطاقة. وكذلك فيما يخص معاملة النفايات المنزلية والصناعية الخ.
2- غياب التقويم البيئي الفعال للمشاريع الخدمية والصناعية وباشراك المواطنين المباشر ومن خلال منظمات مجتمع مدني مختصة اضافة لاجهزة الدولة.
3- ضعف الوعي البيئي عند صاحبي القرار
4- ضعف المؤشرات البيئية على الرغم من صدور بعضها بشكل ضعيف من قبل وزارة التخطيط.
5- المشاكل التي يواجهها المجتمع العراقي نتيجة الفشل في اداء اجهزة الدولة وخاصة تلك المسؤولة عن تقديم الخدمات والامن.
6- سياسة استيراد البضائع الخاطئة وعدم وضع ضوابط تحدد الشروط البيئية على البضائع المستوردة. فنرى على سبيل المثال فتح المجال لاستيراد سيارات ومركبات بدون وضع شروط بيئية جدية وواضحة عليها.
7- عدم تسوية المشاكل العالقة مع دول الاقليم بشكل يضمن عدم الاضرار بمصالح العراق وضمان الحصص العادلة مة مياه المنطقة.
8- عدم الكفاءة والوعي البيئي عند الفنيين والمهندسين في الاجهزة التنفيذية.
9- الفساد الاداري والمالي المستشري في اجهزة الادارة.
10- جشع التجار والقوى المستفيدة التي تقف خلفهم
11- النزوح والهجرة المستمرة
على القوى الوطنية المخلصة ان تتبنى الرؤى المرتكزة على القيم والمبادئ المحورية التالية:
ا- المبادرة والريادة والقيادة في مجالات البيئة
ب- التعاون والتنسيق والمشاركة
ج- ضرورة الرقابة والمحاسبة
د- الموضوعية والتجرد في التقييم
ه- الانفتاح على الافكار الجديدة والتطورات في مجالات علوم البيئة
و- اتباع مبادىء الجودة والنوعية في المعالجات والدراسات
ز- اعتماد المهنية والاحترافية
كما ويجب طرح اهداف استراتيجية ومرحلية مصاحبة والتركيز على مايلي :
اولا: الوصول الى بيئة مائية سليمة تضمن حياة صحية وزراعة منتجة مستدامة، من خلال الاخذ بالادارة العلمية الحديثة لكامل دورة المياه من المصدر الى ترشيد الاستعمال واعادة الاستخدام والتدوير وبشكل شامل. ووضع معايير واضحة لعملية ومفهوم الملوثات. معالجة تقسيم المياه مع دول المصب وخاصة ايران وتركيا وسورية مما يعالج مشاكل تلوث مياه قرى وقصبات وحواضر مدينة البصرة بالاملاح.
ثانيا: الوصول الى هواء صحي صالح للتنفس البشري بوضع معايير واضحة تستند الى المقاييس العالمية لكل الملوثات. تحديد مواعيد دورية لتحديد تلك الملوثات ومستوياتها، وضع التدابير للحفاظ على تلك المعايير في الامكنة التي تتوفر فيها. خفض نفث الغازات التي تستنفذ طبقة الاوزون في الفضاء. ايقاف المكائن والعمليات والسيارات التي تزيد من انبعاث الغازات الملوثة. تشجيع وتطوير اساليب النقل العام للبضائع والمسافرين والتي يكون تأثيرها على نقاوة الهواء ضئيل.
ثالثا: الوصول الى تربة صحية صالحة للزراعة المستدامة و لمعيشة الدورة الاحيائية والانسان. باجراء مسح شامل للمناطق الملوثة نتيجة العمليات الحربية والعسكرية من زرع الغام او استخدام عتاد يولد تلوثا كيميائيا او احيائيا او ذريا. وضع معايير لاستخدام المبيدات والاسمدة لاغراض الزراعة. التقليل من طمر النفايات ومنع طمر النفايات الخطرة والمسببة لتلوث المياه والتربة مثل البطاريات والزيوت والشحوم الصناعية والاجهزة الاليكترونية والاصباغ والادوية والمواد الطبية وماشابه. والعمل على اعادة تأهيل المناطق الملوثة.
رابعا: ضمان الاستخدام الكفؤ للموارد الطبيعية والطاقة، وذلك بادخال معايير لكفاءة استخدام الموارد الطبيعية في المشاريع والصناعات، دعم المشاريع المعنية باعادة استخدام و تدوير المواد الاولية والمخلفات كافة.
خامسا: توسيع مساحة المحميات الطبيعية وتحسين ظروفها والتعاون مع المنظمات الدولية لتطويرها. واستخدامها للسياحة.
سادسا: اشراك المجتمع والجماهير في عملية منح تراخيص الاستثمارات لتققيم التأثير البيئي لمشاريع المستثمرين.
لايمكن تحقيق هذه الاهداف الا باتباع وسائل وطرق ادارية سليمة في استخدام المياه والطاقة والاعمار. واشاعة الديموقراطية من خلال اشراك الجماهير الشعبية في هذه الاجراءات. فالبيئة الصحية احد اهم حاجات المواطن وحقوقه.



#رعد_موسى_الجبوري (هاشتاغ)       Raad_Moosa_Al_Jebouri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية المستدامة و بناء العراق
- هموم مسودة قانون المساءلة والعدالة


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - رعد موسى الجبوري - التنمية المستدامة في العراق الجانب البيئي