أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مأمون شحادة - غندور والعروبة














المزيد.....

غندور والعروبة


مأمون شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 23:53
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لعل اسوأ ما في الواقع العربي الراهن هو حال التمزق على المستويات كلها، والمؤلم أنّ الامة الواحدة تتنازع فيها "هويات" جديدة على حساب الهوية العربية الواحدة. كلمات موجزة قدمها الكاتب والمفكر العربي صبحي غندور في كتابه "الفكر والاسلوب في مسألة العروبة"، واضعاً سبابته على الجرح العربي المكشوف.
هذا الجرح (بحسب رؤية الكاتب) يتمثل عموماً بالتحدي الثقافي، الذي يستهدف نزع الهوية العربية، عبر استبدالها بهوية "شرق أوسطية" (على المستوى الخارجي) ونزع الهوية الوطنية المحلية (على المستوى الداخلي) والاستعاضة عنها بهويات عرقية ومذهبية وطائفية.. وفي هذا التحدي الثقافي سعيٌ محموم لتشويه صورة الاسلام والعروبة معاً. وهناك تركيز اعلامي وسياسي على تفسير وربط ما يحدث في المنطقة وتوزيع المناطق والاحزاب والحركات السياسية وفقاً لذلك.
المبحر في الكتاب يدرك وجوب التوقف عند محطات مهمة تبين مفاصل الحالة العربية:
اولاً: الحالة العربية السوداوية الراهنة هي مسؤولية الخجولين بانتمائهم قبل غيرهم، لانهم عرفوا ان هناك مشكلة في اوطانهم فرضت عليهم "الخجل" بالهوية،، فهربوا منها اما الى الامام لانتماءات اممية (باسماء تقدمية او دينية)، او للخلف بالعودة الى القبيلة والطائفية والعشائرية...
ثانياً: الفكر السائد الان في المنطقة العربية تغلب عليه الانتقائية في التاريخ وفي الجغرافيا، بحيث يعود البعض في تحليله، لغياب الديمقراطية في الامة مثلاً، الى حقبة الخمسينات من القرن الماضي وما رافقها من انقلابات عسكرية، وكأن تاريخ هذه الامة كان قبل ذلك واحة للديمقراطية السليمة!، والحال نفسه ينطبق على ما تعيشه الامة العربية من ظواهر انقسامية مرَضية بأسماء طائفية او مذهبية او اثنية، حيث ينظر البعض اليها من اطر جغرافية ضيقة، وبمعزل عما حدث ويحدث من تدخل خارجي في عموم الامة.
ثالثاً: المفاهيم التي تحرك الجيل العربي الجديد الان، هي مفاهيم تضع اللوم على "الاخر" في كل اسباب المشاكل والسلبيات، ولا تحمل أي "اجندة عمل" سوى ابادة "الاخر". وهي بذلك مفاهيم تهدم ولا تبني، تفرق ولا توحد، وتجعل القريب غريباً والصديق عدواً.
المتجول بين صفحات الكتاب وعلامات الترقيم يتوقف عند محطة رابعة تتحدث عن دراسة نشرتها مجلة "اتجاهات-كيفونيم" في شباط/فبراير 1982، للكاتب الصهيوني أوديد بينون (مدير معهد الدراسات الإستراتيجية) تحت عنوان "إًستراتيجية لإسرائيل في الثمانينات" وجاء فيها: "إنّ العالم العربي ليس الا قصراً من الأوراق بنته القوى الخارجية في العشرينات، فهذه المنطقة قسمت عشوائياً الى 19 دولة تتكون كلها من مجموعات عرقية مختلفة ومن اقليات يسودها العداء لبعضها... وأنّ هذا هو الوقت المناسب لدولة اسرائيل لتستفيد من الضعف والتمزق العربي لتحقيق اهدافها وتقسيم المنطقة الى دويلات على اساس عرقي وطائفي".
المحطات العربية كثيرة ومتنوعة، الا ان هناك محطة خامسة مهمة اشار اليها مفكرنا غندور، وعلى القارئ العربي ادراكها ووعيها جيداً لانها تحتضن المفهوم الجمعي لمعنى الهويات "الثلاثية المزجية المركبة" وهي: "قانونية" (الوطنية) و"ثقافية" (العروبة) و"حضارية" (الدين). وهذا واقع حال ملزم لكل ابناء البلدان العربية حتى لو رفضوا فكرياً الانتماء لكل الهويات أو بعضها.



#مأمون_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بان كي مون- والذاكرة العيانية
- النملة والفيل
- الانتفاضة -الفردية- تطرق أبواب الضفة..!!
- اميركا وادارة ألازمات
- سريالية المشهد ونرجسية المكان
- هل العرب يتكلمون العربية؟
- فحوى ودلالات زيارة البطريرك الروسي
- عبد الإله بلقزيز ومرجعية الخطاب العربي والتأويل
- “جينجريتش” ونظرية اختراع التاريخ
- اليسار العربي بين النظرية والتطبيق
- حيثيات طرد السفير الإسرائيلي من تركيا
- زكريا داوود عيسى... سلام عليك
- -إسرائيل- تبحث عن مصيرها المشترك!
- تساؤلات حول اغلاق الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين ...
- يهودية اسرائيل والاصطفاء الطبيعي
- فضائية الحوار المتمدن يجب يطلق اثيرها
- الطريق الى غينيس
- الجابري والمنظور التاريخي في قراءة «الدين والدولة»
- موقع الحوار المتمدن يستحق التقدير والاحترام
- ارحموا الدولة القُطرية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مأمون شحادة - غندور والعروبة