|
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 18 – 31 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 13:43
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
[email protected] رغم تطور علاقات الحكومة مع الصين وتراجعها مع الولايات المتحدة لكنها لا يمكن ان تضاهي ما بلغته مع السودان ، لكن الصراعات الداخلية التي يعيش فيها الحكومة جعلتها غير مهتمة بتلك التناقضات التي تنتجها علاقتها مع الخرطوم وهذا لها عواقب في المستقبل وخاصة أن المشكلات مع السودان لم تنتهي بعد بل ستشهد تطوراً في المستقبل على نحو اسوء وبجانب حاجة الجنوب للتسليح العسكري المتطور والصين لا يمكن أن تكون مصدر تلك السلاح فالحكومة السودانية ستظل تذكرها دائماً بان تحافظ على توازن القوى بين البلدين او أن تحرص الصين على التفوق السوداني العسكري دوماً ، ودبلوماسياً يعتبر الصين غير شريك لها في المحافل الدولية ، والصين وروسيا استخدما حق النقض الفيتو عدة مرات لصالح السودان . وحسب تقرير صادر عن برنامج الامم المتحدة للتنمية ونزع السلاح ، فان الصين ساعدت السودان على اقتناء الاسلحة ومورد للسلاح رئيسي . وساعدت السودان على تطوير انتاجه المحلي من الاسلحة ، وكان اول شحنة صينية معلنة الى السودان تم بتمويل ايراني في عهد رئيس الوزراء الصادق المهدي ، وتضمنت مروحيات وذخائر ، وتواصل استيراد الطائرات العسكرية من الصين طوال التسعينات وتضمن طائرات مقاتلة ومروحيات ، وتدريب طيارين على مقاتلات عسكرية اسرائيلية وبلغت تجارة السلاح بين الصين والسودان في العام 2000م مليون دولار و 23 مليون دولار في العام 2005م . ويرجع علاقات السودان مع الصين الى العام 1955م عندما التقى الرئيس الصيني شوان لاي والسوداني اسماعيل الازهري ، وثم اعتراف السودان بالصين كدولة مستقلة وافتتحت الصين سفارتها في الخرطوم عام 1959م وافتتح السودان سفارتها في بكين 1970م ، وزار رئيس الوزراء الصيني السودان في العام 1964م ورد الجانب السوداني بالمثل في نفس العام ، وتشير الدبلوماسية السودانية دائماً في استعادة الصين لعضويتها الدائمة بمجلس الامن عام 1971م ، ومساندتها للصين في المسالة التايوانية . بعد انقلاب ثورة الإنقاذ في 1989م تطورت علاقات الدولتين للضغوط الغربية الكبيرة التي مورست على السودان خاصة من الجانب الامريكي ، وسحب الاخيرة شركاتها النفطية من السودان وهو ما دعت السودان و الانقاذ تلجأ للصين والتي بدأت تبرز وقتها كقوة اقتصادية كبرى وازدادت احتياجاتها من المواد الخام . ووقع الدولتين اتفاق لتكوين لجنة وزارية مشتركة ، وإعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية والرسمية والخاصة من تأشيرات الدخول للبلدين عام 1995م ، والتنقيب عن البترول وتشجيع ضمان الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي عام 1997م ، ولجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية 1997م وبروتوكول التعاون الثقافي والعلمي واتفاق تبادل الخبرات في مجال القانون عام 2000م . وتبادل الجانبين زيارات متبادلة على مستويات عليا ففي اعوام 1990 ، 1995 ، 2006 زار الرئيس البشير الصين ثلاثة مرات فيما زار الرئيس الصيني هوجنتاو السودان في فبراير 2007م ، وتعززت العلاقات بين البلدين في مشاريع التنقيب عن النفط والكهرباء والمعادن ومعدات وطلمبات المياه ومياه الشرب والطرق والجسور ومراكز البحوث الزراعية ، بجانب اتفاقيات تعاون في مجالات الطيران المدني الذي يعاني من الحصار الامريكي لأكثر من عقدين وفي مجال السكك الحديدية . ولدى اجابة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ابان زيارته للسودان في 11 يناير 2015م قال أن بلاده والسودان صديقان عزيزان وحقيقيان نمت علاقاتهما منذ نصف قرن من الزمان تقاسما خلالها السراء والضراء مما ادى لتعميق الصداقة بينهما ، ويقصد الوزير الصيني بالضراء والسراء بوقوف السودان معها في ارجاع عضويتها بمجلس الامن ، مع ذلك يمكن الملاحظة أن علاقات الدولتين شهدت تراجعاً كبيراً ، بعد استفحال علاقات دولتي السودان وموافقة الصين على تمرير القرار رقم 2064 من مجلس الامن ، والذي وضع جداول زمنية لتسوية القضايا العالقة في العام 2012 . وبعد ان وصلت علاقات الدولتين مرحلة الحرب بين الجيوش في فانطاو ، والصين اصبحت امام معضلة علاقاتها التاريخية مع السودان واستثماراتها النفطية في الجنوب ، و نظرت السودان بعين الشك لتقدم الصين بجانب اليابان بالفوز بعطاء إنشاء أنبوب نفطي في جنوب السودان الى ميناء لامو الكيني ، وفي حال نجاح المشروع سيؤدي الى التقليل من الضغوطات السودانية على الجنوب اقتصادياً وما لاشك فيه هو ان السودان سيسعى لعرقلة اي مشروع مثيل في الجنوب وربما الصين تدرك ذلك ايضاً ، وبما ان الصين كانت تقوم بتمويل مشاريع بنية تحتية في السودان بضمان النفط ، لكنها توقفت بعد استقلال الجنوب ، وإعلان اوبك أن السودان لم يعد من الدول المصدرة للنفط ، فتوقفت الصين من تمويل المشاريع والبطء في تنفيذها حتى . إن عدم اكتراث الصين بسياسات الانظمة الحاكمة في افريقيا ، وتركيزها على استثماراتها فقط عامل خطير جداً ويساعد في استمرار انتهاك حقوق الانسان ، ودعم السياسات الاقتصادية التي تكون احياناً غير منصفة لبعض المجتمعات في الدولة ويقول البروفيسور فيليب رويسلر في كلية ويليام ماري وهي واحدة من اهم كليات العلوم السياسية في الولايات المتحدة إن جل استثمارات الصين في السودان يمكن اداراجها ضمن خطة الحزب الحاكم في السودان او المؤتمر الوطني وتقوم على تركيز التنمية فيما يعرف بمثلث حمدي . وفي دراسة صدرت في مايو 2013م توصلت على أن الاستثمارات الصينية ترتكز في المثلث الممتد بين ولاية شمال كردفان مارا بالنيل الابيض الى بورتسودان ثم شمالاً ، ومشروع مثلث حمدي هي واحدة من سياسات المؤتمر الوطني التي تهدف الى تهميش المجموعات غير العربية ومع اعطاء الافضلية في الخدمات والتعليم والصحة للمجموعات العربية وهذا ما يزيد معاناة المجموعات التي تقع في نفس الدائرة ، ويطيل من امد الحرب على نطاق واسع في السودان . من خلال القرار الصادر من مجلس الامن الدولي في يوم 3 مارس 2015م والذي قدمته الولايات المتحدة بفرض عقوبات على طرفي الصراع في جنوب السودان ، رغم التأكيدات السابقة لمندوب روسيا في مجلس الامن و اعاد وزير الخارجية مريال بنجامين تأكيده بان روسيا ستستخدم حق النقض الفيتو ضد أي قرار اممي بفرض عقوبات على جنوب السودان ، وعندما تم تقديم المشروع امام اعضاء مجلس الامن تساءل مندوب الصين لدى المجلس عن الهدف من فرض عقوبات بينما الاطراف قطعت شوطاً للتوصل الى اتفاق للسلام ، ولقد فهم ذلك بأنها رفض صيني للعقوبات من منطلق العلاقات الجيدة التي تربطها مع الحكومة . لكن القرار شكلت صدمة للحكومة لأنها كانت تعتقد بأنها تحظى بدعم كل من الصين وروسيا الدولتين دائمي العضوية في مجلس ، لكن ظللنا ننبه كثيراً بان العلاقات التي تربط كل من الصين وروسيا بالجنوب من الناحية الاقتصادية و الاستراتيجية لا يمكن مقارنتها بتلك التي تربط الدولتين والولايات المتحدة فليس هناك أي مصلحة كبرى يجعلهم يقفان امام الولايات المتحدة ، كما أن الوعود المتكررة من قبل الحكومة والتمرد بحرصهم على التوصل الى اتفاقية للسلام فقدت مصداقيتها ولم يعد الاعداء يستطيعان تصديقها قبل الاصدقاء . نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 17 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 16 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 15 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 14 – 31 )
-
تحليل السياسة الخارجية على ضوء الإستراتيجية الأمريكية في أفر
...
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 12 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 11 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 10 – 31 )
-
تحليل السياسة الخارجية على ضوء الإستراتيجية الأمريكية في أفر
...
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 8 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 7 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 6 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 5 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 4 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 1 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 3 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 2 – 31 )
-
العدوان السعودي على اليمن و الاسرائيلي لغزة !
-
جنوب السودان ومصر علاقات في ظروف استثنائية
-
تحيا مصر
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|