|
تصريحات المالكي وغضب السعودية ومرتزقتها؟
عبدالخالق حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 13:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثارت تصريحات السيد نوري المالكي، نائب رئيس الجمهورية، في مقابلة تلفزيونية مع فضائية "آفاق"، حول دور السعودية في الإرهاب الوهابي التكفيري، ضجة إعلامية من قبل مرتزقة مملكة الشر. فهذه المملكة تملك سلاحين مؤثرين، المال والعقيدة الوهابية التكفيرية. فبالمال سيطرت على 75% من الإعلام العربي، وعدداً غير قليل من الاعلاميين الأجانب. وبالمال أيضاَ استطاعت أن تشتري حتى بعض الحكومات الغربية التي رغم معاناتها من الإرهاب التكفيري، وعلمها الأكيد بدور السعودية في الإرهاب، إلا إنها تغض النظر عنها وتواصل علاقاتها معها، وتحاول التستر على دورها في الإرهاب. فماذا قال المالكي حتى يستحق كل هذه الضجة ضده والهجوم عليه؟ قال: "أن جذر الإرهاب وجذر التطرف وجذر التكفير هو من المذهب الوهابي في السعودية"، معتبرا أن “الحكومة السعودية غير قادرة على ضبط هذا التوجه الوهابي التكفيري... وبسبب عجزها فأنا أدعو أن تكون السعودية تحت الوصاية الدولية وإلا سيبقى الإرهاب يتغذى من أموال السعودية وينمو على حساب السعودية وبيت الله الحرام.... والعالم يحتاج لعلاج مشكلة الإرهاب في السعودية كما يسعى لحلها في العالم.)). وقد أثارت دعوة المالكي هذه رداً مفتعلاً من إعلاميين سعوديين وخليجيين، ومرتزقتهم حيث وصفوه بـ"الطائفي والمجرم، ورئيس عصابة وبوق إيران"(كذا). ولا نستغرب من هذا الرد من هؤلاء فالإناء ينضح بما فيه. ونحن إذ نسأل: ما الخطأ، في تصريحات المالكي، وما الجديد فيها حتى يستحق عليها كل هذه الضجة والهجوم؟ فالكل يعرف وحتى نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، أقرب حليف للسعودية، بدور السعودية وقطر وتركيا في دعم الإرهاب. وقد نشرنا مع غيرنا من الكتاب، مئات المقالات عن دور السعودية في الإرهاب. فإلى متى يدس هؤلاء رؤوسهم في الرمال؟ فهناك مقالات ودراسات أكاديمية أمريكية موثقة أثبتت الدور السعودي في نشر الإرهاب والتطرف الديني الوهابي الفاشي، وعلى سبيل المثل لا الحصر، أدرج في الهامش رابط إحدى هذه الدراسات للسفير الأمريكي الأسبق كورتين وينزر بعنوان: (السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية)(1). السعودية تطبق المثل القائل: (رمتني بدائها وانسلت). فمن السعودية ظهر أسامة بن لادن ومنظمة "القاعدة"، والسعودية مولت تنظيمات طالبان في أفغانستان وباكستان، ولحد الآن تدعم جبهة النصرة وداعش بالمال والسلاح. ومئات الفتاوى التي أصدرها مشايخ الوهابية في السعودية وقطر لدعم الإرهاب، وحث شبابهم للذهاب إلى العراق لقتل "الصفويين الروافض". وفي حوزتي العشرات من هذه الفتاوى الوهابية التي لا يمكن أن تصدر بدون موافقة، بل وبأوامر الحكومة السعودية. فالسعودية هنا تطبق المثل المصري: (رماني وبكى سبقني واشتكى). فالمفروض أن تقدم الحكومة العراقية شكوى على السعودية لدعمها الإرهاب في العراق، بينما الذي يحصل هو العكس.
وكما ذكراً مراراً، أن السعودية صرفت أكثر من مائة مليار دولار على نشر التطرف الوهابي التكفيري في العالم خلال الثلاثين سنة الماضية. ومؤسس هذه الحركة الوهابية التكفيرية، محمد بن عبدالوهاب قال ما نصه: «من دخل في دعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا ومن لم يدخل معنا فهو كافر حلال الدم والمال». وهذا بالضبط ما ينفذه الإرهابيون. فجميع منتسبي التنظيمات الإرهابية تبنوا العقيدة الوهابية، وما يمارسونه مارسته المملكة السعودية في بلادها منذ تأسيسها في أوائل القرن العشرين ولحد الآن. وخلافاً لما يعتقده البعض من مرتزقة السعودية، أن معارضة السعودية للحكومة العراقية ناتجة عن علاقة الأخيرة مع إيران، فالسعودية دائماً في حالة عداء مع العراق وحتى في العهد الملكي، بل وحتى في العهد العثماني. فالحركة الوهابية التكفيرية ومنذ تأسيسها في القرن الثامن عشر، بدأت بحملات الغزو والنهب والسلب والقتل للمدن العراقية (كربلاء والنجف وسوق الشيوخ وغيرها).
وعليه، يجب أن نشكر السيد نوري المالكي على شجاعته في هذه التصريحات التي وضع فيها النقاط على الحروف. فالساكت عن الحق شيطان أخرس. إذ كما جاء في تصريح من مكتب السيد المالكي: ((إن "ما ورد من تصريحات لنوري كامل المالكي بشأن السعودية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وهي جزء من مواقف كثيرة تم تبنيها مسبقاً منها ما يتعلق بالسعودية، ومنها ما يتعلق بدول أخرى في المنطقة"، مشيراً الى أنه "لم تصدر أي إشارة على أنها تمثل رأي رئاسة الجمهورية أو مؤسسة رسمية أخرى". وأضاف المكتب أن "موقف المالكي من السعودية ناتج عن تجربة طويلة وخبرة بتفاصيل العلاقة الملتبسة بين بلدين جارين وهو تجسيد لموقف نقدي يستهدف تصحيح هذه العلاقة من خلال التفكير المستمر بالوقائع والحقائق التي فضحتها الوثائق الدبلوماسية الرسمية لهذه الدولة"، لافتاً الى أنه "رغم محاولاته الجادة لإقامة علاقات طبيعية تقوم على أساس التعاون والاحترام المتبادل لكن السعودية أبت واستمرت بنهجها العدائي والطائفي في معاداتها للعملية السياسية في العراق".))(2)
كذلك نؤكد أن الحملة ضد المالكي من قبل مرتزقة السعودية والدول الخليجية الأخرى ومسعود بارزاني، ليست جديدة، بل بدأت منذ تسلمه رئاسة الحكومة عام 2006، بعد أن تأكدوا من قوة شخصيته، وتمسكه الشديد بالدستور وبمصلحة العراق. وعلى سبيل المثال، قبل أسابيع نشروا نداءً مشبوهاً بعنوان (حملة وطنية من أجل تقديم نوري المالكي للقضاء)، ونقولها وبألم، أنهم جروا إليها أشخاصاً ما كنا نتمنى أن تتلوث أسماءهم في تلك القائمة المشبوهة. ولكن كيدهم في نحورهم، إذ جاءت تسريبات الويكيليكس فضيحة لأسيادهم. نؤكد للمرة الألف أن مستقبل الشعب العراقي مرهون بنجاح النظام الديمقراطي والعملية السياسية، وعلى المخلصين أن لا تأخذهم في الحق لومة لائم. [email protected] http://www.abdulkhaliqhussein.nl/ ـــــــــــــــــــــــــــ روابط ذات صلة 1- كورتين وينزر: السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية http://www.aafaq.org/malafat.aspx?id_mlf=11
2- مكتب المالكي: تصريحات نائب رئيس الجمهورية بشأن السعودية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة http://freenews2014.blogspot.co.uk/2015/07/blog-post_725.html
3- عبدالخالق حسين: السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=740
4- عبدالخالق حسين: السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=440 5- د. احمد صبحي منصور: كتاب: جذور الارهاب فى العقيدة الوهابية http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?page_id=10
#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول الاتفاق النووي الإيراني
-
تحية لذكرى ثورة 14 تموز المجيدة
-
المعضلة العراقية والحلول المقترحة
-
الوهابية، حركة فاشية دينة يجب تجريمها
-
الإسلام والغرب والإرهاب (متابعة)
-
وثائق ويكيليكس تفضح مملكة الشر
-
الإسلام والغرب والإرهاب
-
لماذا يحتاج الغرب إلى عدو دائم؟
-
داعش ذريعة لتغيير النظام في العراق
-
مؤتمر باريس لدحر الإرهاب أم لدعمه؟
-
أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!
-
جدل حول أسباب الإرهاب
-
السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها
-
سقوط الرمادي كسقوط الموصل، تم من الداخل
-
تفحيرات الأعظمية مقدمات لشكيل قوات طائفية
-
دروس من الانتخابات البريطانية 2015
-
مشروع القرار الأمريكي، هل هو بالون اختبار؟
-
حول إشكالية التعامل مع الماضي
-
لكي لا ننسى الهولوكوست البعثي الداعشي
-
هزيمة السعودية في اليمن
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|