حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 00:19
المحور:
سيرة ذاتية
من ذاكرتي التي اتمني ان تظل علي حالها الي ان تذهب الروح الي مستقرها التالي لجسدي .. حيث أفلح دائما في استدعاء الصبي حمدي محمد عبد العزيز ذلك الذي كان يذهب في مثل هذه الايام الي سيدي اسماعيل لتأجير الدراجة ( اللاري) المزدانة بأوراق الكوريشة الملونة تاركا اخوتي البنات للمراجيح التي ظللت طوال حياتي اهابها نتيجة انني كنت اصاب بالدوار بمجرد ان تعلو بي الارجوحة وتهبط فجأة فتنخلع روحي وهكذا الي ان اصبت بفوبيا المراجيح وفوبيا كل العاب الهواء ..
كنت اعبر انا وأصدقائي كوبري امبابة الي حدائق روض الفرج نجري ونلعب كل انواع اللعبات الجماعية..
اما الفسحة العائلية المقدسة فكانت حيث يأخذنا والدنا لنركب الترولي باص ( ابو سنجتين ) واتذكر رقمه الشهير ( 44 ) الذي يتحرك من امام مركز شرطة امبابة بنا الي حديقة حيوانات الجيزة ؛
ابي كان ممسكا بيديه حقيبة ممتلئة بلوازم الرحلة الأساسية... ارغفة الخبز ، والاسماك المملحة ( الملوحة) والبصل وباكو شاي التموين ( ماركة المبروكة - بصورة الفلاحة التي تجمع الشاي في السلة المتدلية علي ظهرها ) وكيس سكر من سكر التموين وملائة سرير او مفرش وسبرتايه ( موقد صغير يعمل بالكحول ) بالإضافة الي بضع ليمونات ، وصابونة، وفوطة ؛
نتنزه في حديقة الحيوانات من اول النهار الي ساعة الغداء حيث يفترش لنا ابي الملائة علي نجيل الحديقة لنتتاول الطعام بعد ان نكون قد تملكنا الجوع من اثر السير ، واللعب والركض ومشاهدة الحيوانات العجيبة في انحاء الحديقة فنهجم جميعنا علي الطعام لنأتي علي كامل الملوحة والبصل ثم نشرب شاي السبرتاية اللذيذ الطعم بعد ان نغسل ايدينا جيدا بالماء والصابون تحت اشراف ابي المنظم الحصري لهذا اليوم الذي لايتكرر الا مرة او مرتين في العام تكون احداهما في أحد ايام عيد الفطر ؛
تقريبا كانت زيارة حديقة حيوانات الجيزة هي الطقس الذي كانت تمارسه غالب اسر الطبقات الشعبية في القاهرة والجيزة وربما بعض المحافظات القريبة من القاهرة في الأعياد المختلفة...
-------------------------
عيد الفطر يوليو 2015
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟