أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الانتقال من »الملّة« إلي »الأمة« .. مقتل الطائفية















المزيد.....

الانتقال من »الملّة« إلي »الأمة« .. مقتل الطائفية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدلي أبادير وموريس صادق.. اسمان يترددان هذه الأيام كثيرا.. ويقترنان بالتشاحن والتلاسن حول عقد مؤتمر للأقباط في واشنطن. ثم يتحول التلاسن إلي التراشق والتنابذ. ومع أن هذا الجدل يتم خارج البلاد فإن تداعياته تصب كلها داخل حدود الوطن ونجد أنفسنا في مواجهة أسئلة مباغتة: هل يكون هذا المؤتمر المزمع عقده في مبني الكونجرس الأمريكي مقتصرا علي الأقباط فقط أم تتم دعوة شخصيات إسلامية مصرية إليه؟
هل يعقد في رمضان.. أم يؤجل حتي بعد عيد الفطر؟
هل تشارك فيه حركة »كفاية« أم تدير ظهرها له؟
كل هذه التساؤلات تقودنا إلي ظاهرة أقباط المهجر.
و»أقباط المهجر« .. عبارة أصبحت تتردد بصورة متكررة، وفي سياقات مختلفة. وبعد أن كانت تقفز إلي نشرات الأخبار من قبل بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلي واشنطن »وبالذات الرئيس أنور السادات ثم الرئيس حسني مبارك« أصبحت تأتي من مدن أخري مثل زيورخ السويسرية أو شيكاغو الأمريكية، حيث تعقد ندوات ومؤتمرات لبحث المسألة القبطية«.
ولأن السياق الأول كان يتضمن في الأغلب الأعم استقبال الرئيس المصري في العاصمة الأمريكية بمظاهرات ترفع لافتات معادية فإن رد فعل وسائل الإعلام الحكومية كان من نفس جنس هذه المظاهرات وبنفس أسلوبها، ولكن بصورة مضادة بالطبع.
وأصبح المواطن المصري العادي، سواء في الداخل أو في الخارج، واقعا بين شقي الرحي، حيث عدد يزيد أو يقل من الأفراد يوجهون أقسي الاتهامات الي النظام المصري الحاكم ويصورونه علي أنه وحش كاسر يمارس دكتاتورية غاشمة، وبخاصة في حق الأقباط المصريين. وعادة ما كان يتم تطعيم هذه الاتهامات بروايات خيالية عن فظائع مروعة يتعرض لها الأقباط، وبالذات النساء!، وكأن مصر قد تحولت إلي غابة لا تسكنها إلا وحوش كاسرة!.
وما إن ينتهي المواطن المصري الغلبان من الاستماع إلي هذه الحكايات المفزعة، حتي يجد نفسه وجها لوجه مع تقارير للصحافة الحكومية تصف مروجي هذه الروايات بالكثير من الصفات السلبية، وأكثرها شيوعا أنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل. ودأبت بعض هذه التقارير علي تعميم هذه الاتهامات لتشمل أقباط المهجر عموما دون تمييز!.
وبين شقي الرحي المشار إليهما.. ظهرت حفنة من الجمعيات الأهلية التي حاولت الإبحار في هذا اليم المضطرب بحجة حل مشاكل »الأقليات«. لكن هذه لم تسلم هي الأخري من الغمز واللمز والاتهام بالصيد في الماء العكر أو حتي الاتهام بأنها أدوات ومخلب قط لقوي أجنبية تتلمظ لضرب الوحدة الوطنية المصرية، وهي اتهامات وظنون ليست بلا أساس في بعض الحالات.
لكن هذا الجو المحتقن بدأت تخف حدة عصبيته في الآونة الأخيرة، وبخاصة بعد فتح ملفات الإصلاح السياسي والدستوري.
وبدأت تظهر معالجات، وشخصيات، أكثر تعقلا وأكثر موضوعية، تتحلي بالاحساس بالمسئولية في التعامل مع أوراق هذا الملف البالغ الدقة.
ونذكر علي سبيل المثال ذلك اللقاء الذي عقد في شيكاغو في بداية أغسطس الماضي وصدر عنه إعلان حمل اسم »إعلان شيكاغو« الذي تضمن التأكيد علي عدد من المباديء المهمة، وفي مقدمتها مبدأ »المواطنة«، كما تضمن التوصية بعدد من الآليات المطلوبة لتدعيم الوحدة الوطنية.
وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع »إعلان شيكاغو«.. فإن اللافت للنظر بصدده أمران:
الأمر الأول هو حرص منظميه علي أن يجمع بين المسلمين والأقباط وأن يأتي كثمرة للحوار بين هؤلاء وأولئك باعتبارهم جميعا مصريين أولا وأخيرا.
الأمر الثاني هو عقده خارج الأطر التقليدية المألوفة سابقا، التي كانت تجري تحت مظلة المجاملات والشعارات الدبلوماسية التي لا تحل ولا تربط، أو مظلة التعصب التي تفرق ولا توحد.
وفي إطار هذا التقدم النسبي في تناول العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر وهذا ملف بالغ الأهمية والحساسية كما قلنا، يجب ألا نعود إلي الوراء. بل يجب أن نبني علي ما تم إنجازه من قبل.
وأري بهذا الصدد أنه أصبح من غير اللائق، وغير المفيد أن يستمر الخطاب السطحي عن »أقباط المهجر« بما ينطوي عليه من تعميم خاطئ لا أساس له. فأقباط المهجر، مثل مسلمي المهجر، ليسوا كيانا واحدا موحدا.
وارتباط بعض الأفراد النشطين الذين ينتحلون الحديث زورا وبهتانا باسمهم، بجهات أجنبية لأغراض سياسية لا علاقة له بالآلاف المؤلفة من الأقباط الشرفاء المخلصين لوطنهم مصر وشعبهم.
ومن السخافة، والظلم، تحميل الأغلبية الساحقة من أقباط المهجر وزر حفنة من الأفراد المشبوهين، يوجد مثلهم - وأكثر - بين إخوانهم مسلمي المهجر.
فهذه نغمة ينبغي أن تتوقف.. وأن يتحلي من يرددونها - بحسن نية - بقدر أكبر من المسئولية والموضوعية، لأن أقباط المهجر جزء لا يتجزأ من الأمة نفخر به ونعتز باسهامه ويجب أن نحرص علي إبقاء الجسور ممدودة بينه وبين الوطن الأم.
ونفتح هنا قوسا لجملة اعتراضية ملخصها أن تجربة الانتخابات الرئاسية التي جرت في السابع من سبتمبر الماضي التي لم تمتد مظلتها إلي المصريين الموجودين بالخارج - مسلمين وأقباط - يجب أن يعاد النظر فيها، وأن يتم بسرعة إزالة العقبات التي حالت دون قيام إخواننا وابنائنا في الخارج بواجبهم وحقهم الدستوري.
ونعود بعد أن نغلق قوس هذه الجملة الاعتراضية، لنقول إنه إذا كان من الأهمية بمكان الحذر من التعميم الخاطئ بالنسبة لأقباط المهجر، وضرورة التمييز بين الأغلبية الساحقة الحريصة علي وطنها وبين حفنة من الأفراد الموتورين أو المأجورين الذين يتاجرون بالمسألة القبطية، فإن الأهم هو عدم الاكتفاء بعزل هذه الشراذم المريضة أو المرتزقة، بل يجب سحب الذرائع من أيديها.
فلا معني لاستمرار ما يسمي »بالخط الهمايوني« المتخلف والموروث عن الحقبة العثمانية كمرجع للعلاقة بين أبناء الشعب المصري، مسلمين ومسيحيين، رغم انتقالنا من »الملة إلي الأمة«.
ولا معني لتحمل النظام الحالي عبء هذا الخط الهمايوني البائد. وهذا مطلب لكثير من المسلمين المصريين قبل أن يكون مطلبا لاخوانهم المسيحيين.
ولا معني للإبقاء علي تسجيل ديانة المصري، والمصرية، في البطاقة الشخصية.. فهذا فرز علي الهوية لا يستقيم مع الإعلاء من شأن المواطنة كمبدأ أساسي. وهذا مطلب كثير من المسلمين المصريين قبل أن يكون مطلبا لاخوانهم المسيحيين.
ولا معني للتلكؤ في إلغاء كل مظاهر التمييز، الموروثة عن الماضي الغابر، وإغلاق كل الأبواب التي يمكن أن تدخل منها رياح التفرقة.. سواء في المناهج التعليمية أو البرامج الإعلامية أو تولي الوظائف العامة. وهذا مطلب لكثير من المسلمين المصريين قبل أن يكون مطلبا لإخوانهم المسيحيين.
وأكثر من ذلك.. فإن هناك تيارا متصاعدا يطالب بإعادة النظر في المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن مباديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. وهذا التيار العلماني الذي يسعي الي فصل الدين عن السياسة معظمه من المسلمين المصريين.
وفي إطار هذا المسعي العلماني الرامي إلي بناء دولة مدنية ديمقراطية عصرية يمكن فقط حل كل المشاكل العملية التي يعاني منها الاقباط والمسلمون علي حد سواء.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف جائزة.. ونصف فرحة
- تاريخ صلاحية صرخة يوسف إدريس مازال ساريا
- دمج البنوك.. وتفكيك الأحزاب!
- هل المطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور .. حرام؟
- إطلاق سراح السياسة فى المؤسسة الجامعية .. متى؟
- مثقفون.. ملكيون اكثر من الملك فاروق -الثانى-
- كرامات الوزير المعجزة: 9 و10 يونيه في عز سبتمبر!
- لا مكان للمعارضة.. في الدولة الدينية
- !هيا بنا نلعب .. ونتعلم
- انتبهوا أيها السادة : النار مازالت تحت الرماد
- توابع هولوكوست بنى سويف
- بلاط صاحبة الجلالة فى انتظار الفارس الجديد
- ! البقية في حياتكم
- لغز وزير الثقافة وأنصاره
- لماذا حصل -الاستبداد- على تأشيرة -إقامة- في أرض الكنانة؟
- محرقة بنى سويف: الجريمة والعقاب
- الدين والسياسة: سؤال قديم وإجابات معاصرة
- من هنا نبدأ
- بعد انقشاع غبار الانتخابات : صورتنا بدون رتوش
- محور الشر.. كاترينا وبوش


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الانتقال من »الملّة« إلي »الأمة« .. مقتل الطائفية