أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى محمد غريب - النهج الوطني والاممي في الصحافة الشيوعية في العراق















المزيد.....

النهج الوطني والاممي في الصحافة الشيوعية في العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 12:25
المحور: الصحافة والاعلام
    


حفزني أن اكتب هذه الخاطرة بمناسبة " العيد الثمانون للصحافة الشيوعية العراقية باعتبارها صحافة الشعب العراقي" كذكرى لتلك الواقعة التي حدثت بالمصادفة فأصبحت ضرورة للتحفيز والمتابعة ثم الانتماء ولعلي لم أجد أفضل من يوم الاحتفال بعيد الصحافة الشيوعية الذي يحل في الحادي والثلاثين من شهر تموز 2015 الذكرى السنوية الثمانون لصدور أول عدد لأول جريدة يصدرها الحزب الشيوعي العراقي ، جريدة "كفاح الشعب".
أن الواقعة التي اسردها بدون رتوش هي تقريباً مرتبطة بصحافة الحزب الشيوعي العراقي، تلك الواقعة التي بقت معلقة في الذاكرة وهي أمر اعتز به لأنني واكبت هذه الصحافة منذ أكثر من (55) عاماً بالتمام والكمال وعندما أقول واكتب فهذا لا يعني أنه لا توجد انقطاعات زمنية بسبب الظروف السياسية ونهج معاداة الحركة الوطنية وللصحافة الوطنية والديمقراطية وبالذات صحافة وأدبيات الحزب الشيوعي العراقي، لقد دلت الأحداث التاريخية أن هذه الصحافة لم تكن يوماً من الأيام إلا صحافة تشع منها الوطنية بالدفاع عن استقلال العراق سياسياً واقتصادياً وصحافة أممية دافعت وتدافع عن الشغيلة ، شغيلة اليد والفكر بالضد من الاستغلال والجشع الرأسمالي الذي ينهب قوة الإنسان وقوة عمله تحت واجهات ومسميات خداعية جوهرها نهب الشعوب التي جرى التضامن معها والوقوف بالضد من الأحلاف العسكرية والسلاح النووي التي كان ومازال يهدد امن وسلام الشعوب والمعمورة بالفناء النووي، الصحافة الشيوعية كانت ومازالت سباقة في مواقفها الطبقية بالدفاع عن حقوق الشغيلة في العراق والوقوف مع نقاباتها وحرية التنظيم النقابي والانتماء الاختياري التنظيمي والفكري، سباقة بالوقوف مع حقوق الإنسان وحقوق المرأة ليس في العراق فحسب بل في العالم..
ولهذا أحب أن اروي هذه الحادثة التاريخية الجميلة على ما اعتقد.. على ما أتذكر أن الواقعة كانت أوائل عام 1958 وتحديداً في شتائه وفي حينها اتفقنا وكنا من محلة واحدة أنا وإبراهيم السنوي وياسين مله كريم " اخو أبو دارا براغ" الذهاب إلى سينما روكسي لحضور عرض سينمائي وكان اسم الفيلم الأمريكي " سميراميس " وذهبنا الساعة التاسعة مساء لكي نتخلص من زحمة المشاهدين لشهرة الفيلم ولان الوقت متأخر وفعلاً كنا في صالة سينما روكسي متخلصين من البرد في أجواء سينمائية دافئة وطبعاً في موقع ( 40 ) فلساً وكنا نسميه للمداعبة والمزاح " أبو الأربعين " حيث تتقسم الصالة إلى ( 70 ) فلساً و( 120 ) فلساً مع وجود " لوج محاط بسور واطئ" لأربعة أشخاص.. موقع (أبو الأربعين) فلساً كأنه مخصص للفقراء والعمال والكادحين والجنود المكلفين الذين لا يستطيعون حضور العرض المتأخر لان الانضباط العسكري يمنع تأخرهم وقد يلقي القبض عليهم ويتم تسفيرهم إلى وحداتهم العسكرية، وهكذا قضينا أكثر من ساعتين ونصف تقريباً في " أبو الأربعين" وسافرنا برومانتيكية لطيفة مع فيلم سميراميس وممثلته الأمريكية والتاريخ العراقي ومع جمالها وحروبها ومدى دهائها وذكائها وعرفنا أنها تشكل أسطورة من الأساطير العراقية القديمة.. المهم بعد انتهاء الفيلم خرجناً من عالم الخيال الذي صنعوه في هوليود لواقع بغداد والباب الشرقي وسرنا باتجاه كمب الأرمن من خلال أزقة فضوة عرب عابرين شارع غازي ( الكفاح بعد ثورة تموز 1958 ) وفي الزقاق الضيق المحاذي لحمام رجالي وبجانبه حمام نسائي المؤدي إلى شارع الشيخ عمر الذي يطل على بداية مقبرة الغزالي وقبل أن نصل الشارع سمعنا صوت ارتطام على الرصيف المقابل وتصورنا في بداية الأمر حسبما تحدثنا بعدها قد يكون جسد إنسان صدمته سيارة أو القيَ منها ..وبحذر اقتربنا من نهاية الزقاق وفجأة شاهدنا رزمة ورقية تحتل جانب حافة الرصيف فبادر إبراهيم السنوي بعد أن كان يتلفت نحو جهات الشارع العام ثم بحذر التوجه نحوها وكنا أنا وياسين واقفين حذرين غير بعيدين نراقب الجهات الأربعة وإذا بإبراهيم السنوي بعد أن أنحنى على الرزمة يقول بصوت خافت ومتقطع
ــــ جرائد.. الرزمة جرائد..
اقتربنا بسرعة وأصبحنا عند الرزمة بينما إبراهيم السنوي وهو أكبرنا سناً كان يحاول فتحها لكنه توقف وبأنفاس متقطعة قال
ـــ جريدة اتحاد الشعب
وفي حينها كان عمري حوالي ( 17 ) عاماً ولنا علاقة باتحاد الطلبة العراقي ونطلع على البعض من أدبياته والأدبيات الحزبية التي يأتي بها كريم حسين اخو دكتور متخصص للأطفال أسمه عبد اللطيف وكنا نسمع بعلاقته مع عائلة المستشار القانوني المحامي الوطني المرحوم خالد عيسى طه وبخاصة احد أولاده الذي كان يعمل في احد البنوك العراقية، وقد اطلعت حينذاك على البعض من نسخ جريدة اتحاد الشعب العائدة للحزب الشيوعي العراقي، كان هؤلاء يأتون بها وفي حينها كنا نقرأ فقط ونعيدها بشكل سري ونطلع على الكثير من الأخبار والوقائع التي تحدث.
نعود للواقعة حيث أن إبراهيم السنوي استقام ورفع الرزمة على أساس أخذها وقال
ـــ سوف نأخذها ونوزعها بدلاً من منية الجماعة .
وأشار على ما اذكر أنها ربما سقطت من سيارة بدون علمهم فقلت لياسين ـــ أو ربما كانوا يعتقدون غير ذلك مثلاً هناك من ينتظر الرزمة وعندما ألقيت ظهرنا نحن فتواروا متصورين أننا من رجال التحقيقات الجنائية. فأيدني ياسين مله كريم واتفقنا بعد عناد إبراهيم السنوي على ترك الرزمة في مكانها والابتعاد بالسرعة الممكنة وحتى عدم الالتفات نحوها، وهذا ما جرى حيث توجهنا نحو بداية مقبرة الغزالي من طرف كمب الأرمن وواصلنا السير نحو سكك الحديد المرتبطة بمحطة غربي بغداد التي تربط بغداد بكركوك ثم اربيل، وفعلاً تفرقنا كل واحد منا نحو بيته بعدما التقى إبراهيم السنوي بفتاح لا أتذكر اسم والده واخبره بالموضوع والمكان .. كنا نجتمع مساء في مقهى شعبي في المنطقة وفي اليوم الثالث على ما أتذكر أو الرابع من الواقعة فالتقينا بفتاح حيث بادر بالقول ذهبنا أنا ورستم زينل ولم نجد الرزمة وهذا تولد لدينا انطباع بأخذها من قبل من كان ينتظرها، بعد فترة قصيرة جاء كريم حسين وعرفنا منه أن اتحاد الشعب صدرت وقد حمل البعض من النسخ وعلى ما يبدو انه سمع بالواقعة من ياسين مله كريم وحصلت حينذاك على نسخة خاصة بي وليس القراءة فحسب بل أصبحت زبوناً دائماً لتلك الصحيفة المناضلة التي بواسطتها والعديد من أدبيات الحزب الشيوعي العراقي تنامى عندي الشعور بالوطنية وحب الوطن والكراهية للاستعمار والرجعية وتعمق عندي الوعي الاجتماعي وأخذت استوعب معنى الصراع الطبقي والاستغلال الرأسمالي.. نعم اذكر ذلك جيداً نحن سكنة باب الشيخ وبخاصة قرب محطة سكك غربي بغداد كيف كان الإلهام الثوري يتزايد بيننا وكان لدور من كانوا يحملون الفكر التقدمي كبيراً ورائداً وهم يجلبون ليس جريدة اتحاد الشعب فحسب بل العديد من المنشورات والأدبيات بما فيها البعض من الكتب لمكسيم جوركي وأدباء وكتاب وشعراء عراقيين..
تحية ليوم الصحافة الشيوعية في العراق/ لأنها صحافة الشعب / تحية لأولئك المجهولين الإبطال الذين كانوا يقبعون خلف ماكنات الرونيو للطباعة السرية لكي يصدروا تلك المنشورات والأدبيات الثورية معرضين حياتهم لأخطار جمة بما فيها الإعدام في سبيل تنور شعبنا العراقي بالوطن الحر والشعب السعيد
ان الصحافة الشيوعية كانت بدون منازع في مقدمة الصحف التي دافعت عن الشعب العراقي وحقوقه ولم تتأخر يوما في تقديم التضحيات الجسيمة في مقدمتها الإغلاق ومن خلال اعتقال وإعدام واستشهاد محرريها المناضلين من اجل الكلمة الحرة الصادقة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الحقيقة والتكامل في محاكمة جريمة مجزرة سبايكر؟!
- الإعدامات في دول الاستبداد لكم الأفواه وقمع المعارضة السلمية
- عصابات و مافيات بواجهات دينية وسياسية تحت الطلب
- انتظار النتيجة والإحالة للقضاء والمحاكمة القانونية
- لم تكن عَبَرات عابرة
- العقدة المستفحلة لحكام تركيا حول حقوق الكرد في تركيا
- مَنْ يريد نظاما رئاسياً مركزياً بدلاً من النظام البرلماني؟!
- خفافيش الظلام تحاول غلق نافذة النور في اتحاد أدباء العراق
- سعي محموم لتغليب الطائفية على الوطنية
- مأساة النازحين والمهجرين والباقين مزدوجة
- مدن ترحل في العزلة
- هل يدرك بعضهم معنى المفهوم الأمريكي - فك الارتباط ؟!-
- العظة من الأحداث دليل لفهم الواقع واستشراف المستقبل
- هل نحتاج إلى شعار لمجرد شعار أم عمل جامع؟
- لتظهر الحقيقة بظهور التقرير في قضية سقوط الموصل !
- مصيبة إعادة تسليح داعش من قبل الجيش العراقي
- الهلال الشيعي والمخاطر المحدقة حول وحدة العراق
- تجيير فلسفة النقد الديني لتجريح المشاعر الإنسانية
- جاءوا في عهدتهم غبار القنب الهندي
- الدولة الكردية بين الحقيقة والحلم...!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى محمد غريب - النهج الوطني والاممي في الصحافة الشيوعية في العراق