أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 3














المزيد.....

الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 04:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية3

من وجهة نظر ديمقراطية حقيقية لا يمكننا كمدنيين أن نقصي أحد وهو يحمل حق طبيعي وجودي في المشاركة بالحياة بكل أوجهها بما فيه السياسة والعمل السياسي إن كنا صادقين مع شعارنا وأنتمائنا الإنساني , كما وعلينا أن لا نترك واجبنا الأهم والذي يصون هذه المقدمة وهو الدفاع عن ديمقراطيتنا ومدنيتنا من التطرف والنكوص والستغلال المؤدي فقصاء أحد ,الإشكالية التي يتسائل الكثيرون عنها هي في كيفية التوافق بين الحدين المذكورين أعلاه , حقيقة أن الديمقراطية باب مفتوح للجميع وحقيقة حمايتها من الميول التي لا تؤمن بها كقاعدة عامة ولكن تؤمن بها كوسيلة لهدف أخر, الحل يتأتى من تبني قاعدة أجتماعية وقانونية وأخلاقية تنص على أن الخيار الديمقراطي هو خيارنا الوجودي الذي يحمي التنوع ويفسح للجميع حق وبالتالي الدفاع عن الديمقراطية دفاع عن قاعدة التي تبتنى عليها كل الألتزامات الأجتمعية والفكرية والسياسية .
بمعنى أننا نؤسس لقاعدة جديدة ذات شقين الأولى تحويل مفهموم الحكم من فكرة السلطة الحاكمة إلى مفهوم الإدارة المسيرة الملتزمة بخيارات المجتمع وليس بخيارات الغالبية الناخبة ,وثانيا لا مجال ممكن في تبديل القاعدة التي تسمح للتداول السلمي للإدارة أن تتحول بها طالما أن المشاركين فيها قد التزموا بها إبتداء وبموجب قاعدة فقهية ودستورية وقانونية تنص على (ألموهم بما ألزموا أنفسهم بها) فمن يقبل الديمقراطية أن لا يجعل منها طريق للعبور إلى هدف أخر ولا نسمح كمدنيين أن نقصي من يؤمن بالديمقراطية وبهذا الألتزام من المشاركة الجادة وعلى الجهة التي لا تجد بأسا من تعديل أفكارها الأصولية أن تنخرط بالعمل السياسي والديمقراطي تحت هذا العنوان .
إن تبني شعار الوطن للجميع لا يعني أبدا أن نجعل من الوطن بمحل مقارنة ومفاضلة وجودية مع الدين أو مع الله كما هو شائع بين العلمانيين من أن الدين لله والوطن للجميع, الدين والوطن للإنسان والله تعالى لم يريد ولن يرضى بأكثر من أن تكون الأرض معمورة بالخير والحب والسلام والتعارف , ومسألة وضع الله كخيار مع الوطن نوع من الظلم الذي كثيرا ما يشعر به أفراد مجتمع معبأ روحيا ولا يستطيع أن ينفصل من واقع روحي يقدسه وينتمي له بقوة ويعتبر أن منظومة الدين مع التخريب الذي أصابها لا يمكن أن تكون محل مفاضلة مع الوطن ,وبالتالي نخسر كمدنيين واحرار وإنسانيين جزء مهم من القاعدة الجماهيرية الرافضة للفساد والتحريف لصالح طبقة الإسلام السياسي الذي يجاهر علنا ومع عمله بالديمقراطية أن المدنية والليبرالية والعلمانية عدو لله وللدين وتعني التقصد في المفاضلة بما لا يمكن التفاضل بينهم .
إن تبني مفهوم الوسطية ورفع شعار التسامح ومواصلة الحوار مع كل من يؤمن بالديمقراطية وسقفها الطبيعي دولة المؤسسات التي تدار بعقلية الموظف الذي عليه أن يجتهد في خدمة المجتمع وأن المنصب السياسي والحكومي ليس بنتيجة صراع مفترض فيه الفوز وأقصاء الأخرين وإنما هو مرتبط ببرنامج ملزم وخاضع للمراقبة والتدقيق والمحاسبة وهو موضع تداول طالما أننا نؤمن أن جوهر العمل الديمقراطي هو عدم الثبات على اهداف وخيارات بقدر ما هو البحث عن أفضل الحلول الأجتماعية المتبدلة مع تغير الظروف والوقائع والمصالح ,هذه الحقيقية التي على الإسلام السياسي أن يرضخ لها ويكتفي في حالة عدم الإيمان بالجلوس مجلس المعارضة المدنية السلمية ويحاول أن يطور من أليات العمل لديه ليصل إلى القناعات التي تملي عليه واجب المشاركة وهو واثق أن طريق الديمقراطية هو من منحه القدرة على التطور والنقد وأستعادة دور الدين في الحياة كعامل مشجع للعيش بسلام وخاضع لتطور يتناسب مع التبدلات والتحولات الكونية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 2
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية
- من يشتري مني
- الدين والدولة وجدلية التوافق
- بين النص والمنصوص
- حكاية رب جديد _ قصة قصيرة
- ضوابط السلوك وقيمها ح 2
- ضوابط السلوك وقيمها
- أمُنا تنشد السلام وتتوجس الخطر
- من يصنع القيم الفوقية
- من مشكلات الفكر الإسلامي , الضياع بين حدود النص والهوية
- العقل الإسلامي وخرافية التسليم
- هم وأنا والمعبر
- ثورة المؤمن عبد النار _ قصة قصيرة
- (حدث هذا الصباح) _ قصة قصيرة
- بذرة لعينة من شجرة العري
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح7
- خلف جدران بكة _ قصيدة نثر
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح6
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح5


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 3