اليوم هو السادي من كانون الثاني عفواً كنت أعني السادس لكن خطاً مطبعياً أبدل السين بالياء ولا شئ يدعو حقاً للفخر بالمحتفى بتأسيسه اليوم أعني الجيش العراقي. في العام1986كنت واحداً من المتسيبين من معسكرات الطلبة التي فصلت إثرها من الكلية وسقت الى مركز تدريب مشاة منصورية الجبل وعند البوابة الرئيسية قرأت يافطة كبيرة مكتوباً عليها ( مصنع الأبطال) إخترقنا البوابة الى الداخل صدمت بمنظر فصيل ضخم من الجنود يقفون في طابور بمواجهة ساقية فيتقدم الواحد بعد الآخر لأثنين من ضباط الصف اللذان يحملان الجندي ليلقيا به في وحل الساقية بينما يقف الضابط متبختراً على مرتفع يرقب المنظر بأنتشاء! كانوا يصنعون ابطالاً بلاكرامة يتعرض الواحد منهم لسلسلة من الأذلال والأمتهان ثم يساقون لحرب لاناقة لهم بها ولاجمل..لم يشهد التاريخ لجيش قمع شعبه حد الأبادة مثل هذا الجيش ينبغي محو هذا التاريخ من ذاكرة العراقي وينبغي حل الجيش ليستبدل بآخر وطني وغير مسيس لاولاء فيه إلا للشعب والوطن.
ينبغي أيضاً التخلص من رموز أخرى يقف على رأسها النقيب علمنا العراقي الذي يذكرنا بالنعوش المتقاطرة من جبهات الموت ملفوفة بذلك العلم والقبور المتناثرة محاطة به. أتذكر بأني وفي خيمتي الصحراوية في معسكر العار السعودي علقت على الرواق علماً عراقياً رمزاً لوطني لكني حين إستيقظت ليلاً فزعت معتقداً بأني في مقبرة فسارعت على الفور وتخلصت من ذلك العلم المشؤوم.
نحن بحاجة لعلم آخر يؤكد تلك الألوان التي تشكل العراق المتعدد الثقافات وتؤكد أيضاً ذلك النزوع العراقي للسلام وينبغي أيضاً تغيير السلام الجمهوري والعملة وأشياء أخرى أفرغها النظام من محتواها.