|
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(5-12)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 21:25
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
"يجب انه لانخاف من نمو البرجوازية الصغيرة ورأس المال الصغير،مايجب ان نخافه هو المجاعة،والحاجة،ونقص الغذاء،لامد طويل،وهو مايخلق الخطر المحتمل في ان البروليتاريا تنهار فاسحة الطريق لتردد ويأس البرجولزية الصغيرة" -لينين-
كان قلق ونفور ستالين من بوخارين يتصاعد ويشتد.خاصة وهو يرى ان الكثيرين من اتباع بوخارين يتصدرون الواجهة الاعلامية والتنظيمية للحزب.ويمارسون دعايتهم،وترويجهم للنهج(البوخاريني)المهادن والمحابي للفلاحين.ومنهم:استروف،سيبيكوف،ماريتسكي،تسيتلين،غولدنبرغ،زايتسيف،بتروفسكي،وغيرهم.هؤلاء الذين كانوا يكتبون في الصحف،ومحاضرين في معاهد الدراسات،والاطر الحزبية،معلنين عن انفسهم وتوجهاتهم.فعلى سبيل المثال:كان سيبلكوف،واستروف،محرران في صحيفة ال"بلشفيك".وماريتسكي،وتسيتلين يعملان بجريدة ال"برافدا".وزايتسيف كان عضوا في لجنة المراقبة المركزية.وغولدنبرغ كان يكتب في صحيفة"لينينغراد سكايا برافدا".اضافة الى النشاط النظري والايديولوجي الرئيسي لبوخارين.كل ذلك ازعج ستالين،واثار استياءه،وهو يرى امتداد،وتأثير بوخارين السياسي والنظري والحزبي على عملية"الادلجة"داخل صفوف الحزب،ووسط جماهيره،وقاعدته العريضة. اما العامل الاخر،والرئيسي في تنامي الجفاء والعداء المكتوم لستالين تجاه بوخارين،فيكمن في شخصية ستالين المركبة،وميله للتزمت البيروقراطي بالذات.فعملية الشروع بأنشاء الكولخوزات كان قرارا فرديا فوقيا،واجراءا بيروقراطيا خالصا ،واكراها استبداديا،مصحوبا بعنف وتصلب،فرضه ستالين على باقي اعضاء المكتب السياسي-ومن الطريف ان نذكر ان ستالين وقف بشراسة ضد مقترحات تروتسكي حول زيادة الاستثمارات في التصنيع الثقيل وتسريع وتيرة الانتاج الصناعي،عندما كان متحالفا مع بوخارين وفي فترته اليمينية المعتدلة!التي نبذها وانقلب عليها عندما تياسر وتبنى كل طروحات تروتسكي بتطرف بعد ان قمع كل دعاتها!ومن البكاء على الموجيك الى مغازلة العمال وتأييدهم المنافق!وهنا اثبت ستالين برغماتيته التي لاصلة لها لابالماركسية ولا بالشيوعية!- ولكن نشرات الجهاز التابع لستالين،والتقارير والمعلومات التي كانت تصل اليه،نجمل تلك الحملة،وترضيه وتقنعه بصواب السبيل الكارثي الذي سلكه،باعادة النظر بشكل جذري بالخطط التمهيدية لمشروع الكولخوزات والزراعة الجماعية(التعاونية) ومن جانبه وعد ستالين بحل مشكلة الحبوب وشحتها بفاعلية وسرعة،وكان يشيع في دائرة تابعيه قائلا:"اذا لم نقم بتغيير حاسم في الريف،فلن يكون هناك قمح"!.لكن الازمة كانت تتفاقم،وكما توقع بوخارين.اما مولوتوف،وكاغانوفيتش فكانا يؤيدان بلا تحفظ كل مايقول او يصدر من الامين العام،وبحماس منافق!!. وعندما فشل التسريع بتقليص الفترة الزمنية لاعادة البناء الاقتصادي الزراعي الى النصف او اقل،وحين ادت تلك الضغوط،وذلك القسر الى تنامي مقاومة عريضة،ولكن سلبية في البداية من قبل الفلاحين وخصوصا الكولاك.عندها لجأستالين لحله السحري الصارم والعبقري!وهو:محو طبقة الكولاك،وافناءها بطرقه البوليسية والسياسية والبيروقراطية بالغة القسوة والعنف والدموية!.فمن اجل حل العقدة الغوردية،ماعلى القيصر الجديد سوى قطعها بالسيف!!!. تصاعدت حدة الجدالات والنقاشات التي كانت تجري داخل الهيئات العليا ومنظمات الحزب،حول قضية الجماعية الزراعية،واتخذت طابعا ساخنا وصراعيا ينذر بكارثة اجتماعية واقتصادية وسياسية مهولة. وقف مولوتوف وكاغانوفيتش وفورشيلوف الى جانب ستالين،اما بوخارين فقد انحاز اليه ريكوف،وتومسكي-اعدم الاول مع بوخارين وانتحر الثاني لاحقا!!-واللذان كانا يؤيدان معالجة ادارة الكولاك،والجماعية في الانتاج الزراعي بالتأني والتدرجبعيدا عن وسائل القمع او القسر،ولكنهم في نهاية المطاف امنوا باساليب ستالين في الضغط والاكراه الاقتصادي!.وهذا ايضا شمل تردد كالينين،ورودزوتاك،وميكويان،وكوبيشيف.فكل هؤلاء لم يكن ملما او مدركا لماهية المسألة الزراعية،والا لاصطف الجميع الى جانب بوخارين الاكثر معرفة واقتدارا،ولكانت امورا كثيرة اختلفت،واتجهت رياح التغيير وجة اخرى.. لم يكن بوخارين قطعا ضد التصنيع وانشاء الكولخوزات،ولكنه وقف ضد استخدام العنف والوسائل القمعية والقسر البيروقراطي في تحقيق ذلك.ولم يكن ذلك بالامر البسيط والهين.فهو يتعلق بغاية الثورة واداة التغيير:الانسان السوفييتي ومجتمع الشغيلة.وكما رأى بوخارين:كل عملية تغيير يجب ان تصب حتما في صالح ومصلحة البشر.من شغيلة:عمال وفلاحين وكل شرائح البرجوازية الصغيرة،وليس العكس.اما اعضاء المكتب السياسي الاخرين فلم يكونوا على درجة من الوعي والحس الانساني والاخلاقي الذي كان بوخارين يتمتع به.ولو اخذ بحجة بوخارين لتغير الكثير،واتخذ التاريخ السوفييتي سبيلا اخر اكثر واقعية وديمقراطية وانفتاح.وكما يوليوس قيصر في احدى معاركه:"لأنتصر العدو اليوم لو كان هناك من يسمح له بذلك".وحتى تروتسكي الذي كان ينظربحياد للمعركة وعن كثب داخل المكتب السياسي،قال لرفاقه:"من الممكن ان اليمينيين سيتمكنون من اصطياد ستالين".وكان يعني بذلك:ان منصب رئيس الحكومة وقيادة النقابات والمنظرين هم تحت نفوذ البوخارينين.وكانت هناك فرصة لترجيح الكفة لصالح بوخارين،وتحويل الاماني الى واقع!الا ان تذبذب ميزان القوى لم يستمر طويلا في تأرجحه.فقد اعتقد الكثيرون ان خط بوخارين هو الذي سينتصر ويسود،ولكن ستالين كان مسنفرا وبالمرصاد فقلب الميزان لصالحه،وفرض رأيه على اعضاء المكتب السياسي المترددين سعيا لتحقيق اهدافه.وكما تصور تروتسكي محقا.فقد كان ريكوف رئيس مجلس الشعب بعد ان خلف لينين،وتومسكي الذي خلف ريكوف في منصب مسؤول النقابات العمالية السوفييتية،لم يكونا يعترفان او يجدا في ستالين قائدا حقيقيا للحزب،ولكنهما ايضا لم يساندا بوخارين لاعتبارات شخصية،ولكن لاسباب سياسية،وقد منيت محاولات ستالين لكسبهم الى الفشل،وقد اطلق عليهما بياتاكوف سابقا وكان محقا:"جماعة السياسة الاقتصادية الجديدة بقناعة"!. لسنا هنا بوارد تحليل تلك الصراعات والتوسع في عرض الخلافات وتفاصيله،فهذا ليس موضوعنا بقدر ماهو تصليت الضوء على تعاطي ستالين وماقفه من الخلافات والاختلافات الايديولوجية والسياسية والاقتصادية بشخصانية واحادية وتجريم للمغاير،والمضي في ادانة وتصفية اي معارضة تقف في متراس غير متراسه،وتلفيق التهم،من:عمالة وتجسس وتخريب،الخ!!!.واسلوبه في التصفية الجسدية الذي اصبح نمطا ومنهجا ثابتا في تعامله مع الرفاق البلاشفة من الحرس القديم.وهذا مايعتبر شاذا الى درجة الهمجية في العلاقات الرفاقية داخل الاحزاب الماركسية!.فلم يكن يدور بخلد لالينين ولا تروتسكي ولا اي بلشفي اتباع هذا الخط الدموي في حل النزاعات والخلافات!.كان صراع ستالين مع مناؤيه يدور خلف الكواليس،وضمن دائرة ضيقة جدا لكسب الموالين وتحييد البعض من المعارضين.وكان مطروحا وواردا ان يتعرض بوخارين للتهمة اياها-سيف ديموقليس المسلط!-"التكتل"المميت.ولكن بوخارين،ورغم حراجة موقفه وقناعته بخطأ اسلوب ستالين الارادوي.الا انه فشل في استقطاب قادة الحزب،والجماهير حوله،واستمر في محاولاته للتحاور مع ستالين بشكل هاديء ومنطقي،لكن الاخير وفي كل معاركه داخل الحزب لم يكن يرضى من خصومه بأقل من الاستسلام والرضوخ الكامل لقراراته ورأيه،وحتى هذا لم يكن شفيعا للتسامح والقبول،فهذا يتعارض مع شخصية ستالين السيكوباثية الحاقدة والثأرية!!. كان بوخارين يتمزق وهو يتسائل:"افكر احيانا،هل املك الحق بالصمت؟اليس ذلك نقصا في الشجاعة؟".في البداية وعندما كان ستالين بحاجة لبوخارين في صراعه مع زينوفييف وكامينيف،تحالفا لفترة طويلة،وكان بوخارين يحترم ستالين،ولكنه بمضي الوقت تكشفت له حقيقة ستالين كجنكيز خان جديد فصار يزدريه لدرجة الاحتقار!.ولكنه وحتى نهايته التراجيدية لم يفقد الامل بعودة ستالين الى الصواب،وامتلاكه الحد الادنى من الرشد،ولكن هيهات!!.فستالين هو ستالين ولارجاء ولاعزاء!!!!.........ز .............................................................. وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(4-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(3-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(2-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(1-12)
-
تحرر المرأة...آفاق وخيارات...(3)
-
تحرر المرأة...آفاق وخيارات...(2)
-
تحرر المرأة...آفاق وخيارات...
-
شجون الفوات!!!(7-الاخير)
-
شجون الفوات!!!(6)
-
شجون الفوات!!!(5)
-
شجون الفوات!!!(4)
-
شجون الفوات!!!(3)
-
شجون الفوات!!!(2)
-
شجون الفوات!!!(1)
-
ايتها المضطهدات...ليكن يومكن المجيد كل الايام..
-
رد على تعليق السيد النمري!.(5-الاخير)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(4)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(3)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(2)
-
رد لاطم على تعليق واهم للسيد فؤاد النمري!!!.
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|