أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - رَسُول الله....وَأزدِواج المَعايير















المزيد.....

رَسُول الله....وَأزدِواج المَعايير


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من خلال تصفحي لكتب السيرة والاحاديث فانه يوجد حديث صحيح لرسول الاسلام حيث جاء فيه "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" – وهو حديث يعرفه الجميع، ويكررة المسلمون للدلالة على أن الرسول لا تأخذه في الله لومة لائم، وأنه لا ينحاز لقرابة في حق الله أو في حد من حدوده، .وفيه أيضاً تأسيس لمبدأ الولاء والبراء
وأنا مع الرسالة التي يحملها هذا الحديث، بل أتفق معها تماماً فلا اتصور قيام دولة بدون هذا المبدأ - أي مبدأ مساواة الجميع أمام القانون – ولكن يا حبذا لو كان هذا الكلام صحيحاً وتؤيده سيرة الرسول وأفعاله، وليس مجرد شعار للاستهلاك المحلي، كالشعار الذي ينسب للفاروق "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"..وهي قصة باطلة سندا ومتنا !!
ولاثبات مجافاة النتائج الايجابية مع الوقائع التي على ارض الواقع، سأستعرض بعض الامثلة من سيرة الرسول اثناء غزوة بدر، طالبا من القارىء الكريم أن ما سيذكر ثابت من سيرة الرسول فلا يحتج علينا أحد بالطعن في المعتقدات أو الاستهزاء بها، فما جئت بشيء من عندي وهاكم التفصيل:
1-بنو هاشم في غزوة بدر:....
خرج الرسول من مكة إلى المدينة وترصد هو وأصحابه قافلة لقريش لسلب أموالهم فأرسلت قريش جيشاً لإغاثة القافلة فكره المسلمون قتال قريش لأنهم ما خرجوا الا للغنيمة فعاتبهم الله/الرسول بقوله (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة –أي القافلة- تكون لكم) .. وأمرهم بقتال المشركين وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم بل وحرض بعضاً منهم على قتل آبائهم وإخوانهم وفعل بعضهم ذلك فعلاً.. وحتى يومنا هذا يضرب المسلمون المثل بهؤلاء الذين بلغ ولائهم للرسالة وصاحبها أن يقتلوا آبائهم وإخوانهم في سبيلها.. ولكن ما أجمل أن يكون الآمر بالمعروف فاعلاً له وسباقاً إليه، فهل هذا ما حدث في غزوة بدر؟
يحدثنا ابن سعد في الطبقات الكبرى (عن بن عباس أن النبي عليه السلام قال لأصحابه يوم بدر إني عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم من بني هاشم فلا يقتله. من لقي العباس بن عبد المطلب -عم النبي– فلا يقتله فإنما أخرج مستكرها قال فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألحمنه السيف قال فبلغت مقالته رسول الله –ص- فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله –ص- بأبي حفص أيضرب عم رسول الله –ص- بالسيف فقال عمر دعني ولأضرب عنق أبي حذيفة بالسيف فوالله لقد نافق قال وندم أبو حذيفة على مقالته فكان يقول والله ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفا الا أن يكفرها الله عز وجل عني بالشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا)
ويثير هذا النص أكثر من علامة استفهام:
- كيف يجوز لنبي أن يحرض أصحابه على قتال آبائهم وإخوانهم ويعطيهم في نفس الوقت قائمة بأسماء عائلته وقبيلته ليتجنبوا قتلهم؟ أين ذهبت آيات الولاء والبراء؟ وحتى لو لم تكن آيات الولاء والبراء قد نزلت في ذلك الوقت ألا يملك الرسول بداهة تجعله يدرك أن البراء ممن خرج بنفسه وماله لإجهاض الدعوة واجب؟
- لماذا استثنى الرسول قومه من بني هاشم فقط وعمه العباس تحديداً بحسبانهم مكرهين؟ ألا يوجد آخرون ربما قد يكونوا أكرهوا على الخروج لقتال أبنائهم وإخوانهم؟ ولو كان هؤلاء مكرهين كما زعم الرسول لكان بإمكانهم أن يهربوا الى جانب الرسول ويشهروا إسلامهم أو يعتزلوا الفريقين إن أرادوا.
- لم يوضح الرسول كيف علم أن بني هاشم قد خرجوا مكرهين لقتاله.. هل هو وحي من الله أم فراسة من عنده؟ فإذا كان وحياً من الله فكان لا بد أن يخبره على الأقل باسم شخص واحد من خارج بني هاشم قد يكون خرج مستكرهاً فلا يعقل أن جيشاً قوامه ألف رجل كانوا كلهم عازمين على قتال محمد إلا بني هاشم!! أما إذا كان الأمر فراسة منه فكان عليه أن يفسح المجال لفراسة آخرين من أصحابه، فما أدراه أن بعضهم قد تكون له فراسة تنبئه بمن هو كاره للقتال ومن هو غير كاره؟
- لاحظ أيضاً ثنائية العصا والجزرة أو القرآن والسلطان التي يستعملها الرسول، فمن لم يرض بوعود الجنة والحور العين استعدى عليه عمر بن الخطاب المعروف باندفاعه وشدته ليتحسس رأسه، وإلا فلماذا لم يشكه إلى أبي بكر الصديق مثلاً والذي هو أكثر حكمة وأميل الى الرفق؟
- من الملفت أيضاً أن الرسول نادى عمر بن الخطاب "لأول مرة" بكنيته أبي حفص في سياق استعدائه على أبي حذيفة، وهذا أمر غريب أن يرافقه عمر لسنوات ولا يكنيه إلا عندما أراد منه أن يهدد أبا حذيفة.. ويدلك هذا على الدهاء إذ فعل فعله في شخصية عمر العنيفة ليدرك أبا حذيفة أنه قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد رأسه فيقمع تساؤلاته في صدره ولا يتداولها مع الآخرين.
- قادت الفطرة السليمة لدى أبي حذيفة بن عتبة الى التساؤل عن السر في هذا التناقض والمحاباة، وهو محق في ذلك تماماً، ولكن بعد سنوات لاحقة من غسيل المخ وطمس الشخصية وضغط الأقران خيل له أن ما قاله خطيئة لا يكفرها الا موته شهيداً وهكذا كان، ولا عجب أن المجتمعات البشرية التي تقدمت هي مجتمعات تقدر الاختلاف وتحتفل بالتنوع على عكس مجتمعاتنا التي يعتبر فيها التساؤل خطيئة قد تذهب بحسناتك إن لم تطح برأسك.
- كيف سنشرع هذه المحاباة في الدولة الإسلامية بحسبان أن أفعال الرسول سنن يجب اتباعها؟ هل سنفتح الباب أمام كل قائد أو مسئول لكي يعفي أهله وأقاربه من تبعات أفعالهم بحجة أنهم مكرهين أو جاهلين أو غير ذلك؟
2- أبو العاص بن الربيع في الأسر:....
قتل المسلمون في غزوة بدر سبعين رجلاً وأسروا سبعين.. ومن هؤلاء الأسرى رجل ذو أهمية خاصة هو أبو العاص بن الربيع زوج زينب ابنة الرسول.. لقد حالف الرسول الحظ أن لم يقتل صهره [[[[[[ لاحظ أن أبا العاص بن الربيع وهو مشرك قد بقي زوجاً لزينب ابنة الرسول قبل البعثة وحتى السنة الخامسة أو السادسة للهجرة أي ما يقارب عشرين سنة، فابنة الرسول إما أنها كانت كافرة طوال هذه المدة أو أنها كانت مسلمة متزوجة من مشرك حتى هجرتها.. ومن الطريف أنها بعد أن هاجرت بسنوات استولى المسلمون على أموال كان يحملها زوجها السابق فجاء الى بيتها بالمدينة خفية واستجار بها فأجارته ورد الرسول عليه ماله (لاحظ أن المسلمين كانوا يسلبون قوافل قريش فلماذا رد أموال هذا الرجل بالذات). بعد أن رجع اليه ماله قرر أن يسلم فرده الرسول الى زينب بنفس زواجه السابق وجعل هذا فقهاء المسلمين في حيرة من أمرهم لم يخرجوا منها حتى اليوم فكيف يجوز لرجل تزوج في الجاهلية أن يستمر في زواجه في الاسلام خاصة بعد فراقه لزوجته لخمس سنوات أو يزيد؟ وكعادتهم فإن بلادتهم لم تسمح لهم برؤية التناقض فراحوا يتجادلون في جواز هذا الأمر لأن الرسول أقره أو تأوله أو جعله من خصائص الرسول الى آخر ألاعيب الحواة]]]] ولكن بقي عليه أن ينقذه من الأسر! وهذا ما فعله الرسول إذ أرسلت ابنته زينب قلادة أمها خديجة لفداء زوجها من الأسر((( ولا شك أن اختيارها للقلادة لم يكن اعتباطاً فهي تعرف أن الرسول سيرق لها لما تحمله من ذكريات)))فرق الرسول لمرأى القلادة فقال لأصحابه "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا".. ففعلوا ذلك وأطلقوا الأسير وردوا عليها مالها وقلادتها وأسيرها !!!
وتبقى مجموعة من الأسئلة الحائرة:
- كيف جاز لابنة الرسول المؤمنة أن تفتدي زوجها المشرك؟ أم أنها لم تكن آمنت برسالة أبيها حتى ذلك الوقت بعد خمس عشرة سنة من البعثة؟
- إذا كانت زينب قد هاجرت بعد غزوة بدر كما يحدثنا ابن الأثير في أسد الغابة فمعنى ذلك أنها لم تكن مكرهة على البقاء بمكة كما يزعم العلماء فالزوجة المكرهة لا تفتدي زوجاً مشركاً بأعز ما تملك وهي قلادة أمها خديجة.. على ضوء هذا نستنتج أنها ما كانت مكرهة إلا في هجرتها وليس في بقائها وذلك لاشتداد مناخ العداء لأبيها في مكة بعد غزوة بدر فوجدت أن الهجرة أسلم لها.
- إذا لم يكن الرسول قادراً على تفريق زينب عن زوجها وهو مستضعف بمكة لا يحل ولا يحرم، أفلم تكن هذه فرصته السانحة لقتل الرجل أو إجباره على طلاقها؟ كيف يرضى الرسول لابنته أن تعيش مع مشرك يعاشرها معاشرة الزوج والقرآن يقول (ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا)؟ ألا يفتي علماء المسلمين اليوم بأن المرأة إذا أسلمت فلا يحل لها معاشرة زوجها غير المسلم؟
- لماذا لم يطلق الرسول كل الأسرى بدون فداء؟ ألم يكن بينهم فقراء لا يستطيع أهلهم فدائهم؟ لماذا لم يطلق إلا زوج ابنته بدون فداء؟ صحيح أن بعض هؤلاء قد جعل فدائهم تعليم القراءة لصبية المسلمين ولكن ما مصير من كان فقيراً ولا يتقن القراءة والكتابة؟
- إذا كان الرسول يحض أصحابه على قتل آبائهم وإخوانهم في سبيل الله، فلماذا لم يؤنب زينب ويلقنها درساً عملياً في الولاء والبراء؟ ولماذا لم يضرب المثل بنفسه بأن لا تأخذه لومة لائم في من حارب الله والرسول من أهله ولو كان عمه وصهره؟
3- أسرى غزوة بدر بين الفداء والقتل :...
استشار الرسول أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب في أمر الأسرى ماذا يفعل بهم: هل يأخذ منهم الفداء أم يقتلهم جزاء محاربتهم لله ورسوله، فأشار أبو بكر بالمن عليهم لأنهم أبناء العمومة وأشار عمر بن الخطاب بأن يمكن كل رجل من المسلمين من عنق أبيه أو أخيه الأسير فيضربه..
ويبدو من المنطقي أن الرسول سيختار أن يقتل هؤلاء المحاربين لله ولرسوله وللدعوة الناشئة، فرماحهم لا تزال تقطر من دماء المسلمين الذين لم ينسوا بعد تحريض الرسول لهم بالقتل والقتال الذي نزل في سورة الأنفال (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) . فهل اختار الرسول ذلك؟ا يحتاج المرء إلى كثير من الذكاء ليدرك الرسول لن يجنح لقول عمر مع وجود عمه العباس وصهره أبي العاص بن الربيع في عداد الأسرى، فاختار قول أبي بكر وأطلق سراح عمه وصهره..
ولكن الرسول قد وجد نفسه في موقف حرج إذ أن المصلحة تكمن في إظهار القوة والشدة لأن الدولة لم تستقر بعد، ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يظهر الشدة فتذهب بروح عمه وصهره ولذلك اختار رأي أبي بكر مؤقتاً حتى تحقق له ما أراد ثم أوعز لجبريل أن يعترض بعد فوات الأوان فنزل بآية (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .. وصاحب نزول هذه الآية مشهدُ بارع إذ جاء عمر بن الخطاب فوجد الرسول وأبا بكر يبكيان فلما سأل عن الخطب أخبره أن الله قد عاتبه على القبول بالفداء (متأخراً لسوء الحظ)..
وخلاصة القصة أن الرسول تظاهر بالأخذ بكلام أبي بكر حتى تسنى له إطلاق سراح عمه العباس وابن عمه عقيل وزوج ابنته أبي العاص بن الربيع، كما حقق هدفاً آخر وهو أخذ المال من الأسرى، ثم لم يرد أن تضيع هيبة الدولة فالتفت إلى إظهار جانب الشدة الذي يدرك بذكائه أنه يحتاجه فجاء بآية (ماكان لنبي أن يكون له أسرى ...) لتحقيق ذلك.. ولا ندري لماذا تأخر جبريل في أمر يتوقف عليه مصير الدعوة الاسلامية الناشئة كل هذا الوقت حتى نجا العباس وأبي العاص بجلودهم وهو الذي كان يأتي الرسول وهو في لحاف عائشة ؟ لماذا لم يظهر جبريل إلا بعد أن نجا من أراد الرسول لهم النجاة؟ .. قارن هذا بقصة ذهابه الى بني النضير وزعمه أن جبريل أخبره بأن بني النضير أرادوا أن يلقوا عليه حجراً من فوق الحصن!! فشن عليهم حرباً انتهت بإجلائهم من أرضهم التي عاشوا فيها قرون عديدة ونهب أموالهم إلا ما حملت الإبل.. فهذه مرة من المرات التي جاء فيها جبريل في الوقت المناسب أو قبله بقليل.. ولا أدري في أي شريعة يعاقب الناس على جريمة لم يرتكبوها ولكنهم "هموا" بارتكابها وبدون أي دليل إلا وشاية كائن خرافي ذو أجنحة يلبس طاقية الإخفاء وينزل سراً على الرسول في أوقات غريبة..
4- العباس عم الرسول في الأسر:....
وما دمنا في سياق قصة أسرى بدر فلا ننسى أن نذكر القصة المشهورة عن امتناع النوم عن النبي بعد المعركة ولما سأله الصحابة عن ذلك قال إنه سمع عمه العباس يتألم من أثر القيد في يديه فقام الصحابة ففكوا عنه قيده فنام رسول الله!!(
و حتى لا نخرج عن الموضوع.. اود ان انبه القارئ الكريم الى أن الليلة التى أقلق فيها منام محمد بسبب أنين عمه فى القيد و نام بعد فكه..هى نفس الليلة التى وارى فيها ابنته رقية التراب و لكن الحدث الأخير هذا لم يكن له نفس الأهمية لكى يقلق منامه.. فمحمد لم تكن وفاة ابنته سبب كاف لإفساد الإحتفال بنصر بدر و لكن أنين عمه كان كافيا
ومن العجب أن يتلقى شخص خرج بنفسه وبماله لقتال المسلمين هذه المعاملة الاستثنائية فلا يقتل ولا يوضع القيد في يديه، أما باقي الأسرى السبعين فلم يسمع الرسول أنينهم أو لم يبال به.
ولكي نقف على الحقيقة في كون العباس لم يخرج مكرهاً كما ادعى رسول الاسلام نورد ما ذكره الواحدي في أسباب النزول من أن العباس أسر يوم بدر ومعه عشرون أوقية من الذهب كان خرج بها معه إلى بدر ليطعم بها الناس، وكان أحد العشرة الذين ضمنوا إطعام أهل بدر، فقال: فكلمت رسول الله –ص- أن يجعل لي العشرين الأوقية الذهب التي أخذها مني من فدائي، فأبى علي وقال: أما شيء خرجت تستعين به علينا فلا . انتهي كلام الواحدي.. فهاهو الرسول يقر بأن العباس بذل ماله لاطعام المقاتلين فهل هذا فعل شخص مكره على القتال أو حتى كارهٍ له؟ أليس بذل المال أكبر من بذل النفس كما قال القرآن (بأموالهم وأنفسهم) فجعل المال مقدماً على النفس؟
وإذا كان العباس وعقيل وبنو هاشم خرجوا مكرهين ولا يجوز قتلهم فكيف جاز أن يأخذ منهم أموالاً للفداء؟
وكعادة علماء المسلمين في تلفيق وتبرير النصوص المحرجة أخذوا يستخدمون هذا النص للدلالة على رحمة النبي ورفقه بأهله.. ولم يتحدثوا عن الرحمة والرفق حينما كان يحرض الناس على آبائهم وإخوانهم، كما لم يلفت نظرهم أن الرحيم كان يجب أن يعطف على جميع الأسرى وليس على عمه فقط، وغاب عنهم أن يعلقوا على .
تجاهل الرسول لأبجديات الولاء والبراء التي يكاد يجعلها البعض ركناً من العقيدة.
أحسب هذا القدر كافياً للدلالة على ما أردت قوله وأترك للقارىء أن يتأمل حديث (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) في ضوء الروايات السابقة ويسأل نفسه: هل كان الرسول ليقطع يد فاطمة لو أنها سرقت؟ نعلم أن هذا السؤال بعيد الاحتمال ولكن لو حدث ذلك فهل كان الرسول سيقطع يدها؟ لا يوجد في الأمثلة التي ذكرناها ما يشير أدنى إشارة إلى ذلك ويبقى هذا شعاراً يضاف إلى قائمة الشعارات التي يلوكها الاسلاميون ويبنون دولتهم الوهمية على أساسها الواهي.. ولو كانت هذه الشعارات تغني شيئاً لعمل بها من أطلقها .. أما المسلمون فقد تناولوا من المخدرات الدينية ما يكفي سكان الأرض للنوم لعشرات القرون وآن آوان اليقظة فقد ضحكت من جهلهم الأمم..
تحياتي.



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة..... الغزال وفراخها الصغار
- مَأساةَ فِرعَونْ.... وَ مُغامَرَة جِبْرِيلْ
- عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا..هدية العي ...
- مَنْقُول....مُبَاشِر مِنَ السَمَاءْ
- عِنْدَما كُنْتُ عَائِشَة 2
- عِنْدَما كُنْتُ عَائِشَة 1
- ما بَيْنَ الجَنَةِ وَالنَارِ
- وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى.....؟؟؟
- الغزو و الجهاد... وجهان لعملة واحدة!!
- الاقصاء..وضياع المؤمن المسلم!!
- جِبرِيل...... الوَحيُّ ألأمِين
- وا إسلاماه!!.... أيُهُمْ يَعْنِي؟؟......فَهُمْ كُثْرُ!!
- الشَيّطانُ صَباحاً...... وجِبْرِيلْ مَساءاً !!!!
- لِماذا يَغضِبونْ..لِماذا يَنْتَقِمُونْ..مَتى يَعْقِلُونْ ؟؟؟
- رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
- -وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ-
- بالفَصلِ الأخير ....إنجَلَتْ كُلَ الأمُورْ
- -الطِبْ النَبَوي الشَرِيفْ-
- أ..ل..م....هَلْ مِنْ مُعِينْ!!
- -خَطَواتٌ ضَرُورِيه في طَرِيقِكَ الى النجومِية-


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - رَسُول الله....وَأزدِواج المَعايير