|
الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج3
محسن محمود
الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 14:00
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"الأشجار هي في البؤس، والطيور في البؤس. أنا لا أعتقد أنها تغنى . أنه مجرد صياح من الألم .... بإلقاء نظرة فاحصة على ما حولنا، هناك نوعاً من الانسجام: انه الانسجام من السحق والقتل الجماعى." وارنر هيرزوج
ولنستكمل الآن لماذا الانجاب جريمة ؟ - لان المشاكل الصحيه صعبه جداً والطاقة المطلوب ان يتحملها الانسان فوق قدراته بكثير ! : الامراض كثيره جداً واحتمال ان يُصاب بها الابناء والاحفاد والذُرية. المشاكل الصحيه ليست بالشيء السهل يا بشر لاتستهينوا بهذا الامر وفقاً لرغبات ذاتية تافهة الكثير اليوم مَن هو ميّت نفسياً عايش جسدياً نتيجة الآلام التي يُعاني منها ، مشاكل الجهاز التنفسى والجهاز الهضمي مروّعه للغاية وتفوق التصوّر اطلُب من كُلِ انسان -مع فكرة الانجاب وفكرة مجزرة الذُرية - ان يُثبّت برنامج (الرحمه والشعور بالطرف الاخر) هذا البرنامج يستيطع تحميله في قلبه او دماغه عبر الدخول على اي موْقع استشارات بقسم المشاكل الصحيه بالتحديد على مشاكل الجهاز التنفسي او الهضمي ليرى ضحايا الوجود بعينه لعل وعسى ان يطغى شعور الرحمه والعقلانيه على شعور الانانيه وعدم الاكتراث. انا شخصياً وجدت شخص يُعاني من مرض في المرئ يقول انه يشعر بأختناق شديد لدرجة انه يقوم بالخبط بيديه على الارض واستفراغ دائم والم حاد في الصدر وضعف شهيه وصعوبة بلع.! وغيرهم من اصحاب الامراض. ولا تقولوا يوجد حل مع تقدم العلم الا ان الكثير من الامراض ليس لها الا المُسكنات فقط والبعض لاوجود للمسكنات ! وليست كل الامراض تؤدي للموت ومن ثم الراحه بل الكثير من تمكث تسرح وتمرح بجسد الانسان فالموت الناتج من الامراض هو موت بطئ جداً واصلاً ايْن سيجد الانسان ثمرات الانجاب من قِبل اشخاص مُتألمين مساكين ولماذا يصنع وجود الضُعفاء ام ان الثمره الوحيده هي لكي يعيشوا عنه بعد الممات يُخلّدوا حضرة جنابه فقط من اجل هذه الرغبه الوهميه والمعتوهه عقلياً !! اليْست غريزة الانجاب معتوهة عقلياً وقليلة رحمه ؟؟ مثل ما غريزة افتراس السباع للفرائس قليلة رحمه ولما لا !! اليْست كلتا الغريزتان (الانجاب والافتراس) هي من الطبيعه التي لم يتعلم الانسان بعد انها خاطئه !! هذا الدليل وحده مقنع جداً و ليس منطقي ان نُنجب آلاف المرضى (الذين لاتوجد لهم اي هويه) سوى الآلام ولأسباب هشّه وسطحيه وانانيه جداً ! ان مأساة المرء الحقيقيه هى ان يولد من الاساس و كل منجب هو مجرم حتى و إن توافر حسن النيه .
- لان الانجاب سيجعلك صاحب مجزره رهيبه : فالانسان بعد انجابه لابنائه جميعهم لو كانوا خمسه مثلاً فبعد خمسين سنه من انجابهم سيكونون قد كوّنوا ذُريه فسيزيد عدّاد الضحايا لديه الى 20 شخص مثلاً المجموع 25 شخص اوجدهم .... وبعد سنين سيكون قد كوّن مئات البشر وممكن الآلاف اليْس هذا الامر اجرامي ام انه يوجد وهم لدى الانسان بأن هؤلاء المئات الذين اوْجدهم .. سيكونوا جميعهم اصِحاء وسُعداء الى الابد ؟؟ ولن يتعرض منهم احد لمرض او لشيخوخه صعبه !! *اتسائل الا يُفكّر البشر من هذا الجانب !! اليْست لديهم نظره بعيده ؟ لماذا الموضوع بهذه الدرجه من اللامنطقيه والطفوليه ؟؟ ولو رأيْت ان الامر عادي (اي موضوع تكوين الذُرّية وخلق مئات وآلاف البشر امر عادي ) فسأكون انا محق بنسبة 100% بتسميه هذا الامر بالمجزره الجماعيه ( الذُرّيه ) الجواب الحقيقي ان هذا الامر عادي جداً بالنسبة للبشر لو لم يكن عادي لما رأينا المُنجبون مُستمرّين ونحن في القرن ال 21 يعني الانجاب لا يُلحِق بالضرر بالابن فحسب اي ليس شخص واحد بل ملايين الاشخاص. *مثال : ابو العلاء المعرّي عندما وجد نفسه في الحياه اعمى وتعيس قال مقولته ( هذا ماجناه ابي علي وماجنته امي وماجنيت على احد) لكن في الحقيقه أبواه لم يجنيان عليه فحسب بل على اخوته الذين هم لم يكونوا بإدراك ابو العلاء المعرّي فأنجبوا، والى وقتنا الحاضر وذُريّة والدا ابو العلاء المعري موجوده هم السوريين اليوم الذين يُقتلون ويتعذّبون ..... لو فكّر اخوة ابو العلاء مثل تفكير اخيهم لقلّت نسب الضحايا ولحقنوا دماء جزء من الدماء التي رأيناها اليوم والتي لم نراها مُسبقاً... النتيجة مُصطلح ذُريه .... مُرادف لكلمة مجزره الموضوع يتطلب الى تأمل وتفكير بحياديه !! ولا تعتقد انه تشائمي لان اصلاً هذه هي الحياه (اي ليس تشائُم والدليل ذكرته ) وعدم فهم الحياه يعني ان تتوهم وتتوهم .... والعروق تتألم وانت مُستمتع بتوهُمك الى اشعار آخر.
*لكن لو لم يُنجِب شخص ما فيعني هذا (( عدم وجود آلاف الاشخاص الى الحياه)) وهؤلاء الاشخاص بالتأكيد يكون فيهُم المُعاق والمريض والمُسِنّ والظالِم والمظلوم والجاني والمجني عليه .... اى ستكون قد قدمت خدمه بشريه عظيمه وانسانيه بلا اي متاعب فقط عبر عدم الانجاب ...
- لان لايوجد انسان لا يتألم: لو عاش الانسان 50 سنه مثلا من السعاده والصحه مصيره بعد ذلك الشيخوخه مثلاً وآلامها اللعينه لا يوجد انسان لايتألم ولان رغبه الانجاب دائما تتخطى هذه النقطه (الالام والمتاعب ) ... اذاً فالمنجبين مجرمون والانجاب جريمه
واقتبس هنا مقولة شوبنهاور: "أليس من الأفضل للإنسان أن تكون لديه شفقة بالأجيال القادمة بحيث يوفّـر عليها عناء الوجود في هذا العالم، أو على الأقل أن يبذل قصارى جهده لكي لا يضع على عاتقه هو أن يكون السبب في فرْض هذا العناء عليهم بدم بارد؟"
- لان الانجاب اساساً مُجرد رغبات عاطفيه وامتلاكيه ووهمية لا رغبات عقليه ! لان لايوجد اي مُبرر للانجاب مجرد رغبات شخصيه لو تأمل الانسان وشغّل خاصية الفكر سيجد ان الانجاب بالفعل مُجرد رغبات شخصيه فحسب لايوجد اي مُبرر عقلي ومنطقي فبالتالى كون الانجاب مجرد رغبات دليل على ان الانجاب جريمه لان وجود المتألمين في الحياه كان ناتج من الرغبات فحسب ........ كسائر الجرائم (اغتصاب ..سرقه .. حرق الخ)
- لان الانجاب لايعود بالفائده على المولود نفسه : ولان العدم ليس مُشكلة لان عندما كان هذا المولود لاشيء كان عدم فهذه لم تكن مُشكله لكن انجابه الى عالم غير مثالي هنا تقع مشكله...ولو كان كوكب الارض خالٍ من جميع الكائنات والبشر ايضاً فهذه ليست مشكله ابداً لن يتضرر البشر (لان عدم الوجود ليس مُضر ) ولن يتضرر كوكب الارض لانه جماد... فبالتالى سلوك الانجاب عبثي خالٍ من المنطقيه والمصداقيه ........
اختم الجزء الثالث باقتباس من كتاب ديفيد بينتار الافضل الا تكون : الضرر فى القدوم الى الوجود Better Never to Have Been: The Harm of Coming Into Existence
"الحياة الرغيدة الهانئة هي شيء نادر الحدوث جدا، إلى حد أنه مقابل كل حـياة من هذا النوع هناك ملايين من الحيوات السيئة البائسة. البعض يكونون على علم بأن طفلهم سيكون من أصحاب النصيب السيئ. لكن في المقابل، لا أحد يمكنه أن يعلم أن طفله سيكون من القلة القليلة المزعومة المحظوظة. حتى أكثر الناس أفضلية في ظروفهم قد يُنجبون طفلاً يُعاني أشد المعاناة، فقد يتم اغتصابه، أو الاعتداء عليه، أو قد يُقـتل بوحشية. المُتفائل بالتأكيد يتكبد عناء تبرير هذه المقامرة الإنجابية. لكن بمعرفـة أنه ليس هناك مزايا حقيقية يحصل عليها الإنسان بوجوده أكثر من عدمه، فإنه يصبح شيئاً صعباً أن تستوعب كيف يمكن تبريرالمخاطرة الكبيرة بإضرار الطفل الذي يتم جلبه للعالم. إذا حصرنا الأضرار الشديدة بشكل غير عادي التي من الممكن أن تصيب أي إنسان بوجوده في هذا العالم، وإذا حصرنا كذلك الأضرار الروتينية العادية التي لا تخلو منها حياة أي إنسان، فإننا نجد أن الأمور لازالت سيئة جدا بالنسبة لمنجبي الأطفال المتفائلين. إن هذا يوضح أن مثل هؤلاء هم إنما يلعبون لعـبة الروليت الروسية بمسدس محشو بالرصاص، وهو موجه بالطبع، ليس نحو رؤوسهم هم، ولكن نحو رؤوس ذريتهم المستقبلية."
وللحديث بقية،،،، ___________________________________________________ المرجع : http://life-stupid.blogspot.com/2013/09/blog-post_22.html وتابعونا على الصفحة فى الفيسبوك حول فلسفة Antinatalism https://www.facebook.com/Reproduction.a.crime
#محسن_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج2
-
الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج1
-
وهم وجوب العلاقات الجنسيه الثنائيه لاعتبارها من طبيعة الحياه
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|