أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - لماذا يحتفل العراقيون في -العيد-؟!














المزيد.....

لماذا يحتفل العراقيون في -العيد-؟!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 09:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لماذا يحتفل العراقيون في العيد؟!
لم اعد افهم هل اختلط الامر على العراقيين؟ ام انه لم يعد هناك عراقيين؟ صفحات الجرائد، ونشرات الاخبار، ومتابعات الفضائيات، ومكالمات التلفونات، والاحاديث اليومية كلها تتحدث عن القتل، والدمار، والارهاب، والتفجيرات، والموت، والتشرد، والنزوح الجماعي، ومع هذا فاضت صفحات الفيس بوك اليوم، وامس، وبشكل غريب، بل ومقزز ببطاقات التهاني، وازدحمت بشدات الورود، وعبارات التبريك، والاماني، والتهاني. قسم كبير منها من اناس لا علاقة لهم بالدين لا من قريب، ولا من بعيد. وعيد الفطر مناسبة دينية بحتة. العراق كله عبارة عن خيمة مجلس عزاء(فاتحة) ضخمة تمتد من الشمال الى الجنوب. فهل صار العراقيون يتبادلون التهاني في مجلس العزاء بعد سنوات من الحكم الاسلامي الطائفي، والاثني المتعصب؟!
لا استوعب كيف "يحتفل" او "يعيد" العراقيون وهم يقاسون، ويتعذبون، ويعانون، ويكابدون نقص الخدمات، وانقطاع الكهرباء. متظاهرين مسالمين يسقطون برصاص المليشيات والشرطة الاسلامية. الدواعش يحتلون ثلث البلد، ويذيقون اهله العذاب، والاذلال اليومي. الشعب ممزق الى طوائف، واديان، واثنيات. نفطه يسرق، واثاره تنهب، وامواله تهرب الى الخارج في حسابات الفاسدين، وشركاتهم اللصوصية.الرشوة تنخر جهاز الدولة كله، والمحسوبية تزكم الانوف. ملايين العاطلين عن العمل، والاف الشباب يذبحون بسبب اخطاء الحاكمين. جيش صرفت عيه المليارات تبخر في دقائق. ملايين النازحين، والمهجرين، واللاجئين، والمغربين، والمغتربين داخل وخارج الوطن. وطن سيادته منتهكة، وحدوده مخترقة، واسوقه سائبة لاعمل الارهاب الوهابي القذر. سياسة طائفية مقيتة مزقت النسيج الاجتماعي، الذي تميز به المحتمع العراقي. التعصب القومي، والمذهبي، والديني، والتناحر العشائري، والمناطقي. اقصاء العقول، والخبرات، والكوادر المخلصة الشريفة. تتحكم بهم وجوه وشخصيات فاسدة، مزوة، منافقة، وعميلة. ارض، واعراض، وقيم، ومقدسات مستباحة. فقراء مسحوقين، يتامي، وارامل، وثكالى بالملايين. "علماء" دين كاذبين، لا ينشرون سوى العداء الطائفي، والديني. لاحساب، ولا مراقبة على كل هذا الانفلات في كل الجوانب، واموال الشعب، وثروات الوطن المنهوبة. اضطهاد، وظلم، وتمييز ضد الاقليات، والنساء. مشاريع وهمية، وانجازات فنطازية. بلد النفط، يستورد المنتجات النفطية، بلد الشمس تنقطع عنه الكهرباء، بلد الانهار يموت فيه الشجر، والبشر عطشا. تلكأ في انجاز، ولو مدرسة بسيطة، تبليط شارع، انشاء مستوصف. المئات تذبح في مصباح العيد اثر عمل ارهابي مجرم، ويكتب البطرانيين "كل عام وانتم بالف خير"! اي خير؟ خير المزابل، ام الكلاب السائبة، ام تفشي الامراض المعروفة، وغير المعروفة؟ خير المجاري الفائضة، ام الاف الجثامين العائدة كل يوم لشباب في عمر الورود في حين يتمتع ابناء المسؤولين في مدن الغرب، والخليج، ودور الجوار سياحة، وايفاد، وبعثات على حساب ملايين الجوعى في بلد السواد؟ خير الحزن، والفواتح، والتفجيرات اليومية؟ خير قوافل التوابيت اليومية الى الاحياء الشعبية؟ خير الانفلات الامني، وتزايد العصابات واستخدام المخدرات، وتعدد المليشيات؟ لا افهم كيف تتبادلون التهاني، وفي كل شارع مجلس عزاء، وفي كل نشرة اخبار تفجيرات، وانتهاكات، وضحايا، وموت، ودمار؟ لصوص يسرقون الميزانية، ويبيعون النفط في السوق السوداء، ويتعاونون مع الشيطان في سبيل تمزيق خارطة الوطن.
هل عاد الايزيديون الى ديارهم؟ هل استعادوا سباياهم؟ هل عاد المسيحيون الى الموصل، هل استعادوا كنائسهم، واديرتهم، ومقابرهم المدنسة برجس داعش؟ هل عاد ابناء المنطقة الغربية الى مدنهم، وقراهم؟ هل تحررت الانبار؟ هل استعيدت الموصل؟ هل استقر الوضع في كركوك؟ هل باتت شوارع المدن العراقية امنة من الارهاب؟ فلماذا، وعلى ماذا تتبادلون التهاني؟ لانكم خلصتم من رمضان؟ كنتم صائمين كل السنة، فكل السنة هي رمضان في العراق، لكنه ليس رمضان الخير، كما يدعون، انه رمضان الموت، والقتل، والتفجير، وارهاب الناس، وهتك الاعراض، وسلب الاموال، وتهريب النفط، واستباحة الارض، وبيع الايزيديات. امن اجل هذا تتبدلون التهاني؟ تهانينا اذن بموتكم اليومي!
رزاق عبود
18ـ7ـ2015



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا صباح المرعي، عذرا ايها الفقيد الغالي!
- ولا زال المسيح يجر في الموصل صليبه
- هيفاء الامين وجحوش الاسلاميين
- مقاتلة أيزيدية
- غزوة الموصل
- عندما يدفن الاباء فلذات اكبادهم
- سمر يزبك نجمة سورية تنير فضاء الادب السويدي في خريف ضبابي
- السبي الايزيدي
- العالم كله يريد القضاء على داعش واردوغان يريد القضاء على الا ...
- حجاج الحجر وملائكة كوباني
- الهمجية الاسلامية، داعش نموذجا!
- مرثية البصرة
- حيدر العبادي ومصير بلادي!
- كلكم داعشيون ارهابيون ايها الاسلاميون!
- حكام بغداد وحكام اربيل اوكلوا لداعش مهمة تصفية -الاقليات- ال ...
- وفد الجالية العراقية في السويد، ام حرامية الجالية في العراق؟ ...
- مصر والسعودية ومحمود عباس طلبوا من نتنياهو نزع سلاح حماس!
- هل تبقى الموصل عراقية اذا غادرها المسيحيون؟!
- عبد الفتاح السيسي فرعون مصر المختار!
- مهزلة انتخابات الخارج. السويد نموذجا!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - لماذا يحتفل العراقيون في -العيد-؟!