التهامي صفاح
الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 00:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحت عنوان "داعش تعلن مسؤوليتها عن مقتل 14 جنديا جزائريا " نشرت الجريدة الإلكترونية المغربية "بديل أنفو" خبرا يبدأ هكذا (تبنى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قتل 14 عسكريا جزائريا في كمين نصبه في ولاية "عين الدفلى" الواقعة جنوب غرب العاصمة الجزائر، وذلك في بيان نشر على الإنترنت مساء السبت 18 يوليوز)
وكأن رئيس تحرير الموقع لا يعرف الفرق بين عصابة المخربين "داعش" وعصابة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " الإجرامية التي لم تتحد بعد مع داعش كما يعلم الجميع ، أم تراه يريد إرهاب المغاربة ب"داحش" لأن العملية الارهابية حدثت في عين الدفلة غير البعيدة عن الحدود المغربية الشمالية الشرقية غرب العاصمة الجزائر؟
كان ممكنا مادام يعطي لتفسه الحق في التأويل الخاص للأخبار ان ينشر الخبر كما الحقيقة بالعنوان التالي مثلا "عصابة المخربين المسماة "القاعدة في ... الخ "..
فضلا عن ذلك لاحظت منذ مدة خلال رمضان المنتهية فترته أن هذا الموقع ينشر الأخبار يا إما بتهويل محرض أوبتأويلاته الخاصة على صعيد المعنى بعيدا عن نقل الخبر بحياد وأمانة كأغلب المواقع المغربية.
وكمثال على العناوين التحريضية الواضحة عنوان الخبر التالي الذي يحرض فيه على القمني بشكل غريب وكأن رئيس تحرير الموقع عضو في داعش و يتبنى فكرها الموغل في النبش و جمع قمامات الآداب عبرالتاريخ .
شوفو التحريض : " القمني يهاجم نظام البيعة في بلاد أمير المؤمنين " .
و المناسبة هي مشاركة سيد القمني في محاضرة بالرباط بطلب من حزب الأصالة والمعاصرة الذي يدعو ، ومعه الحق طبعا، لفصل الدين عن الدولة لا عن المجتمع بعنوان :
"هل أراد الله من المسلمين إقامة دولة له ؟
هذا هو عنوان المحاضرة .
لقد إضطر الأستاذ سعيد لكحل أستاذ الفلسفة الذي كان حاضرا في المحاضرة إلى جانب الدكتور سيد محمود القمني لكتابة مقال في الحوار المتمدن يفند فيه ما ذهب إليه موقع بديل أنفو المغربي و كذا ما ذهب إليه حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود الحكومة المغربية في شخص رئيس الحكومة معالي السيد الوزيرالأستاذ عبد الاله بنكيران و آخرين .
و إذا كان الدكتور سيد محمود القمني لا يفعل شيئا آخر أكثر من قراءة الثراث الديني ، الذي لا يستطيع أي كان الإدعاء أنه مؤلفه أو الموقع عليه بإسمه ، قراءة نقدية تتغيأ إظهارا للحقيقة كما تتراءى له لخدمة الناس فكريا و ايقاظهم عقليا ، فلا يمكن تسمية هذا هجوما إلا من طرف الذين عوض تقديم الحقيقة للناس في شمال افريقيا والشرق الأوسط تجدهم أكثر ضبابية من ناشري الضباب أنفسهم كداعش أصحاب النظرية اليهودية القديمة المستحيلة "لنرتد إلى الوراء في الزمان" .
بعد هذه الأمثلة ألا يحق للمرء أن يتساءل عن البديل الذي يدعي الموقع أنه يريد إيصاله للجمهور؟
أين المصداقية و الأمانة في نقل الأخبار؟ و أين خدمة السلام وإستقراربلدهم المغرب ؟
أتمنى أن يستفيد رئيس تحرير الموقع من هذه الملاحظات التي تطلبت وقتا من الحياة و التي تقول له "تستحق الإهتمام والكتابة من أجل مستوى أرقى يشرف المغاربة" .
#التهامي_صفاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟