أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق عطية - فضيحة أبو العربي في بيرث















المزيد.....

فضيحة أبو العربي في بيرث


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 20:36
المحور: سيرة ذاتية
    


مهما انسلخنا عن أوطاننا وارتضيتا بالغربة فى بلاد الله خلق الله. مهما حاولنا سلوك طريق السلامة ومحاولة التأقلم فى بلادنا الجديدة، فهناك بعض المشاكل تحاصرنا فقط لكوننا قادمين من بلاد عربية وخاصة مصر ويصنفوننا تحت بند ارهابي محتمل. هذه الخواطر انتابتى بعد المكالمة التليفونية والعديد من الرسائل الإلكترونية من قريبى وصديق دربى "ريمون" المهاجر إلى استراليا منذ ما يقرب من العشرين عاما والمقيم بمدينة سيدني شمال استراليا. كل ما فهمته منه أن جريمته أنه حاول أن يكون مخترعا، فقد توصل لابتكار فرشاة لدهان الحوائط تتزود أوتوماتيكيا بالطلاء لتوفر جهد العامل، وبنفس الأسلوب ابتكر أداة صغيرة كقلم الحبر تملأ بمادة مخدرة تقذف بقوة كبيرة فى وجه من يحاول الاعتداء حماية للفتيات من الاغتصاب وغيرها من الابتكارات العديدة المبنية علي نفس الفكرة. ووضع مجموعة ابتكاراته على صفحة خاصة به على الإنترنت. اتصل به ضابط من المخابرات الأسترالية ونبهه من خطورة وقوع هذه الأداة فى أيدى الإرهاب، فأجابه أن اختراعه موجه لحماية الفتيات ويمكن للمخابرات الأسترالية الاحتفاظ بهذا الاختراع هدية منه لوطنه الحبيب أستراليا بدون مقابل واستغلاله بطريقتهم الخاصة. ولكن الضابط نظر إليه بازدراء كمن يستكثر على عربى تافه مثله أن يكون مخترعا. من يومها وهو يجابه بالمخاطر، ابتداء من التجسس على بريده الالكترونى ومسح عناوين من يتصل بهم من أصدقاء، وأحيانا تمسح الرسائل الواصلة إليه أو المرسلة منه، ثم جُوبه بمحاولات للتخلص منه فى حادثتى قيادة. وأخيرا استطاعوا أن يوقعوه فى اتهام بجريمة بشعة، جريمة هتك عرض طفلة ذات 18 شهرا، فقد ادعت سيدة أنها شاهدته يضع يده على عضو حساس لهذه الطفلة. وأنا أستطيع أن أجزم يقينا أنه لا يمكن أن يقوم بهذا العمل الشائن خاصة وأنه رجل متدين بلغ من العمر السابعة والستين، وأنه يعانى من آلام مبرحة فى ركبتيه تجعله يكاد أن يكون كسيحا. وبالعقل حتى لو راودته رغبة شيطانية فما أسهل الحصول على مطلبه فى هذه البلاد دون اللجوء لمحاسسة طفلة. وفى المحكمة تخلفت الشاهدة الوحيدة عن الحضور وتكرر عيابها ولم يستدل لها على عنوان بعد أن تركت مسكنها. وفى محاولة لجعله يتخلف عن حضور الجلسة القادمة لإثبات التهمة عليه حرضوا محاميه أن يخبره أن ميعاد الجلسة الخميس 16 أغسطس، وحين ذهب للمحكمة للاستفسار عن ميعاد الجلسة علم أنها كانت يوم الإثنين 13 أغسطس، وعند معاتبة محاميه أخبره أنه موظف لدى مكتب المحاماة الذى يعمل به ولا بد له من ننفيذ تعليماته..!! أرسل لهيئة حقوق الاتسان الأسترالية فاكس ورساله الكترونية بمحتوى معاناته للوقوف بجانبه فى هذه المحنة ولأنه يعتقد أن عنوانه البريدى مخترق وأنهم يمكن أن يمسحوا الرسالة قبل وصولها لهيئة حقوق الإتسان، فقد أرسل لى نسخة كى أرسلها من هنا من كندا ففعلت، وأخيرا بعد عناء ومماطلات ظهرت براءته.
ظل يراسلني يبث لي مخاوفة, أخبرني أنهم يراقبون خطواته يعُدّون أنفاسه يذهبون إلي شقته في غيابه ويعبثون بكل شيئ, حتي وهو نائم يقوم فزعا فيري أشخاصا تغادر وتقفل الباب من الخارج, في الصباح غير كالون الباب ليأمن شرهم. سألته من الذي يتعقبك ويعد خطواتك قال لا أدري. نصحته أن يترك استراليا في إجازة ويعود إلي مصر حتي تهدأ أعصابه ويأمن شر من يتعقبه خاصة وهو يمتلك شقة بمدينة الغردقة علي شاطئ البحر الأحمر. راسلني من الغردقة وأخبرني أنهم يقتفون أثره بالغردقة أيضا, قال أحسست بأشخاص يتبعونني حيث ذعبت, نفس الوجوه وحين أنظر إليهم يشيحون بأوجههم كأنهم ينظرون لشيئ ما. أخبرني أنه أتي بحداد ليغلق نوافذ الشقة بأسياخ حديدية من الخارج حتي اصبحت شقته محصنة كأنها أحد السجون.
الحقيقة من كثرة ما بثني من مخاوف بدأت أشك أنه مصاب بمرض نفسي شائع معروف بجنون الارتياب أو الهُذاء وهو مرض نفسي مزمن يتسم بالأوهام. أفكار يعتنقها المريض ويؤمن بها إيمانا وثيقا بتعرضه للاضطهاد أوالملاحقة ويفسر سلوك الآخرين تفسيرا يتسق وهذا الاعتقاد. وهي حالة مرضية ذهنية تتميز باعتقاد باطل راسخ يتشبث به المريض بالرغم من سخافته وقيام الادلة الموضوعية على عدم صوابه. وتتسم هذاءات المريض بالمنطق، لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح. وبناء علي اعتقادي هذا, كلما حدثني كنت أحاول طمأنته وأقول له بعض الكلمات المعتادة لبث الطمأنة في قلبه.
وعاد إلي استراليا مرة أخري وازداد قلقه لدرجة أنه قال لي لا ترسل لي رسائل الكترونية علي بريدي فهو مراقب وارسله علي بريد أختي وأنا عندي الباس وورد الخاص بها, أخبرني ذات مرة أنهم أطلقوا عليه غازات سامة وهو نائم مما اضره أن يترك غرفة النوم ويبقي في الشرفة حتي تتبدد الغازات, وفي كل اتصال كنت أرثو لحاله بيني وبين نفسي وكنت أخشي أن أقول له أن يذهب لطبيب نفسي حتي لا أغضبه. ذات مرة عرضت عليه الحضور إلي كندا والمعيشة بيننا فقال لي: لا أنا لا أريد توريطكم معي وتهديد حياتكم للأذي. واتصلت بشقيقته التي تعيش في بيرث جنوب غرب استراليا علي المحيط الهادي, وأخبرتها بمخاوفي أن يكون مريضا نفسيا بمرض الهُذاء وهو لا يدري ونصحتها أن تذهب إليه في سدني وتحاول إقناعه بالذهاب لطبيب نفسي, وذهبت إليه وباءت محاولاتها بالفشل وكان نتيجة ذلك أن امتنع عن مراسلتي لمدة طويلة.
بعد عدة شهور جاءتني مكالمة من شقيقته أخبرتني بوفاة شقيقها حيث وجد مقتولا ذيجا ومقطع الجثه داخل شقته وأنها ذهبت إلي سيدني لتسلم الجثة والقيام يالصلاة عليها ثم دفنها, وحاولت معرفة الجاني فقيل لها أن الجاني مجهول والبوليس يقوم بالبحث والتحريات عن قاتله, أخبرتهم بما كان بتتابه من مخاوف, فقالوا لها نحن نضع كل الاحتمالات وحين نصل للحقيقة نعطيكي علما, ومرت الشهور وسألت كثيرا وأخيرا قيل لها حفظت القضية لعدم الاستدلال علي القاتل.
رأيت أن من واجبى ولحق القرابة وللوم نفسي الشديد علي عدم الوثوق بمخاوفه والاعتقاد بأنه يهذي قررت أن أذهب إلى سيدنى لأضع بعض الورود علي قبر صديق العمر وتلاوه صلاة قصيرة، ثم طرت إلي بيرث لتقديم واجب العزاء لشقيقته. بعدها خرجت لأستكشف مدينة بيرث سيرا على الأقدام، وحين كلّت قدماى من المسير توجهت إلى بارك قريب وجلست على أحد الأرائك أتابع الأطفال يلعبون ويمرحون، اقتربت منى طفلة صفيرة قى الثالثة من عمرها تشيه حفيدتى سارة، إبتسمت لى فأعطيتها قطعة من الشيكولاتة، وعادت الطفلة لتلهو بين أترابها. ولكنى فوجئت بأربعة ثيران بشرية يحيطون بى ويصفدوننى بالأغلال بتهمة التحرش بطفلة، فصحت صارخا أننى لم أفعل شيئا غير إهدائها قطعة من الشيكولاتة، واستيقظت من نومى حامدا الله أننى ما زلت هنا فى كندا ...!!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا خوفي يا بدران
- الحمير وعلي الله التدبير
- الأقباط والسيسي في عامه الأول
- بدون حجاب دونك والباب
- عصر وراء عصر تطور برلمان مصر
- حسرة علي مثقفي هذا الزمان
- مدينة أون المشرقة
- أرقص واتحنجل وخلّي بالك من شنجل
- تكيلا وسالسا وصبايا في بلاد المايا
- الأسباب وراء محبة أو كراهية الكلاب
- عبث الإنسان واحتمالات نهاية البشرية
- فقراير بدم الشداء يكشف الضماير
- فقراير مرار طافح وداير
- ليس لازدراء الإسلام يحاكمنها
- سنة سوخة من أولها بانت لبتها
- أسباب الانحدار والكراهية بين المصريين
- العجب والحيرة في مولد أبو حصيرة
- شورت وفانيلا وسنكحة في مانيلا
- وجهي العُملة الفاسدة
- التدني بين مايحكمش وابتزازكو


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق عطية - فضيحة أبو العربي في بيرث